العد التنازلي للوجود السعودي
حمود أحمد مثنى
يتحرَّرُ العميلُ “سميث” من برنامج الماتريكس، ويصبح ُبرنامجًا خارج السيطرة ويقومُ بنسخ نفسِه إلى أعداد كثيرة جداً من النسخ، وهدفه القضاء على “نيو” وجماعته والقضاء على الماتريكس بذاتها التي اختُرعت لذلك، فهو برنامج خطير ومخرب.
تحاولُ المجموعة المقاومة الوصول إلى مبرمج الماتريكس، فيبحثون عن طريقة للوصول إليه في بُرجه الذي يناطح السحاب، والذي لا تصل إليه المصاعد العادية، ولا يمكن الدخولُ إلَّا بالحصول على مفتاح للباب الخاص والموجود مع صانع المفاتيح الآسيوي نيو أَوْ المختار مخاطباً رئيس الماتركس.. (لقد خرج اسميث عن السيطرة إذَا لم تتركني أدمره فإنه سيدمر كُلّ شيء وسيدمرك) من فيلم ذي ماتركس العالمي ذي الثلاثة أجزاء والمثير للجدل، والذي يحمل رمزيات الشعوب والأُمَم بشخوص وأسماء ومصطلحات تأريخية ودينية. والفكر الوهابي الذى تم اختراعه وتطويره فِي القرن التاسع عشر من قِبل شركة الهند الشرقية البريطانية كأداة لمعاقبة أَوْ تدمير كُلّ من يخرج عن السيطرة البريطانية وهذا ما تم واقعاً بالوهابية وآل سعود إلى نهاية القرن العشرين، ومن ثم بدء الخروج عن السيطرة عبر تبني آل سُعُـوْد مشروعهما الخاص بإقامة الخلافة الدينية بعد أن تم تدمير الدول القومية والعلمانية والوطنية الساعية إلى التحرّر والتخلص من السيطرة الغربية وإعاقة إقامة نهضة للمنطقة العربية وإفشال مشاريع الوحدة العربية، وكذلك عملت المملكة بواسطة الوهابية والمال على المشاركة الفاعلة فِي تدمير الاتحاد السوفييتي وبتلك الانْتصَارات كسبت المملكة الثقة المتزايدة بقدراتها على تحقيق مشروعها الخص المستلهم من التأريخ الإسْلَامي (الخلافة) مبني على ما قامت به من إعداد عشرات الآلاف من الدعاة لكل دولة فِي الوطن العربي خلال عشرات السنين وشراء الولاءات الاجتماعية والسياسية وبناء منظومة إعْـلَامية مؤثرة فِي الرأي العام وشراء منظمات حقوقية ومدنية والمجموعات المشاركة فِي صناعة القرار كُلّ ذلك تمهيداً للبديل القادم (الخلافة السعودية). أدركت الأُمَم والدول الكبرى الخطرَ من برنامج الذى صنعته بريطانيا وتولت أمريكا حمايته ورعايته (الكتلة الغربية) ولأن العالم فِي حالة تغير مستمر وقد بدأت ملامح المتغيرات الدولية المتعدد الاقطاب للزمن القادم وقواعده لا تقبل بوجود السعودي المكون من جناحَي (آل سُعُـوْد السلطة الزمنية وآل الشيخ السلطة الدينية) فلم يكن تصريح الرئيس الأَمريكي اوباما النارية المتهمة للمملكة باعتبارها راعيةً ومصدّرةً للإرْهَـاب ومصادقة الكونجرس على قانون محاسَبة السعودية عن هجوم11 سبمتبر2001م وهذا القانون مؤشر واضح على تبدل موقف الصديق والحليف الانتهازي وكذلك برامج مرشحي الرئاسة الجمهوري والديمقراطي الانتهازية ومن ضمن المتغيرات الدولية قبيل العُـدْوَان على الـيَـمَـن تصاريح لقادة روس تتحدث عن عدم رغبة روسيا بانهيار السعودية المفاجئ لما لذلك الانهيار من تداعيات خطيرة على أمن المنطقة وفى نفس الاطار الدولي مرافعات لأَعْضَاء برلمان الاتحاد الاوربي تحميل السعودية مسؤولية نشر الافكار الإرْهَـابية وهي مسؤولة عن الدماء فِي العالم وأنه يجب على أوربا تغيير تحالفها مع السعودية على وجه السرعة ومن المؤشرات الهامة انعقاد مؤتمر غروزني فِي الشيشان الذى اصدر المشاركون فيه بيان (ان الوهابية ليست من السنة والمملكة لا تمثل السنة)، كان من المستحيل عقدُ هكذا مؤتمر قبل الحرب والعُـدْوَان الحلف السعودي الصهيوني على الـيَـمَـن الذى صمدنا فيه وانتقلنا إلى مرحلة الهجوم وتكبيد العدو خسائرَ هائلة وسمع العالم صراخ السعودية وشكواها فِي مجلس الأن بالاعتداءات الـيَـمَـنية على أَرَاضيها معتمدة فِي ذلك التزييف على اليمين المتصهين فِي مراكز التأثير الإعْـلَامي وفى الـيَـمَـن سيهزم حلف الشر وعند تحقيق النصر ستتغير خارطة المنطقة.