الحقد الأسود للعدو بالأَرْقَـام.. الاقتصاد الوطني.. صمودٌ أسطوريٌّ في وجه العُـدْوَان والحصار
متابعات../
12 شهراً من العُـدْوَان والحصار استهدف فيها العدو الأرْعَنَ الاستقراَر الاقتصادي والمعيشي ودَمّرَ البُنية التحتية واستهدفَ حيوية الاقتصاد الوطني إلّا أَن الاقتصاد ظل صامداً مقاوماً للصدمات، لم يفقد تماسكهُ رغم ما حل به من دمار هائل.
دشن العدو حربه البربرية ضد الشَّعْـب اليَمَني بالحصار ومن ثم شن غارات على صنعاء وعدن وصعدة في أول عشر دقائق من عُـدْوَانه السافر، فكانت حربه اقتصادية عسكرية حاول خلالها افراغ حقده الأسود على اليَمَن أرضاً وإنْسَـاناً وبناء وتنمية، ليتكبد تكبد الاقتصاد الوطني خسائر فادحة وتسَبّـب بركود اقتصادي حادٍّ في مختلف القطاعات الانتاجية والحيوية في البلد، مما تسَبّـب بتراجع النمو الاقتصادي إلَـى 34% بالسالب، وأشار إلَـى ارتفاع معدلات البطالة إلَـى 60% وارتفعت أَسْعَار المواد الغذائية إلَـى 35% في ظل الحصار الجائر، وتسَبّـب الحصار والعُـدْوَان بتراجع إيْــرَادات الدولة إلَـى أَدْنَى المستويات جراء تراجع النشاط الاقتصادي بكل القطاعات واستهداف القطاعات الحيوية.
ووفق تأكيدات وزارة المالية فَإن الإيْــرَادات العامة للدولة تراجعت خلال يناير ـ أكتوبر من العام المنصرم إلَـى 32% مقارنة بالعام 2014م.
كما فقدت الموازنة العامة إيْــرَادات مالية أُخْـرَى تمثلت بفرض قيود على التحويلات المالية التي تتجاوز 1,5 دولار سنوياً، وتسَبّـب بارتفاع تعرفة التحويلات المالية، كما تسَبّـب العُـدْوَان والحصار بفقدان اليَمَن اسهامات البنك الدولي المقدرة بمليار دولار، كما توقف أَكْثَر من 373 مشروعاً منهم 200 مشروع ممول من الدول المانحة بالإضَافَة إلَـى توقف الاستثمارات المحلية والأجنبية وتدمير بيئة الأَعْـمَـال في مختلف المحافظات.
سياسة التجويع
بالتزامُن مع بدأ العُـدْوَان السعودي الأَمريكي على الشَّعْـب اليَمَني في صبيحة الخميس السادس والعشرين من مارس 2015م دشن العدو حرباً اقتصادية علنية لأول مرة منذ أَكْثَر من عشرين عاماً من ممارسته حرباً باردة ضد الاقتصاد اليَمَني، فسارع إلَـى فرض حصارٍ بحريٍّ وجويّ وبريٍّ ومنع دخول الامدادات الأَسَــاسية من غذاء ودواء، وفرض قيوداً على التحويلات المالية الخارجية، وفي ظل التصدي للحصار بالثبات والصمود تعمد العدو تجويع الشَّعْـب اليَمَني باعتباره من أفقر شعوب العالم ويعيش أَكْثَر من 50% من السكان بأقل من دولارين من خلال استهداف مخازن الغذاء الاستراتيجية الممثلة بصوامع الغلال وتدمير مخازن الغذاء في المحافظات والمديريات، إلّا أَن الأَهْــدَافَ التي كانت تسعى لتحقيقها دولة العُـدْوَان فشلت في تركيع اليَمَنيين.
قبيل العُـدْوَان والحصار في أشهر رتّب العدو مع أَدْوَاته في الداخل استهدافَ أَسْعَار صرف العُملة الوطنية من خلال توظيف مخاوف المودعين في البنوك جراء الصدمة التي خلفها العُـدْوَان والحصار خلال الأيّام الأوْلَـى، وبعد ساعات من بدء العُـدْوَان سارعت أَدْوَاته في تنفيذ مهمة سحب العملة الصعبة من السوق المصرفية والمضاربة بأَسْعَار الصرف ومع توالي الغارات على العاصمة صنعاء استطاعت تلك الأَدْوَات خلال ساعات زحزحة سعر الريال أَمَـام الدولار إلَـى 225 ريالاً مقابل 214,89 ريال للدولار، إلّا أَن المضاربة لم تستمر بسبب إغْـلَاق البنوك أَبْـوَابها باعتبار الخميس آخر أَيَّـام الدوام، ومعاودة استئناف نشاطها السبت، وهو ما أتاح فرصة للبنك المركزي في إيْقَـاف التلاعب بأَسْعَار الصرف من خلال توجيهِ البنوك والمصارف بعدم بيع العملات الصعبة.
مصدرٌ مصرفيٌّ موثوق أكّــد لـ “صدى المسيرة” أَن أَدْوَات الرياض سحبوا قرابة الـ 800 مليار ريال ودائع من المصارف والبنوك لغرض تنفيذ المهمة إلّا أَن اجراءات البنك أوقفت استنزاف العملة الصعبة وأفشلت المحاولة تلو الأُخْـرَى وحتى الآن تم رصد سبع هجمات إعْـلَامية فشلت جميعها في إحداث أيَّة انهيارات لأَسْعَار صرف الريال.
فالعملة الوطنية لا تزَالُ ثابته كثبات جبال عطان وهيلان ونقم وعيبان وصامدة كصمود كُــلّ مواطن يمني أَمَـام العُـدْوَان الكوني، ورغم السقوط الأَخْـلَاقي للعُـدْوَان وأَدْوَاته إلّا أَن اللجنة الثورية العليا وجّهت بعدم المساس بمرتبات موظفي الدولة ووجهت البنك المركزي اليَمَني بصرف كافة مرتبات موظفي الدولة في الجهازين المدني والعسكري دون أية استثناءات.
القطاع الخاص الهدف الأول
منذ الوهلة الأوْلَـى للعُـدْوَان كان القطاع الخاص والبنية التحتية للشعب اليَمَني في قائمة استهداف العُـدْوَان السعودي الأَمريكي ولا يزال حتى اليوم بعد مرور عام، وطالت أَضْــرَار الحصار والعُـدْوَان مختلف نشاطات القطاع الخاص الوطني ابتداءً باحتجاز عشرات السفن التجارية لعدة أشهر حتى أُتلفت حمولتها من السلع والمنتجات ومنع حركة التصدير والاستيراد إلَـى الموانئ اليَمَنية ومرور باستهداف حركة النقل التجارية البرية وممارسة القرصنة وابتزاز التجار وفرض إتاوات على السفن تصل إلَـى 800 دولار على كُــلّ حاوية وُصُولاً إلَـى التدمير الممنهج للمصانع والشركات ومخازن الغذاء والأَسْوَاق، حيث استهدف العدو خلال العام 212 مصنعاً انتاجياً وتسَبّـب بتوقف نشاط 40 ألف منشأة صغيرة ومتوسطة، فضلاً عن توقف مئات الآلاف من العاملين عن أَعْـمَـالهم، بالإضَافَة إلَـى 570 مخزن غذاء تابعة للقطاع الخاص في عدد من المحافظات وسبع صوامع غلال، وهاجم طيران العدو 436 شاحنةَ غذائية ودمر بطريقة ممنهجة 376 سوقاً ومجمعاً تجارياً في 12 محافظة يمنية ولم تتوقف حرب آل سعود على رؤوس الأَمْــوَال اليَمَنية بتلك الأَعْـمَـال التدميرية، بل سعرت حربها لتدمر مبنى الغرف الصناعية والتجارية بأمانة العاصمة، ووفق آخر تقرير صادر عن الغرف الصناعية والتجارية بالعاصمة فَإن خسائرَ القطاع الخاص اليَمَني من جراء العُـدْوَان والحصار ارتفعت إلَـى 49 مليار دولار ولا تزَالُ مرشّحةً للارتفاع إلَـى ما فوق الـ 60 مليار دولار.
الخدماتُ في مرمى العدو
قطاعُ التعليم بأنواعه المختلفة العام والفني والتعليم التدريب المهني والتعليم العالي استهدف بطريقة مباشرة، حيث بلغ إجْمَـالي المعاهد المهنية والتقنية المستهدفة من قبل طيران العدوان والتي تكلف البعض منها أَكْثَر من ملياري ريال 44 معهداً مهنياً وتقنياً و6 كليات مجتمع بتكلفة 111 ملياراً و370 مليون ريال، كما بلغت الخسائر الأولية لمؤسسات التعليم العالي التي تعرضت عدد من الجامعات للاستهداف الممنهج، وتكبد الجامعات الخاصة خسائر فادحة تجاوزت الـ 40 مليار ريال، وبلغ إجْمَـالي المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم التي استهدفت بطريقة مباشرة من قبل طيران العُـدْوَان ودمّرت جزئياً وكلياً 1634 مدرسة، كما تسَبَّـبَ العُـدْوَان والحصار بإغْـلَاق 1,621 مدرسة في مختلف المحافظات، وفي ذات الاتجاه تعرضت 57 منشأة رياضية وشبابية للقصف والتدمير المتعمد من قبل طيران العدو وبلغت الأَضْــرَار الأولية 48 ملياراً وَ500 مليون ريال.
وفيما توقفت امدادات الدواء بسبب الحصار وهو ما عرض حياة الملايين من المرضى لخطر الموت، واستهدف العدو ما يزيد عن 340 منشأة صحية متنوعة بين مستشفيات ومراكز صحية ووحدات متخصصة بعشرات الغارات أَدَّت إلَـى تدمير معظمها كلياً، بالإضَافَة إلَـى الأَضْــرَار غير مباشرة الذي تكبدها القطاع الصحي نتيجة انعدام المشتقات النفطية والمستلزمات والمحاليل الطبية المخبرية والدوائية نتيجة الحصار الجائر عن بلادنا.
وقدرت وزارة الصحة العامة أن إجْمَـالي تكلفة الخسائر للبناء بلغت 8 مليارات وَ342 مليوناً وَ424 ألف ريال، فيما بلغت خسائرُ التجهيزات الطبية 90 مليوناً وَ865 ألف دولار.
ولم يكن قطاع الرعاية الاجتماعية الحكومي بعيداً عن آثار الحصار والعدوان، بل تضرر هو الآخر، حيث فقد أَكْثَر من 5 ملايين وَ750 ألف مستفيد من الاعانات المالية التي كانت تصرف لهم دورياً والمقدرة بـ 97 مليار ريال سنوياً.
القطاعُ النفطي.. الخسائرُ بالأَرْقَـام
القطاع النفطي الذي يعد أحد أَهمّ القطاعات الاقتصادية في بلادنا والذي يعتمد على عائداته المالية لتمويل الموازنة العامة للدولة بنسبة 70%، تعرض هو الآخر للاستهداف المباشر وغير المباشر لترتفع خسائر اليَمَن إلَـى أعلى المستويات، ووفق احصائية رسمية صادرة عن وزارة النفط والمعادن نهاية يناير الماضي كشفت حجم الأَضْــرَار غير المباشرة الذي تعرض لها هذا القطاع والتي أكدت أَن انتاجية بلادنا من النفط سجّلت العام المنصرم 11 مليوناً و504 آلاف برميل بقيمة إجْمَـالية 616 مليون دولار قبل العُـدْوَان مقابل تصدير 61 مليون برميل في العام 2014، وأكدت الاحصائية الرسمية أَن الخسائر الناتجة عن توقف صادرات النفط منذ أواخر مارس الماضي بلغت 4 مليارات دولار، وأكدت الاحصائية أن كافة أَعْـمَـال الانتاج في 13 قطاعاً انتاجياً قد توقف تماماً من العمل، بالإضَافَة إلَـى توقف التنقيب واستكشاف النفط في 32 قطاعاً استكشافياً؛ بسبب توقف الشركات الأجنبية عن العمل، وهو ما تسَبّـب بفقدان قرابة 15 ألف عامل وعاملة لفرص أَعْـمَـالهم.
وبطريقة مباشرة استهدف العُـدْوَان 37 منشأة، منها منشأة رأس عيسى النفطية في منطقة الصليف محافظة الحديدة، وشركة النفط في ذمار ومبنى الرصد الزلزالي في ذمار مع مختبراته ومعداتها ومحطات تابعة لشركة النفط في الحديدة والمخاء، بالإضَافَة إلَـى استهداف 248 محطة وقود في مختلف المحافظات وَ197 شاحنة محملة بالمشتقات النفطية، ولم يتسَبّـب الحصار الجائر الذي فرضه العدو السعودية طيلة العام على الشَّعْـب اليَمَني بأزمة مشتقات نفطية خانقة في الأَسْوَاق المحلية وحسب بل أفقد اليَمَن قرابة المليار دولار كان من المتوقع أَن يكسبها العام الماضي باعتباره من الدول المستهلكة بسبب الانخفاض الحاد والتأريخي لأَسْعَار النفط في الأَسْوَاق العالمية نتيجة ارتفاع التخمة في المعروض.
السياحة أَضْــرَار فادحة
وفي ظل تواصل هجمات العُـدْوَان على المعالم التأريخية والأثرية والمنشآت السياحية في عدد من المحافظات وخُصُـوْصاً التي تملك إرثاً تأريخياً يعودُ لآلاف السنين، تفيدُ التقاريرُ الأولية الصادرة عن وزارة السياحة إلَـى أَن الخسائر التي تكبدها هذا القطاع تتجاوز 12 مليار دولار، حيث شن العُـدْوَان حرباً هيستيرية على القطاع السياحي بكل مكوناته الذي تعرض للاستهداف الممنهج من قبل العدو الذي عمد على مدى العام على استهداف وتدمير المنشآت والمواقع والمزارات والمدن والقرى السياحية والتأريخية والأثرية، وتسَبّـب بتوقف الاستثمارات السياحية واستهداف البنى التحتية والخدمية الأَسَــاسية، وتوقف الحركة السياحية الوافدة لليَمَن بشكل كامل بالإضَافَة إلَـى توقف أَكْثَر من نحو 15 ألف منشأة سياحية كبيرة ومتوسطة وصغيرة على امتداد التراب الوطني، ونظراً لفداحة الأَضْــرَار التي لحقت بهذا القطاع خسر نحو ربع مليون عامل كانوا يعملون في مختلف مجالات العمل السياحي غالبيتهم في مجال النقل السياحي ومنشآت الطعام والشراب والإيواء منذ بدء العُـدْوَان في مارس الماضي، أعمالهم، فضلاً عن فقدان أسرهم لمصادر دخلها الرئيسي.
ووفق آخر المعلومات فَإن إجْمَـالي المعالم الأثرية والتأريخية المستهدفة ارتفعت خلال العام المنصرم إلَـى 55 معلماً أثرياً وتأريخياً، كما ارتفعت الخسائر غير المباشرة التي تكبدتها وكالات السياحة والفنادق السياحية جراء توقفها بشكل كلي إلَـى 745 مليون دولار.
القطاع الأخضر تحت القصف
تكبّد القطاعُ الزراعي الذي يعد مورداً رئيسياً لـ 70% من السكان ويعمل فيه حوالي 2.9 مليون نسمة يمثلون نحو 50% من إجْمَـالي قوة العمل، ويساهم بـ 21% من إجْمَـالي الدخل القومي للبلاد خسائرَ فادحة على مدى عام العُـدْوَان، وفيما أكّــد تقرير صادر عن وزارة الزراعة والري الشهر الماضي بأن الخسائر الأولية تتجاوز الـ 3 مليارات دولار، توقعت مصادر اقتصادية أَن تتجاوز الخسائر غير المباشرة والمباشرة الـ6 مليارات دولار، في الاستهداف الممنهج لطيران العُـدْوَان للمكونات الانتاجية لهذا القطاع النباتي أَوْ الحيواني، وارتفاع الفاقد الزراعي واتلاف المنتجات في عدد من المحافظات الزراعية نتيجة انعدام المشتقات النفطية الناجمة عن الحصار، حيث حول العدو القطاع الزراعي المنتج للغذاء إلَـى مسرح تجارب للأسلحة المحرمة دولياً من قنابل انشطارية وعنقودية ومنذ بدأ العُـدْوَان حتى نهاية العام الماضي شن 26380 غارة استهدفت 4818 موقعاً زراعياً في مختلف المحافظات ولحقت دماراً كبيراً وأدت إلَـى إتلاف منتجاتها.
ووفق تقرير رسمي اولي فَإن طيران العُـدْوَان السعودي استهدف بـ 2024 غارة الحقول الزراعية استهدفت 915 موقعاً وحقلاً زراعياً منتجاً، بالإضَافَة إلَـى استهداف 531 مسكن تابع للمزارعين منها 259 في صعدة و113 في محافظة حجة والحديدة، وتعرضت شبكات الري الزراعية في الحقول لـ 97 غارة استهدفت 97 مضخة وبئراً وشبكة ري حديث، كما تعرض 22 سداً وحاجزاً مائياً وقناة للري للاستهداف المباشر بـ 41 غارة.
ولم تسلم مناحل مرابي النحل من القصف والدمار لطيران العُـدْوَان السعودي أَمريكي ووفق الاحصائيات فَإن طيران العُـدْوَان استهدف 35 موقعاً خاصا بتلك المناحل بـ 61 غارة جوية في صعده وعمران والحديدة، كما تعرضت 6 جمعيات زراعية للتدمير بشكل كلي بـ21 غارة في محافظة صعدة، وتعرضت مراكز تجميع الصادرات الزراعية والتخزين والتبريد للقصف والتدمير بـ 169 غارة واستهدف 11سوقا مركزيا تجميعاً للخضار والفاكهة في عدة محافظات منها 9 أَسْوَاق في صعدة، وقصفت طيران العُـدْوَان 6 مراكز صادرات زراعية ومنفذَين للصادرات الزراعية و18 مخزناً مبرداً مع وسائل نقل مبردة، و39 سوقاً زراعية منها 28 سوقاً بمحافظة صعدة، وفي المقابل استهدف طيران العُـدْوَان أَكْثَر من 145 مزرعة دواجن في عدد من المحافظات كما تسَبّـب بنفوق الآلاف من المواشي في عدد من المحافظات.
الصيادين فرائس العدو المتوحش
العدو الذي فرَضَ حصاراً بحرياً على الشَّعْـب اليَمَني ومنع دخول امدادات الغذاء والدواء والوقود وأوقف حركة الملاحة البحرية استهدف أيضاً قطاع الثروة السمكية ليحول الصيادين إلَـى فرائس سهلة لعملياته الإجْـرَامية فبعد أَن قُتل أَكْثَر من 200 صياد تقليدي خلال عام العُـدْوَان، وفرْض على قرابة 50 ألف صياد ممارسة الصيد في المِـيَـاه اليَمَنية مستهدفاً قوارب وسنابق الصيد، فتح أَبْـوَابَ سرقة ونهب الثروة السمكية في البحر الأحمر وفي المِـيَـاه الإقليمية اليَمَنية منذ أشهر من قبل سفن الية تجرف الصيد برعاية التحالف، تقرير حديث صادر عن منظمة الزراعة والأغذية الفاو في اليَمَن اتهم العُـدْوَان بفرض قيود على حركة صيد الأسماك في السواحل اليَمَنية واستهداف قوارب الصيد في محافظات الحديدة وتعز وحجة، وأكد أَن تلك الأَعْـمَـال أَدَّت إلَـى فقدان 65% من الصيادين سبل عيشهم بالإضَافَة إلَـى 65 ألفاً من العاملين في التعبئة والتخزين والنقل لفرص أَعْـمَـالهم، وأكدت انخفاض الصيد التقليدي بنسبة 75% في تعز والحديدة، فيما بلغ الانخفاض في المحافظات الأُخْـرَى ما يقرب من 50% مقارنة مع عام 2014 م.
الشبكات العامة تخريب متعمد
وبذات طريقة ونهج العدو الحاقد تعرَّضت شبكات المِـيَـاه والطرقات والاتصالات لهجمات مماثلة، مما نجم عن تلك الممارسات العدائية خسائر فادحة، حيث ارتفعت الطرق والجسور المستهدفة وفق إحصائية حديثة صادرة عن المركز القانوني للتنمية والحقوق إلَـى 597 جسراً وعبّارة وطريقاً، وعلى الرغم من تواصل استهداف الجسور والطرق، إلّا أَن لجنة الطوارئ بصندوق صيانة الطرق أكّدت ارتفاع الخسائر الناجمة عن استهداف الجسور إلَـى 900 مليون دولار، كما أَشارت إلَـى أَن طيران العُـدْوَان استهدف 842 كيلو متراً طولياً من الطرق بصورة مباشرة في مختلف المحافظات بتكلفة أَضْــرَار وصلت إلَـى مليارين و182 مليون دولار.
وفي ذات الاتجاه ارتفعت شبكات المِـيَـاه المستهدفة في عدد من المحافظات إلَـى 186 شبكة، بالإضَافَة لـ 19 شبكة وبرج اتصالات تعرّضت لأَضْــرَار فادحة نتيجة الاستهداف المباشر من قبل طيران العُـدْوَان السعودي الأَمريكي.
الكهرباء بدون تيار
وفيْما تجاوزت الخسائرُ المباشرة للكهرباء الـ 3 مليارات دولار بلغت الخسائر غير المباشرة الناجمة عن استمرار خروج محطة مأرب الغازية و135 محطة كهرباء عاملة بالديزل في عدد من المحافظات إلَـى مليارات الدولارات، ولذات السبب وتعرض خطوط وأبراج كهرباء مأرب الغازية للتدمير الممنهج من قبَلِ العدو وتوقف المحطة منذ الـ 14 من إبريل الماضي حتى اليوم تضرُّر مختلف القطاعات التي تمثل الكهرباء أحد أَهمّ مدخلات الانتاج ابتداء بالمصانع والمعامل الانتاجية والورش المختلفة وقطاع الفندقة والمطاعم والمستشفيات وقطاع التبريد بمختلف أنواعه والمحلات التجارية، ووفق التقديرات فَإن إجْمَـالي انفاق الأسرة اليَمَنية على الإضاءة البديلة منذ بدأ العُـدْوَان تجاوزت الـ 500 مليون دولار.
صدى المسيرة/ رشيد الحداد