الكاتب اللبناني ناصيف ياسين : اليمن بصموده الأسطوري سيحدد مصير كل العرب
متابعات / سبأ
أكد الباحث والمحلل السياسي اللبناني ناصيف ياسين أن الصمود الأسطوري الذي أظهره اليمنيون في وجه ما يتعرض له من عدوان عسكري شرس سيحدد مصير العرب .. مشيداً بقدرات اليمنيين التي أبهرت العالم على وضع النظام السعودي وحلفاءه وأتباعه عند حدود عجزهم وجعلهم صاغرين أمام إرادته وصموده.
وقال الباحث اللبناني في مقال نشرته صحيفة (الوحدة) ان اليمنيين وبعد مرور عام كامل على العدوان العسكري الغادر الذي فجره آل سعود، إستطاعوا الاعتماد على انفسهم في درب ذات الشوكه والنفس الطويل للصمود والمقاومة وبما يليق بتاريخ بلادهم وامجادهم عندما كانت مقبره الاناضول أيام عز السلطنة العثمانية.
وأكد الكاتب فشل العدوان السعودي – الامريكي على اركاع الشعب اليمني على الرغم من استعماله لأشرس ما في ترسانته من أساليب القتل الإباديّ الجماعيّ والتدمير المُمَنهج الذي يستهدف كل أنواع الحياة فيها.
ولفت مقال الكاتب الى ما ظنه النظام السعودي واهمين بأنّ أسبوعين او ربما شهرين على الأكثر كافيَيْن لتكون مقاليد اليمن كاملةً بين أيديهم .. مشيراً الى انهم ومن اجل ذلك لم يتورّعوا عن استعمال أقذر الوسائل والأساليب لتحقيق مآربهم .
واوضح في هذا الصدد قائلاً “فجيشهم الذي لم يعرف مرةً في تاريخه طريقه نحو العدو الصهيونيّ في فلسطين المحتلة توجّه بكلّ قطاعاته وطاقاته بمساندةٍ من الجيش الإماراتيّ – بدايةً – لضرب اليمن ، متحالفًا مع عصابات الإرهاب التكفيريّ التي كانت قد استقرّت في حضرموت ، وأُفسِحَ لها المجالُ ، بالتّمدّد ، حتى الوصول إلى عدن ، مع محافظاتٍ أخرى، تساندها عناصر (بلاك ووتر) ، وغيرها من العصابات الكولومبية ، ومرتزقة الإرهاب العسكريّ العالمية ” غُبّ الطلب” .
واضاف لكن آمالُ المقاومين لم تخب “فقد استطاعوا المواجهة الناجعة على كلّ الجبهات .. بل إنهم دخلوا عميقاً في مناطق نجران وجيزان وعسير التي كان آل سعود قد اغتصبوها منهم عنوةً وألحقوها بمملكتهم عام 1934 بطريقة قهريّة” .
كما أكد المحلل السياسي اللبناني ناصيف ياسين ان اليمنيين “أثبتوا رغم كلّ المآسي التي تُحيق بشعبهم أنهم قادرون على النصر والتمسّك بزمام المبادرة والحفاظ على العاصمة بما لها من رمزيةٍ لكلّ الوطن”.
واوضح ان إثبات المقاومين قدرتهم في مواجهة العدوان وتطويرهم الناجع في التّحمّل وتسديد الضربات الموجعة المُبَرمجة في مختلف المواقع، وضع السعوديّين وحلفاءهم وأتباعهم عند حدود عجزهم، ما دفعهم إلى تبادل الإتهامات فيما بينهم في أسباب الخسارات والعجز المتلاحق فظهرت صورتُهم داخلياً وخارجياً .
وبين في هذا الصدد ان ذلك اكد لدى المُنادين بانفصال الجنوب اليمنيّ عن شماله سرابُ تحالفهم مع الحلف السعوديّ – الأمريكيّ، وظهرت (القاعدة ) ومتفرّعاتها هي صاحبة اليد الطولى في عدن إضافةً لما كان معها من مراكز سابقة .
كما ظهر الصراع الخفيّ بين السعودية والإمارات العربية المتحدة حول تقاسم نفوذ سيطرتهم داخل المحافظات اليمنية إلى العلن وأمسكت الرياض بورقة هادي وأبو ظبي ببحّاح .
واوضح ان ذلك الثبات والصمود الذي ابداه اليمنيون جعل النظام السعودي بعدما اعتلى رأس الشجرة يتنازل في مطالبه صاغراً أمام ارادة الشعب اليمني وعضّه على الجراح وصموده الذي أبهرها قبل الجميع .
وختم الكاتب والمحلل السياسي اللبناني ناصيف ياسين مقاله بالاشارة الى ان اليمنيين كانوا فأل خيرٍ للنبيّ في إنبلاجِ فجر الإسلام حتى قال فيهم (أتاكم أهلُ اليمن هم أليَنُ أفئدةً وأرقُّ قلوبًا …الإيمانُ يَمان ، والحكمة يمانية ، هم منّي ، وأنا منهم ، وهو شرفٌ ، واللهِ ، عظيم) .
وأكد قائلاً “لا عجب والحالُ هذه في مَن يرى أنّ جُلَّ مصير العرب اليوم يحدّده مصير اليمن .. المُنتصرة دون شكّ”.