هل سيأتي يوم نحييه ونعلن فيه يَــوْماً لاستعادة الحرم المكي من دنس صهاينة العرب؟
بقلم / أمة الملك الخاشب
يومُ القُــدْس ينبضُ بالحياة ويصرخ قائلاً: لا زلت في قلب كُلّ الأحرار رغم كُلّ الجراح والمآسي.
فليوم القُــدْس العالمي خصوصية وأثرٌ في نفس كُلّ مسلم حُر.. وأركّز على كلمة مسلم حُر، يعني لا تقيّده القيود المذهبية ولا الطائفية، ويشتاق أن يرى جُرحَ الأُمَّـة النازف وهي القُــدْس حُرَّةً أبية.
كانت دعوة دعا لها الإمام الخميني بأن نجعل قضية فلسطين هي قضيتنا الأَسَـاسية والمركزية، ودعا لاستئصال الغدة السرطانية إسْـرَائيْل من جسد الأُمَّـة العربية والمسلمة
فكان ولا زال هذا اليوم وهو آخر جمعة في رمضان من كُلّ عام باختلاف التأريخ الميلادي وبتنوع فصول السنة، فكان هذا اليوم يقهر الصهاينة ويغيظهم ويخيفهم بل ويرعبهم؛ لأنهم يدركون ما معنى أن تحيا قضية القُــدْس في نفوس الشعوب الإسْلَامية وما معنى أن تصبح القُــدْس قضيتَهم الأَسَـاسية؛ لأنهم عملوا لسنوات طوال بكل طاقاتهم أن يميّعوا هذه القضية من نفوس الشعوب الإسْلَامية.
ولهذا العام يوم القُــدْس سيكون له أثر أَكْبَر؛ لأنه يأتي والمنطقة في حالة عُـدْوَان على اليمن وحرب على سوريا وتدمير لليبيا وتمزيق للعراق.. فكأن يوم القُــدْس هذا العام يتحدى كُلّ تلك الظروف ويجاهر للكيان الصهيوني قائلاً:
كيدوا كيدكم واسعوا سعيَكم في تدمير الشعوب وتفككيها فواللهِ
لا تزال القُــدْس هي قضيتَنا الأوْلى.. ولا يزال تحرير القُــدْس هو هدفنا الرئيسي.. ولن تُميتوا القضية من قلوبنا ولا من نفوسنا رغم كُلّ المؤامرات ورغم كُلّ الدماء التي تسيل يومياً في مختلف المناطق والتي هي من صناعتكم. ولكننا لا زلنا حاضرين وبقوة ومستعدين لتلبية النداء.
فالمسلمون جَمِــيْعاً مؤمنون أن القُــدْس هي جرح الأُمَّـة النازف وهي الألم الذي يحز في قلب كُلّ الأحرار.. وها هم اليمانيون ينتفضون من تحت الركام العام الماضي وهذا العام وهم يحيون يوم القُــدْس بزخم كبير رغم العُـدْوَان الذي يتعرضون له.
وأذكّر القراء الكرام بمسيرات يوم القُــدْس قبل عامين وثلاثة أعوام. كانت مسيراتٍ مخيفةً للأَعْــدَاء وكانت من أهم أسباب العُـدْوَان على اليمن؛ لأنهم أدركوا ما معنى إحياء الشعوب ليوم القُــدْس وبتلك الحماسة، فيوم القُــدْس يُحيي القلوبَ ويحيي قضية القُــدْس في النفوس.. ولهذا سارع الصهاينة بالتخطيطِ للعُـدْوَان على اليمن؛ محاولةً منهم ليُطفئوا جذوة وشرارة الثورة التي كانوا يشعرون بها داخل كُلّ يمني حر يصرخ في وجه الطغاة بالموت لإسْـرَائيْل.
ولكن ما يوجع أَكْثَر هو أن أغلب المسلمين يدركون أن القُــدْس ليست وحدها من تتعرض لمحاولات التهويد وإلغاء الهُوية والتغريب، ولكن أَيْضاً الحَرَم المكي المقدَّس أَيْضاً محتل بطريقة غير مباشرة، محتل وتلوّثه أقدامُ مجرمي أمراء آل سعود الذين زرعهم الصهاينة اليهود في جسد الأُمَّـة الإسْلَامية ليستحقوا عن جدارة لقب صهاينة العرب.
فهيهات هيهات لصهاينة العرب أو لصهاينة اليهود أن ينالوا منالَهم ويحققوا مطامعهم في احْتِلَال أرضنا ومقدساتنا طالما وفينا عرقٌ ينبض بالحياة وطالما ونمتلك قيادات من أحفاد الإمام علي عليه السلام، قيادات ترفع رؤوسَنا عالياً وهي تواجه هؤلاء، ومنهم سيدي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي سلام الله عليه والسيد حسن نصر الله زعيم العرب، فهؤلاء هم سفن النجاة ومن سيصلون بالشعوب إِلَـى بر الأمان.
عاشت القُــدْس عزيزةً مستقلةً عربيةً حُـــرَّةً طاهرة.