الدورُ السعودي في المنطقة من أين؟! وإلى أين؟!
محمد فايع
(مَن لا يقرأ التأريخَ جيداً لا يَحْسُبُ حساباً دقيقاً لخطواته).. التحالُفُ الاستراتيجي بين إسْـرَائيل والسعودية سياسياً أو بين ما يسمونها بدول القومية السُّنية واليهود مع الدفع بالضغوط الخارجية والداخلية.. يوهم السعودية في النجاح والقدرة على مواجهة إيران وحلفائها في مُحور الممانعة، ويأتي التصعيد السعودي الخطير ضد إيران في وقت تتعرض فيه قواتُ السعودية لهزائمَ كبيرةٍ في الـيَـمَـن ولهزائمَ كبيرةٍ (لداعش) في العراق وسوريا وانكماش للدور التركي والقطري في المنطقة.
وفي النتيجة الدور السعودي إنما يخدم العدو الإسْـرَائيلي أَسَاساً ويلحق أكبر الأذى في مصالح شعوب المنطقة.
لقد فتحت السعودية أَكْثَر من معركة، من لبنان إلى الـيَـمَـن، ساعدتها فرنسا وَبريطانيا وَتركيا وَكَثيراً من الدول العربية وَالأجنبية، دفعت أَمْوَالاً طائلة حيث خفضت سعر البترول وَأغرقت العالم بكميات كبيرة من خازناته، اشترت كَثيراً من الشخصيات، مولت كَثيراً من الندوات، أرادت أن تحصل على ذمم في كُلّ مكان، اشترت عالم الصحافة وَالصحف وَمولت كَثيراً من القنوات التي كثرت من برامج تروج لهذه الاستراتيجية، عقدت مقابلات وَمحضرات في كثير من الجامعات، نظمت ندوات، أخرجت أفلاما، وظفت كَثيراً من الشخصيات في العديد من البلدان وَالمنظمات حكومية وَغير حكومية من بلدان عديدة، وظفت منظمات دولية وَإقْليْمية وَقومية، اشترت العديد من الآليات الإعْلَامية وَالسياسية وَالعسكرية وَخلقت الكثير من غرف العمليات كرأس حربة أَمريكية صهيونية في عُدْوَانها اليمين وعلى ضفاف حدود سوريا وَالعراق، كوّنت كَثيراً من الأحلاف عسى أن تحقق شيئاً مما تريد تحقيقه وَفرض رؤيتها السياسية وَالإقْليْمية.. فهل نجحت وأسيادها؟ الواقع يقول لا؛ لأن المنطق لا يدحض هكذا توجهات، بل يقول إن ارتدادات كثيرة ستنعكس سلبياً في مجالات شتى في السياسة وَالاقتصَاد وَالاجتماع وَفي العلاقات كذلك سواء الإقْليْمية أَوْ الدولية؛ لأنه من لا يقرأ التأريخ جيداً لا يحسب حساباً دقيقاً لخطواته. وكلُّ بمقياسه يقيس.