كل ما يجري من حولك

ســيفُ وقــلمُ عـلي

537

 

محمد الصفي الشامي

شهيدُ المحراب وأبو الشهداء، ذو عقلية عظيمة، وإنْسَانية فذة، وشخصية فارس مقدام، وبطل شجاع، لم تقتصر بطولاته على ميادين القتال فقط، بل وفي حكمته وبصيرته، وعمق إنْسَانيته، ونصرته للمظلوم، وتجليه بروح العدالة.

ينبوعٌ من مياه المعرفة هي سيرته، تتجاوز حدود الزمان والمكان، وسلسلة تأريخية طويلة من جهاد وتضحية، وثقافة ونبوغ أدبي، وتفردٌ في البلاغة والفصاحة، تتدفق من فكر صاف واستشعار عظيم بمعنى الوجود الحقيقي، لتروى منها شجرة الأفكار وتصل إلى أصولها، لتثمر وتزهر أغصانها.

تساؤلات ودراسات طويلة طرحت من قبل اللجنة القانونية في الأُمَـم المتحدة، حول ترشيح مقولة الإمام علي “عليه السلام”.. ‘يا مالك إن الناس صنفان: إما أخٌ لك في الدين أَوْ نظير لك في الخلق‘، من رسالته إلى مالك الأشتر، التي تُعتبر دستورا كاملا لحقوق الإنْسَان ليس للأمة الإسْـلَامية فقط، بل للبشرية جمعاء.

مدلول واسع في اللغة الأدبية والفكرية تضمنها كتاب ‘نهج البلاغة‘ للإمام علي “عليه السلام”، من حياكة للأسلوب، وانتقاء للمفردات، وعمق ثقافي وبلاغي، وأدبي في اللغة العربية، وجمال فكري، وعلمي حياتي شامل.

لقد سبق الإمام علي “ع” مفكري الغرب، وفلاسفة العصر، بحقب زمنية طويلة، في مختلف المجالات، الاقتصادية، والسياسية، والاجْتمَاعية، والعسكرية، والفلسفية، والعلمية، ومعاني الكمال الإنْسَاني، وكل ما يشغل هموم البشرية، ولمع وأشرق منها.

وتكمن عظمة الإمام علي “ع” في خلقه وصموده، ومبادئه وقيمه، ورفضه للظلم ومقارعته للطغاة، ونصرته للمظلومين والمستضعفين المضطهدين، وتضحيته في سبيل إنْسَانية الإنْسَان وآدميته، وإيْمَـانه المطلق بحق الحياة الكريمة.

هذا هو ابن عم النبي الأكرم، زوج البتول الزهراء، وأبو السبطين، الذي كتب عنه الكثير من الشعراء والأدباء والفلاسفة والمؤرخون وما استطاعوا إيفاءه حقه، ولن يفوه، وكيف لمُؤسّس علم اللغة أن تفيه اللغة حقه.

فسلام الله على يعسوب المؤمنين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

You might also like