الجراد الصحراوي يغزو المناطق الجبلية والصحراوية ويتهدد القطاع الزراعي وينذر بكارثة اقتصادية
العدوان والمرتزقة وقفوا سداً منيعاً وراء مكافحتها
متابعات../
على الرغم من تكبد القطاع الزراعي أَضرار فادحة جراء العدوان والحصار إلا أن القطاع الزراعي على موعد آخر مع كارثة زراعية قد تقضي على 50% من الأمن الغذائي اليمني الذي يؤّمنه القطاع الزراعي بسبب الانتشار الكثيف والكبير للجراد الصحراوي الذي تمدد من المناطق الساحلية إِلَـى المناطق الصحراوية والجبلية، فأَكْثَر من 80 مليون جرادة اقتحمت عدداً من المحافظات وأسراب اخرى اكتملت مرحلة نموها وباتت تتهدد المحاصيل الزراعية في المحافظات اليمنية.. إِلَـى التفاصيل:
في ظل قدرات متواضعة للمركز الوطني لمكافحة الجراد التابع لوزارة الزراعة والري بصنعاء في صد وتحجيم انتشار الجراد الصحراوي الذي بات يتهدد الثروة الزراعية في مختلف المحافظات اليمنية بعد انتقاله من المناطق الساحلية الجنوبية إِلَـى الصحرواية والجبلية، وظهور أسرابه في محافظة الضالع المحاددة لمحافظة إب واكتشاف مجاميع لحوريات الجراد في محافظة مأرب ومديريتي خولان وجحانة بمحافظة صنعاء، كما هاجمت أسراب من الجراد الأراضي والمدرجات الزراعية قرى مريس وقعطبة محافظة الضالع أواخر الأسبوع الماضي وفق سكان محليين أكدوا أن أسراباً كبيرة من الجراد هاجمت مزارعهم ومحاصيلهم فجر الخميس الماضي في ظل عجز السلطات عن القيام بأي دور لحماية المحاصيل الزراعية.
الجراد في صنعاء
اقتربت أسراب الجراد من العاصمة صنعاء ولم تعد بعيدة عن حقول ووديان وقيعان محافظات ذمار وعمران وصعدة أواخر الأسبوع الماضي أعلن عن ظهور أسراب من الجراد في مديريتي خولان وجحانة بمحافظة صنعاء بالإضافة إِلَـى عزو الافة الزراعية عدداً من مديريات الضالع في ظل تواضع وسائل المكافحة يتهدد القطاع الزراعي في محافظات ذمار الزراعية وعمران ومحافظة صعدة التي يعتمد 75% من سكانها على الانتاج الزراعي والتي يتوقع أن ينتقل إليها الجراد من محافظة الجوف التي تكاثر الجراد في عدد من وديانها في الآونة الأخيرة ولن تكون محافظات حجة والحديدة والمحويت وريمة بمنأى عن وصول آفة الجراد إليها وأَضرارها الفادحة على القطاع الزارعي، وكان مركز مراقبة ومكافحة الجراد الصحراوي في صنعاء قد أكد قبل ايام أن وضع الجراد يتجه نحو المنحنى الصعب الذي ينذر بمواجهة مشكلة حقيقية ستلحق الثروة الزراعية في العديد من المناطق الزراعية في البلاد، لافتاً إِلَـى أن خطورة الوضع تكمن في انتقال أسراب الجراد إِلَـى المنطقة والدول المجاورة.
المرتزقة يفشلون المكافحة
منذ مارس الماضي توالت تحذيرات منظمة الزراعة والأغذية “الفاو” التابعة للأُمَـم المتحدة من مغبة تكاثر الجراد الصحراوي في المناطق الساحلية الجنوبية واعتبرت تنامي الجراد المتسارع يتهدد الأمن الغذائي اليمني برمته، وفي إبريل ظلت التحذيرات المحلية والدولية قائمة، إلا أن انتشار الجراد ظل تحت الرقابة في عدد من المناطق، بينما الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية حالت دون تنفيذ مسوحات دورية لتقييم ومتابعة وضع ومناطق تواجد الجراد الصحراوي والظروف البيئية المرتبطة بنشاط الجراد وتكاثره في المناطق الساحلية الغربية والجنوبية فتنامت وتكاثرت، وأكد تقرير حديث أصدرته “شبكة الإنذار المبكر” التي يشرف عليها برنامج الأغذية العالمي في النصف الاول من ابريل الماضي تشكل أسراب كبيرة من الجراد الصحراوي في منطقة واحدة على الساحل الجنوبي، مشيراً إِلَـى انه وبسبب الجفاف انتقل الجراد إِلَـى المناطق الداخلية حيث هطلت أمطار غزيرة في منطقة الجوف، ومأرب، وحضرموت، وشبوة والمهرة ليزداد تكاثر الجراد في المحافظات وهو ما سيكون له تداعيات كارثية على الإنتاج الغذائي فيها، واشارت “شبكة الإنذار المبكر” أن الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اليمني وتردي الأوضاع الأمنية في عدد من المحافظات التي تتواجد فيها مليشيات العدوان ومرتزقته وقف مانعاً أمام الجهود المحلية ومنظمة الفاو لمواجهة الجراد الصحراوي الذي بات يتهدد الأمن الغذائي في البلاد.
أسراب مليونية
مطلع مايو الماضي أشار مركز مكافحة الجراد الصحراوي في صنعاء أن أعداداً كبيرة من هذه الحشرات وصلت إِلَـى مرحلة البلوغ في النمو التي تسمح لها بالطيران، والبقية التي ما زالت يافعة يمكن أن تبلغ ذلك خلال أسابيع، مطالباً منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأُمَـم المتحدة “الفاو” بتقديم الدعم والمساندة لمكافحة هذه الآفة الزراعية، كما حذر تقرير أُمَـمي من أن أسراباً تتألف من ملايين الجراد قد تهاجم اليمن وتهدد بتدمير المحاصيل الزراعية وإلقاء البلاد في أتون المجاعة وسط الحرب الدائرة في البلاد والتي منعت مكافحة تكاثر الجراد، واشار التقرير إلى أن أحد هذه الأسراب المؤلفة من نحو 80 مليون جرادة قد تشكل على امتداد الساحل الجنوبي، وثمة سربان آخران من الجراد البالغ بدأ بوضع البيض، الأمر الذي يعزز المخاوف من ظهور أسراب جديدة، ووفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة الفاو فقد شوهدت أسراب مليونية من الجراد الناضج في منطقة العبر ومنطقة الجوبة – محافظة مأرب، ومنطقة بيحان – محافظة شبوة ومناطق أخرى.
كارثة زراعية
وتعود أَسْبَاب انتشار الجراد الصحرواي الذي بات يتهدد المحاصيل الزراعية التي لا تزال تلعب دوراً حيوياً في الأمن الغذائي وفق تقارير منظمة “الفاو” على خلفيّة الأمطار الغزيرة التي تسبب فيها إعصارَي تشابالا وميج بداية العام الجاري في المناطق الجنوبية والشرقية، ولفتت منظمة (الفاو) إِلَـى أن انتشار الجراد الصحراوي من العوامل التي تؤثر سلباً على الأمن الغذائي واوضحت أن انتشار الجراد يهدد سبل عيش أكثر من 100 ألف من المزارعين والنحالين والرعاة في خمس محافظات يمنية، مؤكدة أن انتشار الجراد في انحاء اليمن قد ينذر بكارثة حقيقية في بلد يفتقد فيها نحو 14.4 مليون شخص للأمن الغذائي ويحتاجون للمساعدة في تأمين سبل العيش.
كما يتهدد الانتشار المتصاعد للجراد اهم مورد رئيسي لـ 70% من السكان يعيش منهم 50 % في الريف ويعمل فيه حوالي 2.9 مليون نسمة وهم أيضا يمثلون نحو 50 % من إجمالي قوة العمل، ويساهم القطاع الزراعي بـ 21 % من إجمالي الدخل القومي للبلاد.
صدى المسيرة/ تقرير ـ رشيد الحداد