آخر أوراق العدوان
محسن الجنيد
أَكْثَر من 420 يوماً والعدوانُ السعودي الأَمريكي يحاولُ إخضاع الشعب اليمني بكل ما لديه من ترسانةِ أسلحة متطورة وبغطاء أُمَــمي وتواطؤ عربي وصمت عالمي.
اجتمع كُلّ شر العالم المنافق عسكرياً وإعْـلَاميا وماديا ودبلوماسياً تموله دويلات ومشيخات الخليج أمام صمود وثبات وعزيمه الشعب اليمني وبإمْكَانيات تكاد لا تذكر في ظل حصار جوي وبري وبحري رافقه تزييف إعْـلَامي وقلب للحقائق من قبل العدوان. فشل العدوان وفشلت كُلّ محاولاته لم يجد امامه سوى استخدام آخر ورقتين لتحقيق أي انتصار ولو رمزياً.
الورقة الأولى بدأ استخدامها في الجنوب وهي ورقة الوحدة اليمنية من خلال دعم الأصوات الشاذة التي تسعى لإعَادَة عجلة التأريخ إلى ما قبل 22مايو1990م. وهنا مارس العدوان ومرتزقته وعملائه أعمالاً قذرة كان من بينها إصدار بطائق شخصية تحت اسم ما يسمي بالجنوب العربي طُبعت في مطابخ الإمارات رافقها عملية تهجير وطرد للمواطنين اليمنيين المحسوبين علي المحافظات الشمالية من عدن خُصُوْصاً أَبْنَاء محافظتي تعز واب يهدف العدوان ومرتزقته من هذه الاعمال إلى عدة أَهْدَاف لعل أهمها الطائفية والمنطقية وخلق العداوات بين أَبْنَاء الوطن اليمني وشرخ النسيج الاجتماعي.
كان العدوان ومرتزقته بانتظار ردة فعل تجاه أَبْنَاء المحافظات الجنوبية المتواجدين في المحافظات الشمالية كي ينال تعاطف أَبْنَاء عدن والضالع وحضرموت ويكون له غطاء شعبي لما ارتكبه من جرائم ممثله بعمليات الطرد والتهجير القذرة التي يقوم به. لكنه فشل بهذه الخطوة ايضا وزاد الشارع الجنوبي سخطاً وكرهاً له.
الورقة الثانيةُ: وهي ورقة زعزعة الأَسْــعَـار واللعب على الوتر الاقتصادي من خلال ارتفاع أَسْــعَـار صرف الدولار مقابل الريال واخفاء المشتقان النفطية والمواد الغذائية من الأَسْوَاق، وهذا التصرف ليس بجديد فقد قام به العدوان عبر مرتزقته في بداية العدوان وفشلوا.
الجديد في الأمر اليوم هو ترافق الورقة الأولى والتي أيّدها حزب الاصلاح على لسان اليدومي، مع الورقة الثانية في آن واحد، وكلنا يعلم أن العدوان والحصار له أَكْثَر عام وأشهر والأَسْــعَـار لم ترتفع خلال كُلّ هذه الفترة وفجأة وبمباشرة العدوان ومرتزقته استخدام الورقة الأولى يرتفع سعر الصرف وترتفع أَسْــعَـار المواد الغذائية والمشتقات النفطية.
يظن العدوان ومرتزقته انهم سيحققون بهذه الاعمال القذرة ما لم يستطيعوا تحقيقه بقصفِ الطائرات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المدارس والمستشفيات والطرق. وكذلك ما عجزوا عن تحقيقه على طاولة مفاوضات جنيف والكويت.
أي غباء هذا؟!
كل هذا الوقت وكل هذا القتل والتدمير ومع ذلك لم ولن ننكسر أَوْ نستسلم.
الوحدة باقية وسيحافظ عليها وحدويو عدن والضالع ولحج وحضرموت والمهرة وشبوة وأبين الشرفاء قبل شرفاء بقية الوطن.
أَسْــعَـار الصرف ستعود إلى حقيقتها بفعلِ رقابة اللجان الثورية والشرفاء من التجار ولن يصح إلا الصحيح.
حتماً سننتصر كما انتصرنا في الميدان وعلى طاولات الحوار وسينهزم العدوان وستسقط آخر أوراقه.