21 سبتمبر.. الثَّـوْرَةُ المباركة والنصر الحقيقي

محمد عبدالجليل

“لعل من يطالع الأخبار والأحداث في القرن الواحد والعشرين يرى نتاجَ السياسة المُسيّرة المفروضة على واقع الشعوب – يرى ما تخلفه من آثار على كافة الجوانب السياسية والاقْتصَادية وغيرها. وبالرغم من قيام ثورات ما يسمى بالربيع العربي لكنها لم تكلل بالنجاح جميعُها وذلك ربما يعود إلى وعي الشعوب غير المكتمل تجاه عدو الخفاء والشيطان الذي يتخفى بالعباءة الملائكية، لكن إذَا تأملنا واقع الثورات بشكل عام في مختلف الشعوب والثَّـوْرَة الـيَـمَـنية على شكل خاص نرى أن الثورات انتجت لتلك الشعوب تحالفاً جديداً قوياً وواضحاً مع العدو السابق اللاحق للدين الإسْلَامي والأوطان العربية ومسيرات التحرّر في كُلّ الشعوب، إلَّا أننا نستخلص من الثَّـوْرَة الـيَـمَـنية ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر أنها أضحت مسيرة التصحيح للثورة الصحيحة المتجهة آنذاك للانزلاق نحو الهاوية التي سقط فيها باقي الشعوب والتطبيع القوي والظاهر مع أَعْدَاء الحُـريّة والاستقلَال.

إن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر هي الثَّـوْرَة الحقيقية ضد شياطين الإنس وأَعْدَاء الإنْسَـانية حيث أنها وضّحت لنا العديد من الأمور التي كنا لا ندري بها ولا نتوقع حصولها، وضحت لنا تلك اللعبة الخبيثة القذرة التي تحاك من أجل تقسيم هذا الوطن وبيعه للشيطان الأَكْبَر.

ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر هي التي حققت أَهْدَاف الثوار كاملة لبناء هذا الشَّـعْـب اقْتصَادياً وتحرّره من الاستعباد للقرار السياسي الخارجي، إنها تلك الثَّـوْرَة التي جعلت هذا الشَّـعْـب يتحرّر من تلك العادات المتبعة التي تكمن في استعباد الشعوب والإتباع الدنيء المذل للطغاة والمتجبرين.

إن هذه الثَّـوْرَة المباركة كشفت ووضحت لنا أعدائنا في الداخل والخارج وأفكارهم المقيتة لجعل هذا الشَّـعْـب تحت سوط المذلة والحرمان.

أيضاً من ثمار هذه الثَّـوْرَة أنها جعلت الشيطان الذي يتستر خلف العباءة الملائكية يظهر على حقيقته أَمَـام الملأ ويظهر أرانه من الداخل والخارج سواء أكانوا سياسيين أَوْ علماء سلطة الواحد تلوا الآخر.

إن هذه الثَّـوْرَة هي التي جعلت شعبنا الـيَـمَـني يقفُ بكل قوة وبكل عزم صامداً وثائراً ضد كُلّ الطغاة كَثُرَ عددهم أَوْ قل، وما العزة التي وصلنا اليها إلَّا ثمرة من ثمار هذه الثَّـوْرَة المباركة.

ثورةُ الواحد والعشرين من سبتمبر ستظل ذكرى تخلد بتضحيات هذا الشَّـعْـب ستضل ذكرى ترسخ وعي الشَّـعْـب الـيَـمَـني وعزته وشدة بأسه على كُلّ المعتدين، وكل ثمرة من ثمار هذه الثَّـوْرَة ستدخل التأريخ من أوسع أَبْـوَابه وتظل منهجاً علمياً وعملياً يخلده نضال ثوارها في افئدة الأجيال الصاعدة الواعية على طريق آبائهم الثوار في مواجهة أَعْدَاء الحُـريّة والإنْسَـانية من كُلّ بقاع المعمورة..