جمر الصراع يتسعَّر في عــدن: «حقل ألغام» يترقب انفجاراً
متابعات/
تتسعر نار على جمر الصراعات التاريخية وتفرز خنادق وأطرافاً متقابلة، ولا تعدم الشواهد اليومية دلالات إلى زيادة منسوب التوتر والعنف، فلا يكاد يمر يوم دون دماء وأشلاء ومفخخات وجولات اشتباك متفرقة تؤشر جميعها إلى تحشيد متبادل وتصفيات من خلفية تصفية حسابات متبادلة أيضاً، وتداخل الثنائي السعودي الإماراتي مع الثنائية المحلية في مشهد معبأ بالبارود.
المشهد يزداد تعقيداً في عدن، في ظل اتساع رقعة الفوضى الأمنية السائدة، رغم كل ما قيل عن إجراءات تتبناها قوات “التحالف” تهدف إلى احتواء تفاقمها. وتشهد المدينة هجمات دموية بسيارات ملغومة، بالإضافة إلى عمليات اغتيالات تصاعدت وتيرتها لتصبح شبه يومية، طالت العشرات من الضباط الأمنيين والعسكريين، فيما يؤكد مراقبون أن الصراع المتفاقم يشكل حلقات متصلة من مسلسل الاضطرابات الأمنية المتصاعدة التي تتوسع فيها رقعة انتشار تنظيمي “داعش والقاعدة”.
– استمرار تدفق المقاتلين.. تصاعد الهجمات على ميناء الحاويات بعدن
وشهدت ـ ولا تزال ـ منطقة خور مكسر اشتباكات وسط أنباء عن استعدادات لجولة من الصراع يرجح تفجرها في أي وقت، خاصة مع حالة الاغتيالات التي تكتسي طابع الرسائل المتبادلة بين الأطراف التي تجتهد لإحكام السيطرة على المدينة.
ويؤكد مسؤول أمني سابق، في عدن، أن الغموض يلف القريب العاجل في الواقع الأمني للمدينة، التي تشهد تصاعد الخلافات بين المجاميع المسلحة التابعة لعبدربه منصور هادي، من جهة، ومسلحي الحراك بقيادة شلال وعيدروس، من جهة أخرى، بما يكرر الصراع الجنوبي التأريخي “الطغمة والزمرة”، وإنْ أكثر تطوراً هذه المرة.
وقال المسؤول، الذي تحدث لوكالة “خبر” شريطة عدم ذكر اسمه: إن الخلافات تأتي على خلفية اعتزام إحلال قوات جديدة تم تدريبها على يد وإشراف الإمارات في إريتريا لتتسلم الموانئ البحرية والجوية والبرية، بحيث يتم إرسال المسلحين “المرتزقة” للقتال في الجبهات.
– خاص- انتكاسة برنامج إماراتي لتدريب مقاتلين يمنيين في اريتريا
ويرى المسؤول ذاته، أن ذلك سيبقى بعيد المنال؛ كون الخلافات تتعمّق.
يأتي ذلك فيما تحدثت تقارير إعلامية عن مفاوضات تتم بين عناصر الأمن التي ينخرط فيها مسلحون من فصائل حراكية، وعناصر من القاعدة حول مصير منطقة “المنصورة” التي تعتبر من أحد أهم مناطق تمركز التنظيم، وشهدت معارك عنيفة تدخلت فيها طائرات الأباتشي قبل أسابيع.
– معطيات: كواليس انعطافة في الحرب السعودية على اليمن
في السياق ذاته، قال مصدر محلي لـ”خبر”، إن مجاميع قبلية من الضالع، يجري إعدادها وتجهيزها في معسكر “جبل حديد” بعدن. ما يعكس تصاعداً للمخاوف من مواجهات دموية ستشهدها المدينة.
وكانت ثلاثة انفجارات وقعت ليل السبت 27 فبراير/ شباط 2016، بشكل متزامن في المطار/ خور مكسر، وقصر “المعاشيق” مقر إقامة حكومة هادي/ بحاح، فيما شهدت المنصورة انفجاراً ثالثاً.
وذكر مصدر أمني لـ”خبر”، أن الانفجارات ناتجة عن عبوات ناسفة وبعضها نتيجة مواجهات، بحسب المعلومات. مشيراً، إلى أن ضحايا سقطوا جراء هذه الانفجارات، ولم ترد معلومات إضافية بشأن أعدادهم.
– قوس «عدن – حضرموت» تحت سيطرة القاعدة
واغتال مسلحان مجهولان كانا يستقلان دراجة نارية، السبت، قيادياً في الحراك الجنوبي بمنطقة المنصورة ويدعى ناصر صالح المرفدي، أثناء تواجده على متن سيارته أمام مطعم الشرق الأوسط بشارع التسعين. ويعد المرفدي أحد أبرز ناشطي الحراك، المنضوي ضمن “اتحاد شباب الجنوب” ويعمل موظفاً بكهرباء يافع.
ومساء الجمعة، قال لوكالة “خبر” مسؤولان، أمني ومحلي، إن اشتباكات دارت في حي خور مكسر، بمحيط المطار لليوم الثاني على التوالي. مضيفين، أن المعلومات تشير إلى أن مجموعات مسلحة تخوض معارك دون معرفة دوافع ذلك.
وكان مسؤولان، أمني ومحلي، قالا لـ”خبر”، الخميس (أمس الأول)، إن القوات الإماراتية المرابطة في مطار عدن الدولي،استبدلت ضباطها بيمنيين خضعوا لبرنامج تدريبي أقامته “أبو ظبي”، مؤخراً، في إحدى دول القرن الأفريقي. بعد أن كانت الخطوط اليمنية أعلنت وقف رحلاتها إلى مطار عدن الدولي، في وقت سابق، لأسباب أمنية.
ومساء السبت، قالت مصادر متطابقة، إن اشتباكات وقعت بين مجاميع من المسلحين في “خور مكسر” أسفرت عن وقوع إصابات.
وكالة خبر