نحن والعدوان الأمريكي..كشف حساب بقلم/حميد عبدالكريم دلهام
من سفارة العدوان في عاصمة العدوان أطل الجبير ليطلق إشارة بدء استهداف وقتل الشعب اليمني. لم يأت ذلك من فراغ..ولم يكن من قبيل الصدفة..بل انه -إمعانا في الأمركة- أتى مخالفا لكل أعراف و بروتوكولات الحرب والسلم، فالمعروف والمسلم به أن سفارة أي بلد لدى بلد آخر تعنى بادارة العلاقات البينية، و رعاية المصالح المشتركة، ومتابعة شؤون الجاليات والرعايا..وفي أقصى الأحوال تنسيق المواقف ، ورفع التوصيات إلى الوزارات والجهات التي تعني بالسياسة الخارجية . أما أن تحول السفارة إلى وزارة حرب، ويتقمص السفير موقع الوزير..وقائد الجيش ليعلن بدء العمليات العسكرية ، و شن العدوان فذلك شأن آخر. انه التورط الأمريكي المباشر في الاعتداء على الشعب اليمني..والأكيد أن اليد الأمريكية تلطخت بدماء الأبرياء والعزل و الآمنين من المدنيين من ابناء الشعب منذ الضربة الأولى، ولحظة سقوط أول شهيد. فالسلاح الذي تقصف به مدننا وقرانا، و يقتل الأطفال والنساء، ويهدم المنازل على رؤوس ساكنيها..ليموت من يموت، ويجرح من يجرح، ويشرد من يشرد..هو سلاح أمريكي..ومن أحدث ما أنتجته آلة القتل الأمريكية..التخطيط وغرف التحكم والقيادة، ومراكز السيطرة والمتابعة تدار أمريكيا. إحكام الحصار على الشعب ومنع دخول المشتقات النفطية وغيرها من أساسيات الحياة يجري تحت إشراف ومتابعة أمريكية وبمشاركة سفن وقطع بحريه امريكيه..كل القرارات الأممية المجحفة التي صدرت من مجلس الامن والامم المتحده ضد الشعب اليمني هي امريكيه بامتياز. افشال كل الحوارات واللقاءات اليمنية الراميه لايجاد الحلول، وعرقلة كل الجهود المبذولة لايقاف العدوان..كل ذلك جهد أمريكي واضح.. حتى الحمل السعودي الوديع تم تحويله الى وحش كاسر، وأداة أمريكيه مباشره، يتم من خلالها ضرب الشعوب التي ترتفع منها اصوات الحريه، وتشهد صحوات شعبيه عربيه اسلاميه..تعرف جيدا من هو عدو الأمة الحقيقي، وتعرف تماما كيف توجه اليه جهدها النضالي، وجهادها المقدس… ولعلنا شاهدنا، وعشنا العمليات الجراحية القيصرية الكبرى التي أخضع لها البلاط الحاكم في الرياض..حيث أفلت نجوم معهودة، وصعدت أخرى مجهولة..كحال الجبير، الوجه السياسي للعدوان، ومحمد بن سلمان، نجل الملك و يد أمريكا في الحاضر والمستقبل. وبالمجمل فان السياسة الأمريكيه تجاه المنطقة برمتها معروفة و معهودة..فمصلحتها اولا…وأمن اسرائيل ثانيا..وأي خطر يتهددهما يجب أن يضرب بيد من حديد.. في هذا السياق يأتي استهداف وقتل الشعب اليمني، الذي شب عن الطوق،وثار ضد التبعية، وخرج في مسيرات مليونيه رفضا للوصاية، والسير في ركب أمريكا وادواتها وعملائها و احلافها في المنطقة. اليوم الشعب اليمني يقتل، و يغزى في عقر داره، وتحتل بعض مناطقه..، وتدمر بناه التحتيه، ويعاد إلى الوراء لمئات السنين لأنه ارتفع منه صوت هادر محتواه الموت لأمريكا.. اليوم يحاصر الشعب اليمني ويجوع ، ويستهدف في لقيمة عيشه، وتمنع عنه أبسط مقومات الحياة..لأنه ارتفع منه صوت أقض مضجع المحتل الغاصب..القاتل النهم..عدو الأمة الحقيقي، فحواه الموت لإسرائيل.. يقصف بأحدث و أفتك الأسلحة..ويضرب بالقنابل العنقودية، والفراغيه، وبكل ما هو محرم دوليا..لأنه أنجب اشبالا لا يهابون الموت، ويحرصون عليه حرص العدو على الحياه…ان تقدموا فبعزم..وان واجهوا فبثبات..يمتلكون شده و بأس..، ويتمتعون بمعنويات مرتفعه، و روح قتالية عاليه.. ومثل هؤلاء هم من يمثلون الخطر الحقيقي على النفوذ الامريكي..والوجود الاسرائيلي.. لذلك نرى تكالبا واصرارا امريكيا على مواصلة العدوان واطالة أمده..والحاق المزيد من الأذى بالشعب اليمني..أملاً في تحقيق أهداف العدوان..وهو المستحيل بعينه..فالصخرة اليمنية أقوى وأصلب من كل المؤامرات.