قالوا عن حشود يوم الصمود
نحن هنا
د. صادق القاضي
لو بعدّاد الإخوان، فإن ما لا يقل عن “ثلاثة عشر مليوناً” من المتظاهرين خرجوا في شوارع صنعاء، يوم أمس، تنديداً بالعُـدْوَان في الذكرى الأولى للعاصفة.
لكن القضية ليست للمزايدة، والغرور بالتكاثر، إنها ليست كمية بل نوعية، هذه الحشود الشعبية خرجت لتقول للعالم: نحن هنا، الحقيقة التي تتعمد قوى محلية وإقليمية ودولية وأدها أو إغفالها أو تجاهلها..
ومع ذلك كانت تلك الحشود الجماهيرية هائلة، وأكثر من هائلة، بمعايير السياقات السياسية والأمنية والمادية المحدقة.
مئات الآلاف من الكوادر الوطنية المسحوقة المكافحة المهددة.. تركت معاقل الحذر، واحتشدت على سواعد الخطر، وبرهنت أنها أكبر من الخوف والعوز والأراجيف والتهديدات والمراهنات المحبطة.
عامٌ كامل من القصف الوحشي، والحصار الخانق، لم يخمد جذوة الإرَادَة الشعبية الجامحة، ولم يطفئ وهج الحرية والتحدي والإقدام الجبار في مهج هذا الشعب المستحيل.
مهرجانات صمود وتحدي بعثت برسائل قوية إلَـى كُلّ الجهات، وعلى كُلّ المستويات:
-هنا الشعب الـيَـمَـنيّ، السهل على السلام، والممتنع على الحرب، قوى وطنية لا يمكن دحرها بالعمليات العسكرية، وجموع شعبية لا يمكن تجاهلها في العمليات السياسية.
-قامات شامخة لا يمكن القفز عليها بأي مؤامرة، وأرقام صعبة لا يمكن إغفالها في أية معادلة..
-من يملك هذا الكم من الإصرار والتحدي، وهذا النوع من القضايا والطموحات.. سينتصر، لأنه لا يملك إلا أن ينتصر لوجوده وكينونته ووطنه وللأجيال القادمة.
+++
كان طوفاناً بشرياً لم يسبق للـيَـمَـن مثيلة أبداَ
عبد الناصر سرحان
بالسبعين والروضة.. رغم المؤامرات على الوطن إلا أن الشعبَ الـيَـمَـنيّ العظيم أثبت صمودَه ضد العُـدْوَان السعودي الغاشم وبرهن قوتَه وتلاحمه.
+++
يومٌ سيغير مجريات المستقبل
عصام المشمر
بحياتي وأظن بحياة آبائي وأجدادي كلهم لم يشهد العالم، حد علمي، حشوداً بهذه الكثافة والنشاط والإيمان بما تقوم به. كان يوماً حافلاً حاشداً كثيفاً، زاخراً. يوماً يستحق صنعاء وتستحقه هي. يوماً سيغير مجريات المستقبل بكل تأكيد.
++++++
هكذا تكون ثمرة الصمود وجدوائية الصبر
عدنان العرجزي
هو يوم اللعنة على الحرب والعُـدْوَان على الشعب الـيَـمَـنيّ، السهل على السلام، والممتنع على الحرب..
هو اليوم الَّذِي أثبت فيه الشعب أنه المنتصرُ على العُـدْوَان السعودي..
هو يومُ الصمود على 12 شهراً من حربٍ عاهرة وتواطؤ دولي..
خرجت الجماهير في صورة باذخةً في حشدها ليثبتوا أنهم ما زالوا على قيد الحياة، بعد 360 يوماً من الجرائم بحقهم في كُلّ محافظات الـيَـمَـن..
اليوم هو يوم الرفض للوحشية السعودية وتحالفها وجحافلها وللشرعية ودعارتها الذين باعوا الـيَـمَـن والـيَـمَـنيين..
يومٍ سقطت فيه النخب الإخوانية واليسارية والاشتراكية والقومية.. وقادتهم الخسة والدناءة إلَـى بيع أهلهم ووطنهم..
يومٍ نهض فيه الشعب من تحت الركام.. متقدم بخطى ثابتة.. من عاصمة العواصم صنعاء الآباء..
اليوم هو اليوم الذي أبى “الوطن” إلا أن يكون لشعبه، وأيضاً الشعب أبى إلا أن يكونَ لوطنه..
فـ سلام عليك..
وعلى شهدائك..
وعلى تضحياتك.
++++
حضورٌ فاق حجمَ المكان
أمة الملك الخاشب
جهود جبارة بُذلت اليوم..
وحشود جبارة مذهلة.. رجالاً ونساء كباراً وصغاراً..
ولكن.
هناك الآلاف من الرجال والنساء لم يستطيعوا الوصولَ للساحة.. لتزاحم مواقف السيارات الخانق واستمروا في التدفق ومحاولة الدخول حتى نهاية الفعالية.
شاهدت دموعاً في عيون البعض عند خروجي رغم أني لم أتمكن من دخول الساحة، وهن لم يوفقن في الدخول ولسان حالهن يقول: جئنا نسابق المسافات الطويلة لنلبيَ دعوةَ القائد. ولكن عجزنا عن الوصول..!!
فخاطبتهن: على رسلكن. لا تحزن. قد كتب اللهُ لكُنَّ تلبيةَ الدعوة.
بصراحة الحشود التي لم تستطع الدخول ظُلموا في التصوير.. وكانوا متفرقين.
ويا ليت مرة ثانية. يتم اختيارُ مكان يجمع الناس جميعاً.
وفي نفس الوقت شعرت بالفخر كوني أنتمي لهذا الشعب العظيم.. وأحيي خروجَ كُلّ أَبْنَـاء الـيَـمَـن صباحاً وعصراً.. طالما وخروجُهم كان من أجل الـيَـمَـن.. ولإيصال رسالة قوية لقادة العُـدْوَان أن الـيَـمَـنيّين لا زالوا حاضرين.. وصامدين ومستعدين للمواجهة إلَـى ما لا نهاية.
++++++++++++++
يومُ الحج إلَـى الوطن
عبدالقادر حسين
لم تستطعْ عدسة الكاميرا أن تجمَعَ الحشود في صورة واحدة، إنه يوم الحج إلَـى الوطن، اجتمع فيه كُلّ الـيَـمَـنيّين بمختلف انتماءاتهم السياسية والجغرافية، مؤكدين على استمرارهم في مواجهة العُـدْوَان السعودي الأَمريكي.
– لكم أن تتخيلوا أن هذه الحشودَ المليونية تهتفُ بصوت واحد (الموت لأَمريكا).. إنه التحرر الأعظم.