عامٌ من العدوان ..لم نواجه فيه السعودية وحدها و إنما واجهنا العالم…
بقلم / عبدالمنان السنبلي
قال لي وقد بدأ العدوانُ شنّ غاراته على حين غرةٍ منّا منتصف ليلة السادس و العشرين من آذار : هل سنصمد في وجه هذه العاصفة العالمية ؟!
قلت له : نعم سنصمد و ننتصر ..
قال : كيف و أنا أرى العالم كله و كأنه قد رمانا عن قوسٍ واحدة، و نحن كما تعلم اليوم في أضعف حالاتنا – إنقسامات سياسية و صراعات داخلية و جيشٌ تم كشف جميع أوراقه و أسراره بعد أن تم تفكيكه بدعوى هيكلته و إقتصاد منهك و نسيج إجتماعيٍ شبه ممزق بفعل ما خلّفته أحداث الربيع المزعوم ؟!
قاطعته و قلت : لو حسبها أجدادنا مثلك لما إنتصروا في اليرموك و القادسية و دخلوا العراق و الشام و لا فتحوا فارس و مصر و شمال إفريقيا، فموازين القوى يومها كانت كما تعلم لصالح غير المسلمين بعشرات الأضعاف عُدّةً و عتاداً !!
يا صديقي نحن لم نعتدي، و لكنهم هم من إعتدى علينا كما ترى الآن، و لذلك فنحن بالدفاع عن أنفسنا و أرضنا و كرامتنا لاشك أصحاب حقٍ و قضية عادلة ..
قاطعني مبتسماً و قال : لا تتفآئل كثيراً ..
قلت له : يا عزيزي من خلال ما أخبر به رسول الله ( ص ) من أن الله قد جعل له في أهل اليمن مدداً إلى قيام الساعة، فإن ذلك يزيدني يقيناً و ثقةً و تفآئلاً من أننا سننتصر بإذن الله إذ لا ينبغي لمدد رسول الله ( ص ) أن يُهزَم أو يُقهَر…
قاطعنا للأسف صوت إنفجارٍ ضخم حسبناه بجوارنا منهياً حديثنا هذا، ثم إفترقنا نبحث عن خبر ذلك الإنفجار…
و اليوم و قد أكملنا السنة الأولى منذ بدأ العدوان شن غاراته و رغم ما أرتكبه من جرائم حرب و مجازر وحشية بحق شعبنا اليمني العظيم ناهيك عن مادمره من بُنَىً تحتية و منشآت و مزارع و مصانع و معالم أثرية و غيرها من المرافق الحيوية الهامة، مازلت أنتظر بفارغ الصبر أن ألتقي بصديقي ذلك لنستكمل حديثنا السابق ولكن بمعطيات اليوم من الصمود و التحدي التي أظهرها شعبنا اليمني العظيم في وجه تحالفٍ يضم في جنباته دول العالم كله بشكلٍ او بآخر…
سأسأله عن شعوره اليوم و قد رأى ما راه من صمودٍ إسطوريٍ و إستبسالٍ ليس له مثيلٌ في التاريخ جعل من المعتدي الغازي المدجج بأحدث ما توصل إليه عقل الإنسان و يده من عتادٍ و سلاح إضحوكة العصر و مسخرة الزمان ..
و سأخبره عن قرابين الشهداء التي قدمناهم لعيني هذا الوطن الكريم و عن جيشنا اليمني العظيم و لجاننا الشعبية المرابطة و عن بطولاتهم و أساطيرهم التي سطروها و قد تصالحوا مع الموت لا يخشون إلا الله و حده
و سأخبره أيضاً عن أولئك المنتفعين الذين تقاطروا مع بداية العدوان كما يتقاطر الذر إلى عواصم دول العدوان مباركين و مؤيدين كيف حالهم اليوم و قد رأوا من راهنوا عليهم أن يُعيدوهم سالمين غانمين و متخمين بما جنوه من أموالٍ و عطايا إلى مُلكٍ ضيعوه بإيديهم و مكانةٍ خسروها ببيعهم الوطن و قد باعوهم و تجاوزوهم كما باعوا هم أنفسهم الوطن و تجاوزوا الشعب و الكرامة، و كيف أصبحوا ينتظرون قرار الإستغناء عن خدماتهم و ترحيلهم و قد بات و شيكاً جداً ..
و لن أنسى أن أخبره بالطبع كيف أن المعتدين رضخوا و طلبوا السلم و المفاوضات بعد أن أدركوا جيداً خلال عام من العدوان أننا قومٌ أولو قوةٍ و أُولو بأسٍ شديد…
و كيف لا نكون أُولي قوةٍ و أُلي بأسٍ شديد و قد واجهنا بمفردنا العالم صموداً و تضحيةً و فداء…
فسلامٌ عليك أيها الوطن الصامد و سلامٌ عليك أيها الشعب العظيم و سلامٌ عليكم أيها الشهداء الخالدون و قد سقيتم بدماءكم الزكية هذه الأرض فأنبتت صموداً و نصراً… و على الباغين تدور الدوائر… .