كل ما يجري من حولك

تطلعات ابن سلمان

571

 

حسن زيد

أرى أن محمد بن سلمان في زيارته لأميركا ومشاريعه الاقتصادية وسلوكه يعيدُ تقديمَ نفسه بصورة مختلفة عن الصورة التي حاول أن يظهر بها بإعلانه الحرب على اليمن وسوريا وإقامة التحالفات،

أهدافه أولوياته تغيرت، لم يعد طموحه الاعتماد على قوة السعودية العسكرية (بما فيها علاقاتها وقدرتها على الحشد) خصوصاً مع تدني الدور الذي يلعبه النفط سياسياً،

نموذج دبي وليس ايران أَوْ صدام والقذافي هو النموذج الجديد لتطلعات ابن سلمان، ولهذا التركيز على تحرير الاقتصاد وجعل السعودية بيئةً جاذبةً للاستثمار كدُبَي وبإمْكَانيات السعودية ليجعل منها ومن استقرارها حاجة ومصلحة دولية أَي تعزيز دورها الاقتصادي وجذب الرسمال الدولي للاستثمار، وبالتالي الحرص على استقرارها ونموها، ولكي يحدث ذلك لا بد من ترسيخ السلام والأمن في محيطها واستمرارها في الحرب في اليمن بالإضافة إِلَـى التوتر في العراق وسوريا واليوم الاْردن ومصر سيتناقض مع توجه ابن سلمان (ولنتذكر كلام أنور عشقي والتحالف مع إسرائيل) ومدينة النور وجسرها وقناة سلمان التي أرادت تحقيقها بالقوة ففشلت وعقدت القوة المشروع لأنها لم تحقق ولن تحقق الاستقرار، الخلاصة لقد باتت الحرب عائق أمام رؤية السعودية ٢٠٣٠ وأمام النظرة الجديدة للسعودية أَوْ الطريق التي بدأت الانعطاف إليه.

طبعاً حاجتها للتهدئة قد يدفعها للتصعيد (للضغط أَكْثَر من أجل تسريع حسم التسوية باتفاق) ولكنها لم تعد من مصلحتها استمرار الحرب يوما واحدا ولم تعد ترغب في تكريس صورة القوة العسكرية الإقليمية بل القوة الاقتصادية.

صحيح أن أهداف العدوان منذ البداية كما أفصح عشقي ومن خلال الترويج لقناة سلمان ومدينة النور ونفط الجوف، لكن الوسيلة لم تعد القوة العسكرية؛ لأنها خلقت مناخاً مناقضاً بعد العجز عن الحسم السريع والنتيجة حتى مع الحسم إن أمكن ستكون مكلفة وعائق أمام جني الثمار منها بل العكس.

هذا بالنسبة للشق الأول.

والشق الثاني سيترتب عليه بالتأكيد.

هل سيتمكن الإصْلَاح وحلفاؤه من الاستمرار في الحرب بدون مشاركة السعودية ومن خلال الدعم القطري فقط؟

اعتقد انهم لن يتمكنوا وليس من مصلحتهم ذلك؛ لأن إطالة أمد الحرب سيكون على حساب وجود الإصْلَاح نفسه؛ لأن الحرب ستسلخ عناصرهم وتلحقهم بداعش والقاعدة وأصحابنا القيادات مرفهين وليسوا مؤهلين للتحول إِلَـى مجاميع عسكرية إلّا إذا تقبلت القيادات فكرة عزلها وأنها وجودها ودورها؛ لأنها لا تدير العمل العسكري ولا تحظى بالثقة في قدراتها ومن أبرزته المواجهات سيتورم ولن يقبل بأن يظل في عباية اليدومي والآنسي وياسين القباطي وغيرهم، ثم انه لولا المشاركة السعودية والإماراتية لما تمكنوا من الصمود أسابيع إن لم تكن أياماً، ولهذا سعت السعودية إِلَـى الخروج من الواجهة وإبراز قطر كي يظل الصراع يمنياً يمنياً وتأمّن حدودياً ويسعى الكل لمحاولة كسب ودها، وهذا متعذر أَوْ غير مقبول حتى الآن بالإضافة إِلَـى انه حتى مع توفر الدعم القطري لن يكون كافياً لصمود ما يسمى بالمقاومة ولن يتمكنوا من تجنب الصراعات التي ستترتب على الانشقاقات كما نشهد في تعز وعدن والجنوب المحتل.

وهذه الأسطر بداية.

You might also like