كل ما يجري من حولك

السعودية ووهابيتها تشن حملةً شعواءَ على مؤتمر “أهل السنة والجماعة”

467

 

متابعات.. /

انعقد في العاصمة الشيشانية غروزني وعلى مدى ثلاثة أيام (25-27/8/2016) مؤتمر حمل عنوان: “من هم أهل السنة والجماعة؟” برعاية الرئيس الشيشاني رمضان أحمد قاديروف، وحضور وفد مصري أزهري كبير ضم شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ومفتي مصر الشيخ شوقي علام، ومستشار الرئيس عبدالفتاح السيسي أسامة الأزهري، والمفتي السابق الدكتور علي جمعة. وكان اللافت في هذا المؤتمر غياب أي ممثلين عن علماء الدين في المملكة العربية السعودية.

وقد شكّل المؤتمر بمكانه وزمانه وبالمشاركين فيه وبيانه الختامي مادة دسمة للحوار والتراشق الإعلامي، الذي شارك فيه يوسف القرضاوي وما يسمى بهيئة العلماء المسلمين بالسعودية.

وبهذا الخصوص قال عبدُالباري عطوان في افتتاحية صحيفة “راي اليوم” اللندنية (2/9)، إن ما أغضب علماء الدين السعوديين الرسميين، وغير الرسميين، وحلفاءهم ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، هو عدم توجيه الدعوة لهم للمشاركة، باستثناء باحث شرعي سعودي غير معروف عربياً، يدعى حاتم العوني.

ورأى عطوان بوجود الوفد الأزهري الكبير “تنسيقاً سياسياً روسياً مصرياً لعزل السعودية وعلمائها، وتكوين “مرجعية سنية” جديدة وقوية مدعومة من الأزهر، تسحب البساط من تحت المرجعية السعودية الوهابية وتعزلها كلياً، وإلصاق تهمة دعم الإرهاب والتطرف بها”.

ويضيف عطوان، إن “تعريف المشاركين في المؤتمر لأهل السنة والجماعة (لم يكن بينهم أي من العلماء السلفيين والإخوان المسلمين البارزين) كان صادماً فعلاً للمملكة العربية السعودية، حيث تمَّ حصر “أهل السنة والجماعة”، في كُلٍّ من: “الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي”، حسب ما جاء في بيان رسمي للأزهر الشريف في رد على الهجمات التي استهدفته.

ومن ردود الفعل المعارضة لمؤتمر غروزني وبيانه الختامي، ما كتبه أستاذ الفقه في جامعة أم القرى السعودية، الدكتور محمد بن السعيدي، الذي وصف هذا المؤتمر بأنه مؤامرة على العالم الإسلامي، وعلى السعودية خصوصاً، ويهدف إلى إعادة العقل المسلم إلى الخرافة وسدنة القبور”. أما الدكتور محمد البراك، عضو رابطة علماء المسلمين فقال: “في مؤتمر الشيشان أراد المتآمرون إخراج أهل السنة فأخرجوا أنفسهم”..

وأضاف عطوان بافتتاحيته: لعل الهجوم الأكثر حدة، ويعكس ما يمكن أن يترتب على مشاركة مصر في هذا المؤتمر من قطيعة مع السعودية، فجاء على حساب السيد محمد آل الشيخ (أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مؤسس المذهب الوهابي) على “التويتر”، حيث قال: “مشاركة الأزهر في مؤتمر غروزني الذي أقصى المملكة من مسمى أهل السنة يحتم علينا تغيير تعاملنا مع مصر.. وطننا أهم ولتذهب مصر السيسي إلى الخراب.”.. أما الشيخ يوسف القرضاوي فأكد تضامنه مع الغضبة السعودية وركز كُلّ هجومه على شيخ الأزهر أحمد الطيب.

وتساءل رئيس تحرير “رأي اليوم” عن الأسباب التي دفعت إلى انعقاد هذا المؤتمر والتوصيات التي تبناها وأبرزها تكوين مرجعية سنية تمتد من الأزهر إلى القيروان وإلى الزيتونة وحضرموت ودول القوفاز، مدعومة بقنوات فضائية واهتمام أكبر بوسائل التواصل الاجتماعي، وعقد هذا المؤتمر بشكل دوري..

وختم بالقول: إن الأمر يحتاج إلى وقفه جادة للتأمل، وليس توجيه الشتائم والسباب يميناً ويساراً.

You might also like