كل ما يجري من حولك

بدراً بين تقاسيم غيومِ السماء : بقلم / جميل أنعم

438

أشفقَ الأعداء عليك سيدي من شيبوبةٍ لا علاج لها حتى أمعنَوا مراراً وتاكدوا وقالوا ثُلة حمقى مُقعدين عجوزٌ خرفٌ هرمٌ ربما معتوه كهلاٌ فارغٌ سنسحقهُ قاعدين ..

يومانِ وشهرين وأتت التجاعيدُ بما لا تشتهيه كل الطائرات والسفن خالوا ان تقاسيم الشيخوخة تلتهم منك ..

وإذ بها تعانقُ جحافلهم تصيبهم سحقاً وتلتهمُ خالوا بأن الشيبوبة لكَ موتٌ مؤكدٌ وإذ بك ترسلُ الموت إليهم ينتقي ما شئت ويحصدُ أخفيتَ بدراً بين تقاسيم غيومِ السماء أخفيتَ جبالاً وصحاري وشواطئ وما وراء الوراء أخفيتَ دهراً لو نطق ..

يُقبّل جبينك صبح مساء تجاعيدٌ تختصرُ حدود شواطئ سيئون والحُديدة لأعلى قمم صعدة وصنعاء دُرّة الأولياء نفحة الأنبياء …. ماعدنا نعرف من أهل الأرضِ أنت أم الفضاء مواعيد صباحاً أم مساء ..

مواقعك جبالٌ أم صحراء ..

مواسمك صيفٌ أم شتاء تسقي إنحناءات وجنتيك القحلاء والجهراء ..

تحملُ إلتواءات زندك البطحاء والملساء ..

ترشد بياض شعرك اليهماء والغطشاء تُنجي تشققات كعبك العرجاء والبيداء ..

تعرفُك من ملامح العينين المعزاء والميثاء والصرماء ..

بإطلالك تنشدكُ ترحيباً الشجراء والجرباء كطفلِ يصرخُ فرحاً لعودة أبيه من العمل في المساء لم يعرفوا بعشق رمال الصحراء وصخور الجبال لملوحة العرق المتصبب من تجاعيد الوجنتين فتسقط معانقةً الأرض فيصير بها ملح التراب ..

لم يعرفوا بجنون العاشقين حين تذوب دمائهم في الصحاري والجبال والوديان.. مع أنهم لا يمتلكون منها سوى بضعة أمتار وبالإيجار !! لم يسمعوا لصمت الوجود متذوقاً ترتيل الرصاصات من بندقيتك العتيقة ..

كأنها إمامٌ للصلاة وكل من خلفها يُلبي النصر المُبين .. ….

في رمش عينيك تلجأ الجبال والسهول بحثاً عن الدفئ والأمان فيك البحور والهضاب والتلال فيك الحياة للطيور والأسماك والحيتان أمين يمن الإيمان.. ملح تراب الوطن دم الأوطان ملوك الأرض حرّاس العقيدة جيشاً وشعبية اللجان من لا يرى لمع النصرُ في عينيكَ سيدي ..

ستلحفه تجاعيد الزمان حقاً تأكدتُ وأيقنتُ الآن ..

سيتلفون جميعاً ويزكو فيك الذي ليس يتلف يا حاضراً وماضياً في آن ضمير اليمن الماضي والحاضر والمستقبل فيك أمان أمان ..

فلترعاك العين التي لا تنام ..

فليحرسك رب الأنام .

You might also like