كل ما يجري من حولك

جديد الفضيحة الاممي ليستا وجهين لعملة واحدة، و إنما هما وجهٌ واحدٌ قابلٌ للتفرّع و التشكُّل !!ة..

423

بقلم /عبدالمنان السنبلي
لطالما تظاهروا عند كل ملمّةٍ تلم بالأمة أنهم لا حيلةَ لهم في الإنتصار لقضايا الأمة و لا قِبَلَ لهم في مواجهة كل ما يحاك للأمة من مؤامراتٍ و مخططاتٍ عدوانية .
و قد ظلوا على هذا الحال لعقودٍ من الزمن منذ أن أُغتصبت فلسطين إلى أن ضُربت مصر و سوريا و هوجمت لبنان و ليبيا و حوصرت و أُحتلت العراق و نحن في كل مرة نلتمس لهم العذر و لا نحملهم مسئولية النتائج و العواقب .
لم نكن نعلم في حقيقة الأمر أنهم كانوا متآمرين و شركاء في كل الكوارث و النكبات التي حلت بالأمة إلا متأخراً إلا أن مالم نكن نعلمه أو حتى نتخيله هو ما يتمتعون به لدى القوى الكبرى و المنظمات الدولية من نفوذٍ و قوة تأثير قد يفوق ذلك الذي تتمتع به إسرائيل نفسها والذي أثبت حضوره جليّاً و واضحاً في قضية (صفقة اليمامة) ورضوخ بريطانيا العظمى لضغوط المملكة بشكل لم يحدث من قبل وكذلك في إجبار الأمريكيين على السير خلفهم والنزول عند رغباتهم في قضايا العراق و سوريا و ليبيا و أخيراً اليمن رغم علم أمريكا المسبق بخطورة ما أقدموا عليه من حماقات على الأمن و السلام العالمي إلا أنها لم تتلكأ أو تتوانى في إظهار دعمها لهم و التلويح حتى بالفيتو الأمريكي من أجلهم .
أما الأمر الأخطر من ذلك و الأهم هو قيامهم بما لم تستطع عليه حتى إسرائيل من قبل في إجبار الأمم المتحدة على التراجع عن قرارٍ إتخذته بناءً على تقاريرٍ صريحة وواضحة و أدلة قوية و ثابتة تثبت تورطهم بإرتكاب جرائم حرب في عدوانهم على اليمن و مجازر ضد الإنسانية بحق أطفال اليمن .
لكن كيف إستطاعت المملكة السعودية و إخواتها من مشيخات و إمارات النفط إمتلاك هذه القوة و النفوذ ؟! و ما هو الثمن الذي يدفعونه مقابل ذلك ؟!!
لا أعتقد أن النفط او الثروة هو من يقف وراء هذه السطوة و الحظوة، فهناك من الدول من لا يتم الإلتفات إليها و هي تملك من إحتياطات النفط الكثير كفنزويلا و نيجيريا والعراق وغيرها كما أن أمريكا نفسها تملك إحتياطي نفطي يفوق ما تمتلكه دول الخليج وهي في طريقها للإعتماد على مخزونها النفطي والإستغناء عن نفط الشرق الأوسط بالكامل .
كما ان المسألة ليست عمالة، فالأمر يتعدى حاجز العمالة بكثير ..الأمر يبدو للرائي أنه أكبر من ذلك !!
كما أنه من المعروف عن دول الإستكبار العالمي أنها لا يمكن أن توزع أفضالاً أو مكرماتٍ على الدول أو تعترف بمبدأ (مجانية الخدمات) في مسألة تقديم المواقف الداعمة بل على العكس من ذلك فهي لا تعترف و لا تتعامل إلا بلغة المصالح فقط، فما هي مصالحها إذاً التي تجعلها تعطي دولاً بحجم دول الخليج هذا القدر الزائد من الرعاية و الإهتمام و الذي وصل حد اللامعقول ؟!
طبعاً و كما يقولون أنه في ظل عدم فهم أمرٍ ما، فإن عليك أن تنظر و تبحث في الأقرب شبها لهً لعلك تجد فيه مفتاحاً قد يقودك إلى فهم ذلك الأمر، و هنا يجدر بنا الأمر إلى النظر في أقرب الدول شبهاً للسعودية ودول الخليج التي تحظى بنفس الدلال و الحظوة لدى الدول الكبرى و لو بحثنا و بحثنا فلن نجد بطبيعة الحال مشابهاً للملكة السعودية سوى ( إسرائيل) من أوجه عديدة ليست موضوع بحثنا هذا إلا فيما يخص النفوذ و التأثير العالمي لهما .
لقد ظلت إسرائيل منذ أن زُرعت في الوطن العربي توصف بأنها الولاية الواحدة و الخمسين لأمريكا و ذلك لما تمتعت به من الدلال و الغنج في أحضان و في كنف ساكني البيت الأبيض على مدى عقودٍ من الزمن و ذلك بسبب الدور الكبير الذي يلعبه اللوبي اليهودي الامريكي في إيصال السياسيين الطامحين المواليين لإسرائيل إلى البيت الأبيض، فهل تمتلك السعودية ذات اللوبي في اروقة البيت الأبيض و الذي يدفع بنفس الإتجاه الذي يدفع به اللوبي اليهودي ؟! أم أنه يا ترى هو لوبيٌ واحدٌ لكليهما إسرائيل و السعودية المتكفل برعايتهما و المتعهد بحمايتهما و إبقاءهما بعيداً عن متناول القانون الدولي و مخالبه ؟!!
نعم هو لوبيٌ واحدٌ لكليهما و هذا يعني ببساطة شديدة أن السعودية و إسرائيل إنما هما جناحان لغرابٍ أسحمٍ واحدٍ نفخ فيه ذات يوم (اليهودي هرتزل) في مؤتمر بازل بسويسرا في عام 1897 ليحوي في جوفه مشروعاً واحداً طويل المدى  هو ( القضاء على الإسلام ) و يبدأ بالسيطرة على الثلاثة المساجد التي تُشد إليها الرحال و ما حولها لينتهي بظهور الدجال…

You might also like