الحديدة بين سعيرين: قصف وصيف
– شركة النفط: اللجنة الثورية اشترت بـ 3 مليارات ريال الكميةَ الكافيةَ لتشغيل محطات الكهرباء بالحديدة لكن قوى العدوان تمنع دخولها من الميناء
– وكيل المحافظة علي قشر: 2700 مريض بالسرطان لا يحصلون على الخدمات الطبية الكاملة في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة الحرارة
– مسؤول أممي كبير يعد بنقل معاناة أهالي المحافظة إلَـى العالم وتقديم المساعدة للنازحين
متابعات../
يكتوي المواطنون في محافظة الحديدة بلهيب الحَرِّ مع بداية صيف ساخن ارتفعت فيه درجة الحرارة إلَـى أَكثر من 45 درجة أنهكت أجسادهم وتسببت في انتشار الأمراض المعدية وفاقمت من معاناتهم جراء الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
المواطنون في هذه المحافظة المنكوبة يفترشون الأرضَ ليناموا في الطرقات والشوارع بحثاً عن ريح باردة تخفّف من متاعبهم ومعاناتهم، ووحدَهم الأطفال والمرضى من يعتصرهم الألم ويسبب لهم الصيف الساخن الكثير من المتاعب، وفي المستشفيات يئن مرضى الفشل الكلوي ومرضى السرطان من لهيب الجو ومن انقطاع الكهرباء وافتقار المكيفات وانعدام العلاجات، يحدث ذلك في ما العالم الذي صمت عن جرائم العدوان وحصاره يواصل الصمت المزري تجاه ما يحدث.
ويقول وكيل محافظة الحديدة علي قشر إن ارتفاع درجة الحرارة والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي أثّر على مراكز الفشل الكلوي الأربعة، كما أثّر على المستشفيات وانعدمت الخدمات داخل المستشفيات خاصة داخل العمليات والعناية المركزة. مُشيراً إلَـى أن ذلك أثّر على المرضى، وانتشرت الأوبئة والأمراض المعدية بين المواطنين، منها حُمّى الضنك وبعض الحميات المختلفة.
وأشار قشر في تصريح خاص لـ “صدى المسيرة” إلَـى أن مرضى السرطان يعانون كثيراً في ظل هذا الوضع، وأن هناك 2700 حالة لا يحصلون على الخدمات الطبية الكاملة في الحديدة، ما أدى إلَـى ارتفاع الوفيات.
وأضاف قشر قائلاً: “صحيحٌ أن الشعبَ اليمني يعاني من الحصار والعدوان، لكن محافظة الحديدة هي الرئة أو القلب النابض لليمن بشكل عام وهي لليمنيين بشكل عام”.
جحيمُ يا الله.. من ينقذنا
وتعالت أصواتُ المواطنين بشكل كبير خلال الأيام الماضية، فهم يبحثون عن جهة تنقذهم من هذا الوضع وترفع عنهم المعاناة، حيث أطلق عددٌ من الإعلاميين والناشطين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاق “الحديدة.. محافظة منكوبة”، ونشروا الكثير من الصور المحزنة عن واقع بائس لمواطنين يكتوون بنار اللهيب والحر في الحديدة.
ووجه الكثير من المواطنين نداء استغاثة للمجتمع الدولي للسماح بدخول المازوت لتشغيل محطات الكهرباء التي تعاني في الأساس من تدمير وتخريب جراء العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني لأَكثر من عام وشهرين.
وفدٌ أممي بالحديدة: نعد بتقديم المساعدة للمواطنين
وصباح السبت الماضي كان المبعوث الأُمَـمي السامي للشؤون الإنْسَانية والمفوّضية السامية لحقوق اللاجئين في محافظة الحديدة في لقاء مع المحافظ حسن الهيج ومدراء المراكز والمؤسسات الحكومية.
وحضرت معاناةُ المواطنين بشكل كبير أثناء اللقاء، حيث أشار الحاضرون إلَـى أن الحديدة ونازحيها يوشكون على الهَلاك تحت وطأة الحر الشديد، داعين الوفد الأُمَـمي للعمل والمساعدة لإعَادَة تشغيل التيار الكهربائي لوقف هذه المعاناة.
هذا اللقاء حضره ناشطون من الشباب، ووجّهوا العديدَ من الأسئلة للوفد الأُمَـمي عن الدور الذي بالإمكان أن يقدموه لمساعدة المنكوبين من أَبْنَاء الحديدة.
وتحدثت الناشطة غدير طيرة عن وضع محافظة الحديدة في ظل ارتفاع درجة الحرار وانقطاع التيار الكهربائي، مشيرةً إلَـى أن المحافظة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، كما تحدثت عن استقبال المدينة لعدد كبير من النازحين من أغلب مناطق الصراع وعن الحميات التي أهلكت سكان المحافظة، وعن انقطاع الكهرباء في الأماكن التعليمية والطبية كمراكز الغسيل الكلوي والمستشفيات الحكومية التي ستؤثر سلباً على الطلاب من جهة والمرضى والمواطنين من جهة أُخْــرَى.
من جانبهم وعد الوفد الأُمَـمي بنقل معاناة أهالي الحديدة إلَـى العالم، ووعد بتقديم المساعدة للنازحين والمواطنين في المدينة، مُشيراً إلَـى أنه سيعودُ بعد هذا الاجتماع مرة أُخْــرَى لمتابعةِ أمور المحافظة وسيرها بالشكل الصحيح والمساهمة في التخفيف من هذه الكارثة ووطأتها على المواطنين.
شركةُ النفط واللجنة الثورية: العدوان يتحمل المسؤولية
تشغيلُ محطات الكهرباء كان سيحُــدُّ بشكل كبير من الكارثة في محافظة الحديدة، وفي ما المواطن المسكين يبحث عن الخروج من هذا المأزق يتساءل: لماذا يتغاضى المسؤولون عن هذا الوضع؟ ولماذا لا توجد كهرباء وغير ذلك من الأسئلة؟
والحقيقةُ أن العدوانَ الأمريكي السعودي هو السبب الأبرز في معاناة المواطنين في الحديدة، وفي اليمن بشكل عام، حيث يمنعُ دخولَ المازوت إلَـى المحافظة لتشغيل محطات الكهرباء، أضف إلَـى ذلك فإن العدوان يعمدُ لاستهداف المصانع والشركات والبنى التحتية بشكل هستيري خلال أَكثر من عام.
وكانت محافظةُ الحديدة قد شهدت خلال الأشهر الماضية مظاهرات للمواطنين تدعو المجتمع الدولي للضغط على دول العدوان للسماح بدخول مادة المازوت، لكن المجتمع الدولي لم يبالِ ولم يهتم.
وفي بيان لها يوم الجمعة الماضية أكدت شركة النفط اليمنية أن “دول تحالف العدوان منعت السفينة التجارية التي تحمل شحنة المازوت الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة من دخولها الميناء رغم تفتيشها وحصولها على التصريحات المطلوبة”.
وأوضحت الشركةُ في بيان لها أن اللجنةَ الثوريةَ العليا وشركة النفط اليمنية اشتروا الكمية الكافية من المازوت لتشغيل محطة كهرباء الحديدة لفترة زمنية محددة بمبلغ ثلاثة مليارات ريال.
وأضاف البيانُ ”ورغم وصول السفينة وحصولها على تصريح الدخول وخضوعها للتفتيش إلا أن قوات العدوان السعودي الأمريكي بتواطؤ من الأُمَـم المتحدة والمرتزقة والعملاء منعوا دخولها، في تعمد واضح للتكسب من معاناة المواطنين البسطاء”.
وبعدَ رسالةِ الاحتجاج التي وجّهها رئيس اللجنة الثورية العليا للأمم المتحدة على منع دخول السفينة وسلسلة المظاهرات الغاضبة والمنددة بجريمة منع دخول السفينة، خضَعَت مجدداً للتفتيش ودخولها إلَـى غاطس ميناء الحديدة، إلا أنها تعرضت لتهديدات قوات العدوان وتم سحبها إلَـى جيبوتي ولا تزال هناك حتى اللحظة.
والحديدة.. مدينة ساحلية تقع في الجهة الغربية للجمهورية اليمنية على ساحل البحر الأحمر، على بُعد (226 كم)، عن العاصمة صنعاء، ويحدها من الشرق أجزاء من محافظات إب وذمار وصنعاء والمحويت وحجَّة، ومن الشمال محافظة حجة، ومن الجنوب محافظة تعز، ومن الغرب البحر الأحمر
ويسكن فيها ما يقارب الثلاثة ملايين مواطن أَي ما يساوي 11% من نسبة السكان في الجمهورية اليمنية.
وحمّلت اللجنةُ الأُمَـمَ المتحدة مسئوليةَ استمرار الحصار على موانئ الحديدة ومنع دخول سفينة المازوت الخاصة بكهرباء الحديدة، وما يترتب على ذلك من أعباء ومشكلات تطال السكان وصحتهم ومصالحهم وتفاقم الكارثة الواقعة عليهم جراء الحصار والعدوان ونتائج الأمطار والسيول والانعكاسات المعروفة جراء فقدان الطاقة الكهربائية في مثل هذه الظروف وفي مثل هذه المحافظة.
وللوقوف حول ما يعانيه سكانُ محافظة الحديدة عقد رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، يوم السبت الماضي، اجتماعاً مع القائمين بأعمال الوزراء تطرق إلَـى هذه المشاكل جراء انعدام الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الصيف الحالي إلَـى مستويات قياسية، والعراقيل المفتعلة من تحالف العدوان السعودي لتعميق هذه المعاناة واستمرارها.
واستمع الاجتماعُ إلَـى إيضاحات من القائم بأعمال وزير الكهرباء، حول العوائق التي لا زال تحالف العدوان السعودي يفرضها للحيلولة دون دخول شحنة المازوت الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة منذ أَسَابيْع.. مُشيراً إلَـى أن السفينةَ التجاريةَ التي تحمل شحنة المازوت الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة، لا زالت ممنوعة من دخول الميناء للتفريغ رغم تفتيشها وحصولها على التصريحات المطلوبة.
وناشد الاجتماعُ المجتمعَ الدوليَّ والأُمَـم المتحدة بتحمل مسئوليتهم الإنْسَانية والأَخلاقية تجاه هذه التصرُّفات غير المبررة لتحالف العدوان السعودي ضد اليمن وشعبها.. مؤكداً على أَهمية اتخاذ كُلّ الاجراءات اللازمة لرفع المعاناة عن أَبْنَاء الحديدة وسرعة تشغيل محطة كهرباء الحديدة وتأمين الوقود اللازم لها لفترة كافية.
ووجّه الحوثي وزارة الكهرباء وشركة النفط بمتابعة وصول السفينة التجارية المحملة بالمازوت لكهرباء الحديدة، وتأمين كميات اضافية للأشهر القادمة، بما يضمن استمرارية التشغيل لمحطة كهرباء الحديدة ورفع المعاناة عن أبنائها، مع التأكيد على توفير خمسة آلاف طن من المازوت لمحطة المخاء الكهروحرارية.
السلطاتُ المحليةُ تستنكرُ منْعَ دخول المازوت
وفي ظلِّ الوضع القائم في الحديدة وما يعانيه سكانها أدانت السلطة المحلية والمكاتب التنفيذية بمحافظة صنعاء منع تحالف العدوان السعودي دخول سفينة المازوت الخاص بكهرباء الحديدة.
وندّدت بيانات صادرة عنها منع العدوان من دخول السفينة والذي يعكس إمعانَ العدوان في مضاعفة معاناة اليمنيين والنيل من صمودهم.
ودعت البيانات الأُمَـمَ المتحدة والمنظمات الحقوقية إلَـى إدانة هذا التصرف الإجرامي والضغط من أجل رفع الحصار على الشعب اليمني وإيقاف العدوان.
أدانت قيادة محافظة عمران والسلطة المحلية والأجهزة التنفيذية والفعاليات المجتمعية، منع تحالف العدوان السعودي الأمريكي دخول سفينة المازوت الخاصة بمحطة كهرباء الحديدة.
من جانبه استنكرت السلطة المحلية بمحافظة عمران تعنُّت وتمادي العدوان في زيادة معاناة أَبْنَاء الشعب اليمني ومنعه دخول سفينة المازوت الخاصة بوقود كهرباء الحديدة الذين يعانون جراءَ ارتفاع درجة الحرارة.
وطالبوا المجتمعَ الدولي بتحمُّـل مسؤوليته إزاء الحصار الخانق الذي يفرضه تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ أَكثر من عام وأربعة أشهر.
قياداتُ محلي وتنفيذي محافظة البيضاء من جهتها استهجنت منع قوات تحالف العدوان السعودي الأمريكي وصول سفينة مازوت كهرباء الحديدة إلَـى الميناء والذي يعبر عن إمعان العدوان في مضاعفة معاناة الشعب اليمني.
واستكرت في بيان الحصار الجائر الذي ينفذُه العدوان على اليمن ويتجلى في صورة بشعة في منع وصول سفينة مازوت خدمة كهرباء محافظة الحديدة في ظل ارتفاع درجة الحرارة وتفاقم أزمة الكهرباء وحرمان المواطنين من استمرار وصولها والذي تعتمد عليها مستشفيات المحافظة والمناطق المجاورة لها حسب البيان.
ودعا البيانُ المشتركُ لمحلي وتنفيذي البيضاء إلَـى رفع الحصار الجائر على اليمن والذي يؤثر بشكل مباشر على اقتصاد البلد وتفاقم الأَزْمَة اﻹنسانية وعدم وصول الدواء والغذاء.
واستهجنت قيادات السلطة المحلية والتنفيذية صمت المنظمات الحقوقية على جرائم العدوان والحصار على الشعب اليمني وعدم كشف تلك اﻷعمال غير الإنْسَانية التي تستهدف اليمن أرضاً وإنْسَاناً.
صدى المسيرة-زكريا الشرعبي