كل ما يجري من حولك

وهل يُصلِحُ العَطَّارُ ما أفسدَ بَنُو سُعُود؟!

422

 

الشيخ عبدالمنان السنبلي

يظنُّون أنهم في الأرضِ هم المصلحون وَهم المفلحون وَالسائرون على منهاج وَطريق أبي القاسم صلى اللهُ عليه وَعلى آله وَسلم، وَأنهم هم وَحدَهم المسلمون الموحِّدون وَما سواهم غير ذلك!! وَيظنون أنهم بتطاولهم في البُنيان وَتنافسهم على بناء الأبراج العالية إنما هم بذلك يَعمّرون الأرض كما أمرهم بذلك الله سبحانه وَتعالى!!

هكذا يُسَوِّقُ بنو سعود وَمَن والاهم أنفسَهم للعالمين وَهكذا يُزيّن الشيطان لهم أعمالهم فيضلهم عن سواء السبيل.

كنا نرى فيهم سَدَنَةَ البيت الحرام وَخُدَّام حُجّاجه، فلا نقطع أمراً حتى يشهدون وَلا نبُتُّ في مسألة حتى يحضرون!!

لم نكن نعلم حينها حقيقتهم وَحقيقة ما يخبئون هم وَساداتهم من بني الأصفر لنا وَلمشروعنا المناهض للاستعمار وَالاستكبار العالمي، وَلم نكن ندري ماهيّة وَحجم ما يحملون لنا وَلتأريخنا العربي وَالإسْلَامي من أحقاد وَضغائن إلّا بعد أن فاحت روائحها النتنة وَبرزت وَطفت على السطح ملامح مؤامراتهم الخفية وَالمخفية تحت عباءات القصب التي يظنون أنهم يلفوّن بها سوءاتهم وَسوءات نفوسهم السوداء.

أيُّ إفسادٍ في الأرض أعظم من أن تستبيح القتل وَتستحل إراقة الدماء وباسم أسمى وَأرقى دينٍ يدعو إلى السلام وَحرمة القتل؟!

وَأي حقدٍ هذا الذي يجعلك تخسر من يُفترض أنهم أقرب المقربين إليك رحماً وَنسبَا؟!

وَأي حماقةٍ تلك التي تجعلك تستعدي دولاً بحجم الـيَـمَـن وَسوريا وَلبنان وَتعمد إلى محاولة تدميرها وَإسقاطها؟!

من أخبركم أنكم لا يمكن أن تجدوا الأمن وَالسلام إلّا إذا نلتم من أمن وَاستقرار محيطكم وَخاصرتكم الإقْليْمية، وَهل كان أمنكم أصلاً في خطرٍ من قبل في ظل أمن وَاستقرار الـيَـمَـن وَالعراق وَسوريا وَلبنان؟!!

لقد خدعوكم ساداتكم من بني الأصفر عندما أوهموكم أنكم بهم ستكونون في مأمنٍ من عاتيات الدهر وَتقلّبات الزمان، وَأنكم بيمنٍ ممزقٍ وَسوريا أضعف وَلبنان متناحر وَعراقٍ منهار ستنعمون بالأمن وَالاستقرار وَالرخاء، فأبتلعتم الطعم وَسرتم في تنفيذ مخططاتهم بكل همةٍ وَتفانٍ الهادفة أصلاً إلى ابتلاعكم وابتلاع ممالككم الكرتونية في آخر المطاف، وَستصبحون يوماً على حقيقة ما زرعتموه وَقد أَصْبَح هشيماً تذروه وَتذروكم الرياح وَالعواصف إلى حيث لن يستطيع أحد منكم إصْلَاح ما قمتم بإفساده وَلو جئتم بعطاري وَعطارة الدنيا وَإن غداً لناظرهِ قريبُ.

You might also like