قوة القوة .. تعجب الجميع / بقلم : حمود عبدالله الأهنومي
معروف عن مزاج اليمنيين أنهم يرتاحون للضربات الموجعة والقوية ضد العدو، وأن مزاجهم يتغير إيجابا حين يرون الفتك به وبجنوده، وأعتقد أن هذه المرحلة مناسبة لذلك، فلطالما أصابهم القحط النفسي والمعنوي في هذا الجانب، فليكن سهيل اليماني مؤشر عودة تلك النفسيات الرائعة والقوية بقوة الله وبالتوكل عليه.
كنا نعرف أنه مع كل صاروخ باليستي يسقط عليهم كانت معنويات هذا الشعب ترتفع بوتيرة عالية، ويغتفرون بسبب ذلك كثيرا من الأشياء ويسامحون في كثير من الحقوق، وينشطون للقيام بكثير من الواجبات .
لهذا فالضرب بقوة على جبهة الحدود وعلى كل الجبهات ستلجم أفواه الحمقى والمتشكيين والمتربصين، وسترفع من قوة التأييد الشعبي، وتزيد من قوة التحمل على الحصار، وعلى التضحيات، وستجلب إلى المعركة الكثير من المقاتلين الناصحين .
لو ظهر المجاهدون بمظهر المتضاعف المتسول لعطف غريمه، لكان قد أجهز عليهم في سابق الأيام ليس فقط العدو الذي كانوا يقاتلونه، بل حتى من الزخم الشعبي الذي شكل لهم الموارد الثرة التي أمدتهم بالرجال .
لكنهم كانوا ولا زالوا كلما حسروا عن سوقهم ودقوا بأقوى قوتهم كل معتد ظلوم، ومرتزق غشوم، وجاؤوها من مكان بعيد، كلما كسبوا نقاطا عند الله وعند الناس .
ألا فشردوا بهم من خلفهم، ونكلوا بهم أيها الأبطال الكرام تنكيلا لا يدع منهم ولا يذر.
ومن الأهمية بمكان الضرب بقوة لهؤلاء المتربصين الذين يستعدون للانقضاض على الأمن وإقلاق السكينة المجتمعية، وإثارة الفوضى التمهيدية التي يستبق بها العدوان عدوانه.
لا مجال هنا للتراخي، وليس من الأخلاق أبدا ولا من القيم أن نكون أفداما مقصرين، ننتظر العدو حتى يمارس جرائمه التي ما علمناها إلا سيئة، ولا ترشدنا قرائنها ونظائرها إلا بسود الليالي وسيئات المراحل .
هل علينا لا سمح الله أن ننتظر من حزب الإصلاح مثلا أن يحقق شيئا من المكاسب لكي يفصل آلاف الموظفين، وأن يقصي مئات القضاة، وأن يعفي عشرات الآلاف من المدرسين، وأساتذة الجامعات كما فعل سلطانهم، وأمير مؤمنينهم في تركيا ؟!
إن الأخلاق تفرض على القائمين على أمن الناس اليوم أن يقوموا بها أحسن قيام، وأن يضربوا بيد من حديد، فهذه الظروف العسكرية والأمنية تخولهم أن يتحذوا الإجراءات اللازمة لحفظ الأمن والسكينة، بدون ظلم، ولا تعد، وعليهم أن لا يلتفتوا إلى أولئك الناعقين على الدوام، الباكين في الذهاب والإياب، فكم كان يعجبني قول الرجال : سنفعل ما نراه صوابا، وليتحدث من يريد الحديث كما يريد ويبدو له .