أمريكا وإبادة الشعب اليمني .. بقلم / جمال الأشول
إن العالم الذي يشاهد جرائم الإبادة الذي يرتكبها العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني منذ أكثر من 11 شهر ، ويرى مظاهر الدعم الأمريكي لتنظيمات إرهابية كالقاعدة وداعش لقتال اليمنيين وتمزيق اليمن في الوقت الذي تعربد الطائرات على مدار الساعة وتقصف كل شيء من بنية تحتية ومدارس ومنشآت وأحياء سكنية وكل مقومات الحياة ، إضافة إلى الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه ، في الوقت الذي تتشدق به أمريكا برعايتها للديمقراطية وتشن عدواناً على الشعب اليمني المستضعف بدعوى حفظ السلام العالمي حماية حقو الإنسان ، وليس صعباً على ذي بصر أو بصيرة أن يدرك بأن أمريكا تنصب من نفسها شرطياً كونياً لها الحق أن تصنف الشعوب والأنظمة السياسية ، ولها الحق في الدفاع عن مصالحها التي تحددها حجماً ونوعاً ، حيثما يستوجب الحال أستخدامها للقوة ، بإعتبار أن القوة العسكرية هي الوسيلة الكفيلة بإبقاء الولايات المتحدة مؤهلة لقيادة العالم بأقل كلفة ممكنة وفقاً للقاعدة القائلة ” إن من يمتلك قوة أكبر يذرف دموعاً أقل ” ولأن أمريكا تعطي لنفسها هذا الحق الإلهي للتدخل في شؤون الدول وتدمير الشعوب وتمزيقها ، ترسم خرائط جديدة للأوطان ، وتنصيب أنظمة تابعة لها ومؤتمرة بأمرها ، لكن الشعب اليمني أسقط معتقد أمريكا الذي تعطي نفسها هذا الحق في التدخل في ثورة 21 سبتمبر والتي أسقطت مشروعها الإجرامي الذي مارسته على الشعب الجريح منذ أعوام طويلة ، وإسقاط الفار هادي ونظامه المرتهن لها و بأوامرها ، إضافة إلى دحر عملائها من التنظيمات الإرهابية وكشفها بأنها مجرد صناعة أمريكية ، وبعد أن أحست بهذا الخطر الكبير الذي يواجهها قامت بشن عدوان على اليمن تم الإعلان عنة من واشنطن في 26 مارس الماضي .
إن أمريكا هي مجرد جملة من الأجناس والألوان والفئات والعناصر المعقدة ، تحتوي وعائها من تناقضات وعلل وأوبئة ومصائب وشروخ وحماقات ، في نوازعها إمتلاك العالم وتحقيق سيادتها المطلقة عليه وقيادته من أنفه صاغراً لإرادتها .
إن الحالة التي تنفرد بها أمريكا لتحكم تسلطها على العالم وتمارس أشد أنواع البطش والإستبداد لكل الرافضين لسياسة الهيمنة ، وهذا ماتقوم به من قتل وتدمير وإبادة بحق شعب يمني مستضعف رفض الهيمنة الأمريكية هاتفاً بشعار الموت لأمريكا ، فكان أن أطلقت أمريكا لمندوببها من الدول العربية الخاضعة لها كالسعودية وغيرها أن شنوا على اليمن عدوناً لأنها خرجت عن بيت الطاعة الأمريكي، أن حملة الإبادة الكبرى الذي تشنه أمريكا عبر أدواتها وعلى رأسهم النظام السعودي الذي يعتبر أداة بيدها تحركها كيفما تشاء وفقاً لتوجيهات البيت الأبيض الذي أعلن فيه موت الروح ومصادرة الحياة وإضمحلال قيم الحب والجمال والتي برزت في المجتمع اليمني .
إن العالم لم يكتف بمشاهدة المجازر البشعة بحق الإنسانية الذي ترتكبه أمريكا في اليمن بل يقومون بتقديم صيغ تبريراً ودينياً لهذا الجرائم التي يشنها تحالف العدوان على حقوق الإنسان وللجرائم التي ينفذها بحق البشرية التي لاتلتقي قيمياً وأخلاقياً مع توجهاته ، التي تعتبر أن التصدي لمثل هذا الشعب المناوئ هو واجب إنساني ، وان وقف حركة التقدم والحرية هو جزء من قوانين أمريكا الذي وجهة الغزاة إلى اليمن لمصادرة الأرض وإبادة كل ما يدب عليها من كائنات ، تلك هي الإبادة المقدسة لأمريكا التي لن تكف عن فعل الشر الذي أنطبعت علية إلا بخضوعها لإرادة الغزاة ، وهذا في اليمن غير وارد ولن يخضع الشعب اليمني للإرادة الأمريكية مهما قدم من تضحيات ، في سبيل عزته وكرامته.