كل ما يجري من حولك

صحيفة “رأي اليوم”: السعوديون غاضبون من الأردن لعدم إرساله قواتٍ بريةً للحرب في اليَمَن

421

متابعات../

عرضت صحيفة “رأي اليوم” التي يرأسُ تحريرهَا عَبدالباري عطوان في افتتاحية عددِها ليوم أمس الأربعاء، الاستياءَ المتبادلَ بين الأردن والسعودية خلال الأشهر الماضية، وصولاً إلَى استبعاد الأردن من القمة الخليجية التي دُعي إليها ملك المغرب وقبلها استبعاده من أُفق مشروع الجسر السعودي المصري.

وقالت الصحيفة إنه ليس من عادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عَبدالعزيز أن يخرُجَ لاستقبال العاهل الأردني الملك عَبدالله الثاني، أَوْ حتى بعض القادة العرب والأجانب، في مطار الرياض أثناء زياراته المتعددة، الرسمية أَوْ المفاجئة، إلَى المملكة السعودية، ولذلك توقف الكثير من المراقبين عند كسر هذا التقليد يوم الثلاثاء الماضي، أثناء وصول الملك عَبدالله إلَى العاصمة السعودية في زيارة مفاجئة، حيث كان الملك سلمان وعدد كبير من الأمراء الكبار في استقباله.

وأوضحت الصحيفة أنه في السعودية لا مكان للعفوية في الاستقبالات، أَوْ الأمور البروتوكولية، فكلُّ خطوة محسوبة بعناية فائقة، وكل تحرك أَوْ لفتة يتضمن رسالة، حتى “لُغة الجسد”، وطريقة السلام والاحتضان والتقبيل، تعتبر مؤشراً لحميمية العلاقات أَوْ برودها، ولذلك حرص العاهل السعودي على عدم استقبال الرئيس الامريكي الزائر باراك أوباما في مطار الرياض، وأوكل هذه المهمة لأمراء أَوْ وزراء في الدولة، مثل وزير الخارجية عادل الجبير، في تجاهل متعمد، بينما حرص على استقبال ملوك وأمراء دول الخليج المشاركين في القمة.

ولفتت الصحيفة إلَى أن العاهل الأردني غاب عن الحفل الختامي لمناورات رعد الشمال قبل شهرين، وحضرها في اليوم التالي، كما غُيب عن حضور القمة الخليجية التي انعقدت قبل أسبوعين في الرياض، التي حضرها الملك المغربي محمد السادس، ولم يعلم، أي الملك عَبدالله، بأنباء “تنازل” مصر عن جزيرتي “صنافير” و”تيران” للسعودية إلا عبر وسائل الإعلام، والشيء نفسُه يقال عن الجسر الذي تعتزم السعودية بناءَه فوق الخليج ويربطها مع مصر، وهو الجسر الذي قد يدمر المنطقة الحرة في العقبة، وحركة النقل البحري الأردني مع شرم الشيخ، وتجارة الترانزيت الموازية لها.

وواصلت الصحيفة بالقول: “العالمون ببواطن الأمور في الأردن قالوا إن أَكْثَر ما أزعج العاهل السعودي من الأردن، هو عدم إرساله قوات خاصة وبرية للمشاركة في الحرب على بلادنا على غرار ما فعل في ليبيا، والبحرين، والصومال، ولكن أثبتت الأيام أن رؤية القيادة الأردنية كانت مصيبةً في عدم التدخل، بالنظر إلَى وعورة اليَمَن واستعصائه على الغزاة.

وقالت الصحيفة إن التصريحات التي ادلى بها السيد عَبدالكريم الكباريتي، أحد أبرز “دهاة” الأردن في نظر الكثيرين وقال فيها إن دول الخليج، والسعودية بالذات، قد لا تجدد منحتَها المالية (خمسة مليارات) للأردن، المقرر انتهاء مدتها (خمس سنوات) مع نهاية هذا العام؛ بسبب انشغالها بأولوياتها المحلية، وهبوط أسعار النفط، ولذلك فإن “الشريك التجاري للأردن هما العراق وسورية”، وأضاف “شئنا أم أبينا.. إيران باتت على حدودنا”، داعياً إلَى “ضرورة التعامل مع المعطيات الجديدة”، وهي تصريحاتٌ فسرها البعض بأنها تحذير مبطن للسعودية ودول الخليج.

وترى الصحيفة أن زيارةً العاهل الأردني للرياض تظل على درجة كبيرة من الأهميّة في توقيتها، فالرياض التي تريد تزعم العالمين الاسلامي والعربي في مواجهة إيران، وتخوض حروبا في اليَمَن وسورية، تحتاج إلَى الأردن، والأخير الذي يعاني من أزمة مالية طاحنة، وديون خارجية تجاوزت حاجز الـ35 مليار دولار، وعجز في ميزانيته الحالية بأَكْثَر من مليار ونصف المليار دولار، بحاجة إلَى السعودية أيضاً، مشيرة إلَى أن المقدمات التي رأيناها في مطار الرياض، والاستقبال الحافل للعاهل الأردني، تشير إلَى ان النتائج قد تكون إيجابية ومرضية، ويظل السؤال هو: كم حجم هذا الرضا وقيمته مالياً؟

You might also like