مملكة الفضائح والحقد الدّفين على اليمن!
أحمد ناصر الشريف
الراجحُ أن أسرةَ بني سعود التي ظهرت في نجد قبل مائتي عام وامتد نفوذها إلَـى الحجاز بمساعدة بريطانيا منذ 85 عاماً هي عبارة عن سُلالة بعير ضالة في الصحراء وما امتطاء الغرب لظهور هذه الأسرة والغباء الطافح من عيونهم وتطاولهم بعنق أجرب طويل أعوج على اليمن وشعبها والتدخل في شؤونها منذ أوّل يوم تم فيه تأسيس مملكة الفضائح في 23 سبتمبر عام 1932م والحقد الدفين على الشعب اليمني لا يمثل إلّا صفات اتصفت بها الجمال والنوق دون غيرها من الخلائق. ورغم ذلك يعتقد آل سعود أن البلاد التي يحكمونها هي بلادهم ونقصد بذلك نجد والحجاز فألحقوها باسمهم، حيث اطلقوا عليها اسم: السعودية وبدلوا الشورى القديمة بوراثة بغيضة.. وفي رؤوسهم الخاوية إلّا من العقال اشتد الشطط بهم، فأضافوا الشعب نفسه في نجد والحجاز لقائمة ممتلكاتهم الخَاصَّة وجعلوه رهينة بين ايديهم لا حول له ولا قوة وَكأن ريع ثروات البحر والأرض هي مصروفات خَاصَّة جداً بهم يتقاسمونها دون مشاركة أحد سوى الأسياد الممتطين ظهورهم. وهنا يحضُرُني تعليقُ مواطن عربي ظريف حيث قال: (لا يهمني الآن ما صرفه ويصرفه أمراء مملكة الفضائح في النوادي الليلية وموائد القمار ولكن تغيظني الملايين التي ينسونها تحت الوسائد والأسرة في الفنادق فلو وزعوها على فقراء العرب والمسلمين لتبدلَ حال الأمة). لقد شن النظام السعودي وحلفاؤه عدوانهم البربري على اليمن وشعبها العظيم بعد أن كال هذا النظام من قاموس البذاءة والشتائم والافتراءات ما يريد في هالته الإعْـلَامية التي اشتراها بامبراطوريته المالية لتزين وجهه القبيح وتحسن من صورته المشوهة، لكنه أدرك أن حملات إعْـلَامه المضلل الممجد لعدوانه لم يزد الشعب اليمني إلّا صمودا ًوصلابة في مواجهات كُلّ مخططات التآمر والعداوة التأريخية التي اختزنها نظام آل سعود؛ بهدف تركيع الشعب اليمني ومحاربة انطلاقته على درب التقدم والنهوض.. ذلك أن الإعْـلَام السعودي والمناصر له الذي تركزت مضامينه السخيفة الممجوجة على اليمن وشعبها والاستعلاء عليه وتحقيره وتذكيره في كُلّ حين بعطايا آل سعود وخيرهم مستخدماً في ذلك بعض المرتزقة والمأجورين من الكتّاب والعملاء الخونة والجثث المحنطة من بقايا قوى سياسية شاخت وانتهى دورها قد جعل اليمنيين أَكْثَر قناعة وتشبثاً بنهجهم الجديد السائر على درب البناء السياسي والديمقراطي والتنموي غير آبهين بكل تلك المخططات التآمرية التي أخذت أشكالاً مختلفة تارة بالتخريب الاقتصادي عن طريق سحب العملات أَوْ إدخال كميات من العملات المزيفة كما يحدث اليوم حيث يتم تزويد مرتزقتهم بها، وكذلك تهريب المواد الأَسَـاسية وتضييق الخناق على المواطن اليمني في عيشه ومصدر رزقه من خلال فرض الحصار عليه بالقوة بحراً وجواً وبراً.. وتارة بشن الحملات الدعائية والتعبئة الخاطئة المضادة والمكشوفة للشعب اليمني داخل السعودية وغير ذلك من أساليب العداء التأريخي المستحكمة عقدته في صدور آل سعود الذي عادةً ما يظهر عندما يحقق الشعب اليمني نقلة نوعية جديدة في حياته يتغلب بها على واقعه الممزق بفعل ظروف وأوضاع ما قبل إعَادَة تحقيق الوحدة اليمنية. لقد عُرف النظام السعودي بمؤامراته ضد اليمن وشعبها سواء في الماضي أَوْ الحاضر بمراهنته – دون شك- على حصان خاسر؛ لأن شعبنا اليمني يدرك أبعاد المؤامرة والعداوة التأريخية التي يضمرها نظام آل سعود لليمن وشعبها والتي تستهدف في الأَسَـاس أعز وأغلى مكتسبات الشعب اليمني المتمثلة في إعَادَة تحقيق وحدته واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز والمعادن التي ستعود بالخير الوفير على اليمن كلها.
إن هذا الحقد الأعمى على اليمن وشعبها يحجب عن أسرة آل سعود حقيقة أن الشعوب مهما أثقلتها المعاناة وكبدتها سنون القهر الاستعماري والتدخل في شؤونها واستغلالها فان ذلك إلَـى حين.. وأن أساليب الفتنة وشراء ضعفاء النفوس وخلق أَجْوَاء تعكير الأمن والاستقرار قد ذهب زمنها إلَـى الأبد وأَصْبَح الشعب اليمني في ظل الجمهورية اليمنية ومواجهته للعدوان قوياً متماسكاً ولن تزيده المؤامرات الدنيئة عليه من قبل النظام السعودي ومرتزقته وعملائه إلّا أن يكون أَكْثَر صلابة وتحدياً وسيكون حليفه النصر في النهاية.. وقد جرب ذلك أَعْدَاء وحدته وتقدمه في أَكْثَر من موقف تأريخي.. لكن هل يستوعب النظام السعودي وإعْـلَامه الدرس هذه المرة؟ بعد أن شاهد بأم عينيه صمود اليمنيين في وجه عدوانهم الغادر والغاشم غير المبرر الذي تقوده السعودية أشهر امبراطورية للمال وبمشاركة أشهر امبراطورية للسلاح وأشهر امبراطورية للإعْـلَام.
نريد هنا أن نذكّر تحالف الشر المعادي لليمن وشعبها الذي تقوده أَمريكا بأن زمن الوئام الذي يهل على العالم اليوم باتجاه إحلال عالم جديد خالٍ من الحروب والتوتر يحتكم إلَـى الحوار والتفاهم والتعايش السلمي وليس إلَـى شن الحروب الظالمة على الشعوب الضعيفة بهدف إذلالها وتركيعها، وما يؤكد ذلك بروز نضال الشعوب على طريق الديمقراطية والتحرر من الأنظمة الديكتاتورية والملكية الأسرية وصولاً إلَـى صياغة حياة جديدة تكفل المشاركة المباشرة للشعوب في الحكم والحياة السياسية على أَسَـاس من التعددية الحزبية وتحقيق الحريات وحماية حقوق الإنْسَان التي يفتقر اليها نظام آل سعود الأسري غير المدرك انه في ظل هذه المستجدات الجديدة ساد الاقتناع المبني على عدم قدرة أي نظام على إنْهَاء نظام آخر مهما كانت لديه من أَسْبَاب القوة والتجبر والعناد ومهما كانت القدرات العسكرية والإمْكَانات المادية التي يمتلكها.. ويظل الشعب اليمني وغيره من الشعوب الحرة اكبر مثل على ذلك حيث اثبت اليمنيون انهم بقدراتهم المحدودة وتوكلهم على الله واجهوا حرباً شرسة شُنت عليهم شاركت فيها عدة دول واستخدمت فيها اساطيل وآليات الحروب المسلحة بأحدث الوسائل التكنولوجية بما رافقها من حصار جوي وبري وبحري وقصف على مدار 24 ساعة استخدم خلاله الأَعْدَاء أسلحة محرمة دولياً ومع ذلك يظل الشعب اليمني صامداً وشامخاً وماسكاً بزمام المبادرة ليكون النصر حليفه في النهاية بإذن الله كونه صاحب حق يواجه باطلاً وتعرض لمظلومية لا لشيء وإنما لأن الشعب اليمني أراد أن يبني دولته الحديثة ويحرّر قراره السياسي من الوصاية الخارجية ليعيشَ كغيره من الشعوب حراً كريماً معتمداً على نفسه والاستفادة من خيرات أرضه التي منعوه من استخراجها وتكبّروا عليه بشنهم حرب إبَادَة لم يشهد لها التأريخ مثيلاً.