أَمْـوَال آل سعود تفجّر الصراعات في أوساط أُمراء الحروب.. المجهودُ الحربي، عطاءُ الشعب يفوق اقتصاد الحرب
متابعات../
أثار المجهودُ الحربيُّ الذي يتلقاه الجيشُ واللجان الشعبية في مختلف الجبهات كَومةَ تساؤلاتٍ لدى حلفاء العُـدْوَان وأَدْوَاتهم وخلاياهم النائمة في الداخل والخارج، وعمدوا منذ بدأ العُـدْوَان إلى توزيع الاتهامات هنا وهناك تارةً بنهب احْتيَاطات البنك المركزي اليمني وتارة أُخْـرَى بنهب مقدرات الدولة، إلّا أن حقيقةَ مصدر الرئيسي للمجهود الحربي صادمةٌ للعدو ومرتزِقته، سيما وأن الشعب اليمني بمختلف أطيافه هو الداعم الأول بعطاء لرجال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات.
فاق التلاحُمُ الشعبي مع رجال الجيش واللجان الشعبية ومساندتهم بالمال والرجال والغذاء والدواء كُلّ قدراتِ استيعاب العدو ومرتزقته في الداخل والخارج، فالعشرات من قوافل العطاء الشعبي تصل يومياً إلى جبهات القتال لدعم الجيش واللجان من مختلف المحافظات الشمالية، خصوصاً التي ترزح تحت الحصار والعُـدْوَان منذ عام وسبعة أشهر تجاوزت بقيمها المادية والمعنوية كُلّ مفاهيم الاقتصاد والسياسة، فتكاليفُ إعدادها تفوق القيمة الحقيقة لمكوناتها، ودلالاتها السياسية تكشف للعالم أجمع مدى التأييد الشعبي الذي يحظى به رجال الجيش واللجان الشعبية من جانب، وتعكس حالة من العزلة الاجتماعية والشعبية التي يعيشها مرتزقة الرياض.
منذ الأَيَّـام الأولى للعُـدْوَان بدأ الدعم الشعبي اللامحدود للجيش واللجان الشعبية من خلال تدفق قوافل العطاء والتي لم تقتصر على الغذاء والدواء فقط، بل شمل دعم الجبهات بالمال والرجال.
فالمواطنُ اليمني الذي وقف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في معركة الدفاع عن الأَرْض والعرض، تقاسَمَ لقمة عيشِه مع أبنائه وإخْــوَانه رجال الله الذين يذودون عن حياض هذا الوطن ويقدمون أرواحهم ودماءَهم رخيصةً في سبيل كرامته وعزته، فبادلهم الشعب الوفاء بالوفاء وقدّم لهم الغالي والنفيس أيضاً، فمتوسط قوافل العطاء الشعبي التي قدمت للجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات على مدى الـ520 يوماً من بدأ العُـدْوَان تتجاوز وفق التقديرات في المتوسط 3000 قافلة، تتجاوز القيمة الإجمالية لتلك القوافل عشرات المليارات من الريالات.
استمرارُ رفد الجبهات بالدعم والمدد بسخاء وكرم من قبل أَبْنَاء الشعب اليمني رغم الظروف الصعبة التي يعيشها جرّاء استمرار العُـدْوَان والحصار، أصاب العدو ومرتزقته في الداخل بحالة من اليأس في تحقيق أَهْـدَافة لافتقاره لأي إسناد شعبي من جانب ولإدراكه استحالة مواجهة جبهة الجبهات التي يشارك فيها الشعب إلى جانب الجيش واللجان بالمال والرجال.
ونظراً للآثار الارتدادية على لذلك لتأرز الجبهات المدعومة من كُلّ أطياف المجتمع اليمني في الداخل، تحول الحديث عن المجهود الحربي للجيش واللجان الشعبية لدى وسائل إعْــلَام العُـدْوَان إلى روتين يومي تحاول من خلالها تغطية فضائح أُمراء الحرب الموالين للعُـدْوَان والذين يعيشون حالة صراعية لا حدود لها في مختلف المحافظات التي يتواجدون تغذيها أَمْـوَال العُـدْوَان السعودي الذي يقدمها بين فينه وأُخْـرَى كمجهود حربي لمرتزقته، حيث تصاعد تبادل الاتهامات بين مرتزقة الرياض في الداخل والخارج بنهب وتقاسم أَمْـوَال آل سعودي التي تقدم بشكل دوري لدعم تلك الجبهات.
وفيما فجّرت أَمْـوَال آل سعود موجة صراعات بين أُمراء الحرب الذين يقودون المواجهات بالوكالة عن أعداء هذا الوطن في محافظات تعز ومأرب والجوف وميدي وشبوة والبيضاء احتدمت في الآونة الأخيرة وتعاظمت أيضاً، تصاعدت نفس الخلافات بين نزلاء فنادق الرياض الذين يواجهون مصير الطرد الجماعي من قبل حلفائهم.
وخلال الأَيَّـام القليلة الماضية فجّرت أَمْـوَال آل سعود خلافات عاصفة بين أُمراء الحرب في تعز انتهت بانقسام أُمراء الحرب في تعز إلى فريقين بعد أن تحالفت التيارات الموالية لحزب الإصْـلَاح مع المليشيات الموالية لعلي محسن الأَحْمَر بقيادة صادق سرحان وعارف جامل، والتي دفعت بالمئات من عناصرها المسلحة لمحاصرة المعين من قِبل الرئيس الفار محافظا لتعز علي المعمري في منزلِه، وانتهت تلك الخلافات التي يطالب فيها تيار الإصْـلَاح ومحسن المعمري بنهب أَمْـوَال قُدِّمت كدعم للجماعات المسلحة التابعة للإصْـلَاح، وانتهت تلك الخلافات باندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين دفعت المعمري إلى التحالف مع زعيم تنظيم داعش عدنان زريق -قائد مجزرة الصراري وقائد ما يسمى باللواء الصعاليك- الذي يضم المئات من عناصر القاعدة، بالإضَافَـة إلى بعض الجماعات المسلحة لحمايته.
خلافاتُ المرتزقة في تعز على تناهُب المجهود الحربي المقدم من تحالف العُـدْوَان جاءت بعد أقل من شهرين من اقتحام مقر المحافظ السابق الموالي للعُـدْوَان في محافظة الجوف العجي العواضي الذي تم الإطاحة به مؤخراً من قبل مليشيات الإصْـلَاح على خلفية نهب أَكْثَـر من 700 مليون ريال، وكذلك أطاحت نفس الصراعات بآخرين، ولعل الصراعات المالية التي أطاحت بمحافظ بالقيادي في حزب الإصْـلَاح الحسن أبكر من قيادة المواجهات في الجوف على خلفية فضائح مالية، وعلى ذات النهج تعيشُ جبهات العُـدْوَان في مأرب والبيضاء وشبوة وُصُـوْلاً إلى ميدي الساحلية.
وفي حين تعامل أنصار الله كدولة في مختلف الجبهات التي يخوضها رجال الجيش واللجان الشعبية، تعامل مرتزقة العُـدْوَان الذي يدّعون تمثيل الشرعية كعصابات نهب وفيد، حيث مارسوا التقطع وابتزاز المواطنين من خلال فرض إتاوات مالية على قاطرات الغاز والمشتقات النفطية والشاحنات التابعة للمغتربين والقادمة من المملكة العربية السعودية بموافقة القيادات الموالية لتحالف العُـدْوَان.
وتنتشر 25 نقطة تفتيش من مديرية العبر محافظة حضرموت مروراً بمنطقة الرويك الصحراوية وُصُـوْلاً إلى صافر النفطيّة ووادي عبيدة وصرواح، وجُلُّها تمارس الابتزاز المنظّم، بالإضَافَـة إلى ما يتعرض له المسافرون في منفذ الوديعة من ابتزاز منظّم من قبل كتائب هاشم الأَحْمَر، يضاف إلى عدد من ممارسات التي تمارسها حكومة الفار هادي في المحافظات الجنوبية والممثلة بنهب إيرادات الدولة وعدم توريدها للبنك المركزي اليمني.
صدى المسيرة ـ رشيد الحداد