كل ما يجري من حولك

نظامُ الوعي لدينا يحتاجُ إِلَـى تحديث.. لماذا نُخدَعُ من جديد؟!

440

زيد البعوه

يأتي البعضُ اليومَ ليتناولَ أحداثَ الـ 11 من سبتمبر التي طفت على السطح من جديد وكأنها حقيقة فعلية، متناسين آلاف التقارير والأفلام الوثائقية والاعترافات من قبل الأَمريكيين أنفسِهم أن تفجيرَ برجَي نيويورك كانت خدعة مفتعلةً لتستفيدَ منها أَمريكا آنذاك، ولكن للأسف مَـا تَزَالُ تستفيدُ إِلَـى اليوم ونحن نصدق الموضوع على الرغم أننا نعلم أنه كذب.

فعندما تأتي أَمريكا لتثيرَ ضجةً حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر في هذه الأَيــَّــام وتقول إنها جمّدت أَمْوَالاً إيْــرَانية أَوْ سعودية أَوْ غيرها لضلوع هذه الدول في تلك الأحداث ونحن في وسائل إعْــلَامنا نتسابق على تناول الخبر وكل ما يهمنا هو السبْقُ الصحفي ونحن نؤمن بل أَصْبَــح لدينا عقيدة راسخة أن من فجَّر هذه الأبراج في ذلك اليوم هي أَمريكا نفسها.

ألم يتم اتهامُ ابن لادن يومَها وما يسمى بتنظيم طالبان وما يسمى بتنظيم القاعدة، اليوم ها هو ابن لادن في خبر كان وطالبان مجرد ذكريات، والقاعدةُ صناعة أَمريكية وحليف أَسَــاسي لأَمريكا في كُلّ الأَعْمَال الإجْــرَامية في العالم العربي والإسْلَامي ومَـا تَزَالُ أَمريكا مستغلة لموضوع برجي التجارة العالمية إِلَـى يومنا هذا، تنهب أَمْوَال السعودية وتنهب أَمْوَال إيْــرَان، والله أعلم مَن القادم بتهمة الضلوع في أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

مَن يدري لعل هذا الابتزاز والاستغلال الأَمريكي لتلك الأحداث ونهب الأَمْوَال السعودية والإيْــرَانية هو لتمويل الحملة الرئاسية القادمة، وقد يكون غير ذلك، قد يكون الكونجرس الأَمريكي لديه خطة استعمارية جديدة وتحتاج إِلَـى تمويل والمصدر الوحيد هو استغلال حادث البرجين وهكذا.

إبحثوا في أرشيف أفكاركم ومعلوماتكم عن هذا الحدث، ستستنتجون الكثير من الحقائق الدامغة والكثير من الأدلة التي غفلتم عنها ودفنتموها وسط الأحداث المتراكمة، فصرتم تصدقون ما كنتم تكذبونه بالأمس بالأدلة والبراهين، ثم تعالوا معي نستنطق الشيخ قوقل عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر ستمتلئ الصفحة عناوين أفلام وثائقية صور فوتوغرافية تحليلات سياسية شهود عيان ملفات وبحوثات وهكذا غالبيتها تؤكد أن تفجير البرجين كان مفتعلاً من قبل الاستخبارات الأَمريكية.

ثم نعود من جديد لنتذكر الهجمة الصليبية التي أعلنها بوش آنذاك على الإسْلَام والمسلمين بعد تلك الأحداث مباشرة، لم يكن يومها هناك أي مبرر لغزو الدول العربية والإسْلَامية من قبل الأَمريكان، وبعد حادث البرجين صار الجميع في دائرة الاتهام حتى القرآن حتى الذقون والأشكال والملبس والعقيدة الإسْلَامية صارت مطلوبة للعدالة الأَمريكية؛ بتهمة تفجير البرجين، وتحركت القوات الأَمريكية لملاحقة ما يسمى بالإرْهَـاب، ذلك الإرْهَـاب الذي نحن نؤمن في قرارة أنفسنا أن أَمريكا وراءَه بدون أدنى شك وأنها من تموّله وتدعمه وتجعل منه طريقاً للعبور باسمه إِلَـى البلديان العربية والإسْلَامية لتغزوها وتحتلها أَمريكا والدول المتحالفة معها.

هل تذكرون كلامَ ذلك الإنْسَان الذي كان يسكن في قرية صغيرة في الحدود الـيَـمَـنية السعودية الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عندما علق على أحداث الحادي عشر من سبتمبر بعد الحادثة بيومين أَوْ أَكْـثَـر، وقال إنها مجرّد خدعة ستستغلها أَمريكا لشن الحروب ونهب ثروات الأمة العربية والإسْلَامية، لم يكن يستند إِلَـى أدلةٍ مُصَوَّرة أَوْ وثائقَ مُدَوَّنَةٍ، لكنه يعلم بأساليب اليهود والنصارى من خلال القرآن الكريم ومكرهم وخداعهم.. وقال يومَها سيفجرون على أنفسهم وسيوزّعون الاتهامات هنا وهناك، وأي شخص يرون فيه خطراً عليهم سيقولون: هذا إرْهَـابي.. وهكذا سارع الحكام العرب إِلَـى التحالف مع أَمريكا ضد الإرْهَـاب الذي هم في نظرها محورُ الارتكاز الذي لا بُـدَّ من القضاء عليه.

ولهذا علينا أن نتداركَ الأمورَ ونراجع تَأريخَ كُلّ حدثٍ نُريدُ أن نتناولَهُ إعْــلَامياً وخَـاصَّـةً مثل هذا الحَدَثَ الملعون الذي سيظلُّ يلاحقنا ويقتل أهلنا ويحتل ديارنا وينهب ثرواتنا، وهو حَدَثٌ مفتعَلٌ، تصديقه كارثة، والغباء في مواجهته عقوبة.

You might also like