كل ما يجري من حولك

المعايير الأخلاقية والقيمية للأُمَـم المتحدة

418

صلاح القرشي

عندما يصرّح الأمين العام للأُمَـم المتحدة ببيانٍ حول ملابسات القرار الأُمَـمي حول رفع السعودية وتحالفها من القائمة السوداء، (ويقول إن قرار رفع التحالف التي تقوده السعودية من القائمة السوداء كان قراراً صعباً ومؤلماً، مؤكداً أنه جاء بعد تهديدات سعودية بقطع تمويل برامج الأُمَـم المتحدة).

هذا ما أدلى وبرر به الأمينُ العام الأُمَـم المتحدة عن قرار تراجع الأُمَـم المتحدة ورفع التحالف السعودي عن القائمة السوداء في ملف قتل الأَطْـفَـال اليمنيين من قبل هذا التحالف العُـدْوَاني البشع.

 وللعلم هو لا يستطيع أن يقول إلّا ما قاله؛ لِأَن ملف قتل الأَطْـفَـال اليمنيين يحتوي على حقائق دامغة ومثبتة تدين التحالف ولا يمكن القفز عليها وان من اعده وراجعة هم خبراء المنظمة الدولية المتخصصين في هذا الجانب وانه لا يمكن باي حال من الاحوال القبول برواية المندوب السعودي بأنه تم موافاة الأُمَـم المتحدَة ببيانات جديده أدت إلَـى تراجع الأُمَـم المتحدَة عن قرارها بهده السرعة القياسية في تأريخ الأُمَـم المتحدَة في مثل هذه القضايا، حيث أن سرعة التراجع عن القرار يمكنها من دخول كتاب جينيس للأرقام القياسية.

ومن خلال ما صرح به الأمين العام للأُمَـم المتحدَة بان كي مون حول هذا الملف ومبررات الراجع عن القرار يستطيع المرء أَوْ أي شخص اكتشاف وبسهولة المرتكزات الأخلاقية والقيمية التي تقوم عليها هذه المنظمة الدولية، وانها تنتقص من قيمة الإنْسَان لديها، بل أنه لا قيمة له إذا ما قورنت بالمصالح المادية المقدمة من الدول، وأن حقوق الإنْسَان والقوانين التي أصدرت وأبرمت لتحمي الإنْسَان في هذا العالم ما هي إلّا تشريعات جامدة تكون حبراً على ورق أَمَـام القوى الظالمة والمستكبرة التي بيدها ولها المقدرة على ابتزاز المنظمة الدولية والكثير من الدول بالمصالح المالية والمادية.

يجب أن يعلم الجميع أن القراءةَ السياسية لتصريح الأمين العام للأُمَـم المتحدَة بان كي مون في هذه القضية هو أنه بإمْكَان السعودية وتحالفها أن يرتكبوا مزيداً من الجرائم البشعة بحق الأَطْـفَـال اليمنيين والمدنيين اليمنيين وأن يستخدموا كُلّ الأسلحة المحرمة دولياً دون رادعٍ أَوْ مساءلة، هَذِه هي الرسالة المهمة التي نستنتجها من تصريح بان كي مون في تبريره لقرار رفع السعودية وتحالفها من القائمة السوداء.

لأن السعودية والدول المتحالفة ستمنع الدعم لبرامج الأُمَـم المتحدة التي تقوم بها المنظمات الدولية المنبثقة عن هذه المنظمة الدولية ذات العلاقة.

بعد هذا كله أين الشرعية الأخلاقية والإنْسَانية التي قامت عليها هذه المنظمة وَالتي تتطلع بها منظماتها الدولية؟، وماذا بقية لهذه المنظمة من مشروعية في ما تقدمه للإنْسَانية وفي حماية حقوق الإنْسَان، إذا كان هذا هو المعيار الذي على ضوئه تراجعت عن القرار، وأنه لا يمكن تطبيق أَية قوانين دولية على الدول الغنية والقوية.

ثم ما هو مستقبل كُلّ القوانين وعمل المنظمات الدولية وكل العناوين التي تعمل هذه المنظمة الدولية عليها في تطبيقها ومراقبة تنفيذها.

مثل حماية الطفولة والأمومة، وحماية حقوق المدنيين أثناء الحرب والاحتلال، ومكافحة التميز العنصري والعبودية، ومحاربة الاحتلال للدول، والمحافظة على سيادة الدول واستقلالها وحرية شعوبها، ومكافحة انتهاك حقوق الإنْسَان والتعذيب، ومحاربة الإبادة الجماعية والمجازر الإنْسَانية، ومحاربة ومنع استخدام الأسلحة المحرمة دوليا، والحفاظ على السلم والامن الدوليين وغيرها وغيرها من العناوين التي تدخل بصلب عمل ومهام الأُمَـم المتحدَة.

إذاً كيف ستقوم بدورها هذه الأُمَـم المتحدة وهي تستند على معايير أخلاقية وقيمية فاسدة وخاطئة مثل المعيار الذي قدمه بان كي مون لتراجع المنظمة الدولية قرارها برفع السعودية وتحالفها عن القائمة السوداء.

إذن هذه هي المعاير الأخلاقية والقيمية اللإنْسَانية التي يقوم علية النظام الدولي وبكل منظماته (مجلس الأمن الدولي والأُمَـم المتحدَة وكل ما يرتبط به) أنه تحالف إبليس تحالف قوى الظلم والاستكبار الذي يتحكم بالعالم وعلى راسها الولايات المتحدَة الأَمريكية، والذي يطبق معاير إجْـرَامية وينتهك حقوق الإنْسَان ويمارس الهيمنة والظلم في جميع أنحاء العالم.

والشواهد كثيرة والبؤر والماسي كثيرة وما حدث للشعب الفلسطيني وما يجري في الدول العربية وفي دولة ماينمار وفي الصومال وفي كثير من الدول إلّا شاهداً على أن المرتكزات التي تقوم عليها الأُمَـم المتحدَة هي مرتكزات ومعايير غير إنْسَانية وظالمة.

You might also like