كل ما يجري من حولك

محاولاتُ التهدئة.. من المستفيدُ؟ ومن المتضرر؟

428

أمة الملك الخاشب

بعدَ أن تمَّ الإعْـلَانُ عن وُجُـود مفاوضاتٍ ومحاولاتِ تهدئة للوصول لحلولٍ تُقضي لرفع العُـدْوَان نهائياً عن أَبْنَاء الشعب الـيَـمَـني المظلوم والناس ما بين متفائل وما بين متشاءم، وما بين منتظر للفرج ومؤملٍ لرفع المعاناة عن الشعب الذي مضى عليه عام وها هو يدخل العام الثاني وهو تحت عُـدْوَان غاشم وحصار في أَهَـمّ مستلزمات الحياة وانقطاع لأبسط مقومات الحياة كالبترول والغاز والمستلزمات الطبية.

لندع توقعات وتحليلات السياسيين لما هو متوقعٌ حدوثه في عشرة إبريل في الكويت أَوْ غيرها جانباً، ونحكم بأنفسنا كمواطنين بسطاءَ متابعين لما يحصل حولنا من مشهد سياسي، ولنتأمل منذ تم الإعْـلَان عن ما يسمى تمهيداً لتهدئة وإلى يومنا هل حصل وأن مضى يومٌ من الأيام وأن شاهدنا قناة المسيرة توقّفت عن عرض صور تشييع قوافل الشهداء ومن مختلف المحافظات وهي توثق مواكب زفافهم وتقابل مع الأهالي وتبث مقاطع من روحهم المعنوية المرتفعة واستعدادهم لبذل المزيد؟، وهل مضى يومٌ من بعد إعْـلَان ما يسمى التهدئة والمفاوَضات سمعنا فيه بأن أبطالَ الجيش واللجان الشعبية توقفوا عن صد الزحوفات تلو الزحوفات والتي تكون بأحدثِ أنواع الأسلحة سواء في جبهة ميدي التي أضحت عنواناً للصمود وعنواناً لكسر أنوف الطغاة أَوْ في جبهة مأرب أَوْ الجوف أَوْ حرض؟ ومؤخراً تم التصدّي لزحوفات حتى في الزاهر في البيضاء.

في الحقيقة عندما أعلن السيدُ عبدالملك حفظه الله أن هناك نوعاً من المفاوضات للوصول لتهدئة قال أَيْـضاً في نفس الخطاب بأن علينا أن نكون على جهوزية عالية وتامة، وأن نكون في حالة استعداد دائم للمواجهة. ولكن معنى كلامه أنه سيظهر لهم حُسن النوايا ورغبته في رفع المعاناة عن شعب الـيَـمَـن ليس فقط بالكلام والمراوغة كما يفعلون، ولكن سيثبت ذلك بالفعل. فكانت صفقة تبادل الأسرى الأَخيْرَة، التي كان لها دلالاتٌ كثيرة لا مجال لذكرها هنا، ونكتفي بالإشارة إلَى تكشُّف حقارة وذل وهوان من يسمون نفسهم مقاومة وهم يُكشفون أمام العالم أنهم جماعة مقاولة للسعودية تسلّم أسراها لأسيادها لتقايضهم المملكة بأسراها.

 في الحقيقة العُـدْوَان مستمر ولم ييأس ولم يفهم ولم يع دروس تلقاها طوال عام كامل في الـيَـمَـن، ولا زال مستمراً في مراوغاته ومكره ودهائه، ومحاولات إيهام الرأي العالمي أنه فعلاً يبحثُ عن مخرج وذلك لكثرة الانتقادات والإدانات التي بدأ المجتمع الدولي ممثلاً بمنظماته العالمية بتوجيهها إلَى دول تحالف العُـدْوَان وعلى رأسها النظام السعودي، وذلك بعد عام كامل من القتل والدمار وارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق الإِنْسَـانية.

 لا أريد أن أكون ممن يغلقون بوابة الأمل بنجاح مفاوضات أَوْ تهدئةً ما، ولكن حوارات جنيف1 وجنيف2 ليست منّا ببعيد، رغم أن أَنْصَـار الله والمؤتمر قدموا عدة تنازلات وكانت مجحفةً في حق الشعب ورغم هذا لم تنجح المفاوضات ولم تثمر، أتعرفون لماذا؟ لأننا نواجه عُـدْوَاناً همجياً وحشياً وتقوده دولة معروفة بأن قادتها يعانون من المراهقة السياسية والنظام الزهايمري الذي يجعل الكِبْر والظلم يعميهم عن التوصل لحل قد يحفظ ماء وجههم.
 وأنا أتوقع أنهم سينكثون كُلّ العهود وينقضون كُلّ الاتفاقات وسيحرجون أية دولة ستدخل لتنقذهم، ولن تكون هناك تهدئة ولا وقف للعُـدْوَان إلَّا بعد أن ينهار ذلك النظام من جذوره؛ لأنه أَصْبَـح في مراحله الأَخيْرَة وأَصْبَـح قرن الشيطان هشاً ضعيفاً سهل الانكسار؛ لأن دولتهم الآن في مرحلة الشيخوخة.

 والسبب الأهم في وجهة نظري عدم التزام النظام السعودي بأي اتفاق أَوْ تهدئة، والسبب معروف للجميع هو أن القرار ليس بيد النظام السعودي نهائياً، فهو مجرد نعل وخادم في يد ثلاثي الشر في العالم وأعداء الإسْـلَام أَمريكا وإسْـرَائيْل وبريطانيا، ولن يهدأ لهم بال بأي استقرار أَوْ وقف نزيف الدماء بين المسلمين، وسيستمرون في عُـدْوَانهم حتى تحقيق مخططهم الجهنمي الكبير لتمزيق الدول الإسْـلَامية لدويلات متناحرة ويبعدوها عن دينها وعن كرامتها وعزتها، ولكن هيهات أن ينالوا مرادَهم، فكل أَحْـلَامهم ستتحطم في صخرة وعي وصمود الشعب الـيَـمَـني التي ستكون مفتاحاً لكل الشعوب العربية والإسْـلَامية.

You might also like