الشيخ أحمد هيسان من أبرز الشخصيات الاجتماعية: هذه مديريات بمأرب تحت سيطرة الغزاة ومرتزقتهم وسنحررها مهما كان الثمن
– خطوتنا القادمة هي الحسم وتحرير مأرب مهما كان الثمن والمرتزقة والغزاة ستمرَّغ أنوفهم في التراب
– الكثير من أبناء مأرب هم في الصفوف الأمامية لكن الزخم الآن من المحافظات الأخرى سيكون “بنَكَفِنا” وبندائنا لهم أكبر
=======================
ليست قبائلُ مأرب الأصيلة ولا أبناؤها الأحرارُ من يسكُتون على الاعتداءِ السافرِ على أهلهم وأرضهم، وليست أرضَ مأرب الحضارة والتأريخ مَن تتقبل وجود غُزاة أو مرتزقة على رمالها الطاهرة.
واجتماعُ يوم الخميس الماضي لقبائل ووجهاءِ ومَشَايخ مأرب كان التحذيرَ الأخيرَ للغزاة والمرتزقة بالابتعاد عن أرضهم، ما لم فإن بُركان الغضب سيجرِفُهم.
عن هذا الاجتماع وما أسفَرَ عنه وعن حقيقة ما يدورُ في أرضِ مأربِ التأريخية كان لصحيفة “صدى المسيرة” هذا الحوارُ مع الشيخ أحمد هيسان.. إلى الحور.
حوار/ زكريا الشرعبي
– بدايةً من الاجتماع الطارئ الذي عقدته قبائلُ مأرب يوم الخميس الماضي وإعْلَان عملية تحرير مأرب.. بصفتك أحد كبار الشخصيات الاجتماعية بمأرب.. ما جدوى هذا الاجتماع ولماذا تأخر؟
تكمُنُ أَهميّة هذا الاجتماع أنه كان إعْلَاناً للعالَم أن أَبْنَـاء مأرب بلغ استياؤهم من تدنيس أرضها التأريخية من قبل المحتلين، ويسوءُهم من أول الأمر، ولكن كان لَا بُـدَّ من البقاء حتى الآن استنزافاً للعدو وطاقاته، وهو ما تم فعلاً، فقد نُصبت للأعداء الكثيرُ من المصائد، الأمرُ الذي أدَّى إلى ضعفِهم وهشاشتِهم بما هم عليهِ اليوم.
واليومَ يمكن التأكيدُ بالقول إن أَبْنَـاء مأرب قرَّروا تحريرَ محافظتهم، هذا أولاً، أما الأمرُ الثاني فإن الاجتماعَ كان استنفاراً لأَبْنَـاء مأرب وللقبائل اليمنية، وهو ما تَمَّ بالفعل، فالاجتماعُ القبليُّ وما دُعِيَ إليه يُعتبَرُ بلغة القبيلة ((نَكَف)) لأَبْنَـاء القبائل الأخرى، وقد لاحظنا استجابةَ القبائل اليمنية بحمْدِ الله لنكفنا بهم وأَيْـضاً استجابة قيادتنا السياسية زادها اللهُ عزاً وشرفاً، ولاحظنا تفاعلها.
- وماذا عن الاستعدادات.. هل سبق هذا الاجتماع اجتماعاتٌ أخرى غير معلَنة؟
في حقيقة الأمر حدث الكثيرُ من الاجتماعات، بعضها كانت معلَنةً، وبعضُها اجتماعاتٌ غيرُ معلَنةً، وكان أول اجتماع بعد مصيدة توشكا للعدو في صافر، وأنا من قال في ذلك اليوم عن أَبْنَـاء مأرب نريدُ قواتٍ أكثر لكي ندفنُهم في أرضنا ونأكُلُهم فيها وكان ما كان.
لا نريدُ أُنموذجاً مثل الذي كان في صافر، نريدُ مئات الآلاف لكي تلتهمَهم صحراءُ المحافظة، وقد التُهموا فعلاً، وما نشر ليس إلا مجرد القليل مما عانوه ومما خسروه، وقد حدث لهم ما حدث من الهزات والانسحابات بعد أن درّبوا الآلاف المؤلّفة وموّنوهم بالمال وأتوا بهم، فهذا لواءُ حميد الأحمر، وهذا لواءُ ذياب الجبلي، وهذا لواء الشدادي، التهموا كما التُهم مستخدموهم، وكانت البؤرة الأخيرة التي التُهموا فيها هي ملح والفرضة، ولا يُطاقُ تصوُّرُ ما حدث فيها، فقد بلغني من مصادرَ مؤكدة أن ما سلّمه المجاهدون للصليب الأحمر من جثث المرتزقة هي 242 جثة من غير الذين قُتلوا في الشعاب.
– كيف تقيّمون مشارَكةَ القبائل وتفاعلها في الحضور مع هذا الاجتماع والاستعداد للتوجُّه إلى جبهات القتال؟
هناك مديرياتٌ تحت سيطرة الاحتلال، وبعضُ مشايخها مُشتراة بأموال السعودية والخليج، غير أن المديرياتِ المقاوِمةَ للعدوان حاضِرةٌ كلها مديريات بني جبر وبعض مديريات الجدعان ومديرية مراد.
– ما نسبةُ المناطق وَالمديريات التي تقعُ تحتَ سيطرة الغزاة ومرتزقتهم في مأرب؟
المديرياتُ التي تقعُ تحتَ الاحتلال أقلُّ من نصف مساحة مأرب، ولكني لا أقولُ إن نصفَ أراضي مأرب مع الاحتلال، فهناك مثلاً مديرية الوداي (وادي عبيدة)، هي الحاضِنة فيها الكثير من الأحرار الشرفاء المقاومين للاحتلال، وفيها الكثيرُ من الأصوات التي ترتفعُ الآن رغم أنف العدو ومرتزقته وعلى سبيل المثال:
بن معيلي ضدَّ الاحتلال بقومه، وأَيْـضاً بن جلال بقومه، والأشراف كذلك، ولكن ظروف معينة جعلتها هي حاضنة الاحتلال؛ لأنها حاضنة الإصلاح أصلاً.
– هل مَن يقفُ مع الغزاة الآن في تدمير الوطن من أَبْنَـاء مأرب قبائل بكاملها أم مجرد أفراد؟
قبيلةٌ كاملةٌ لا، هناك مشايخُ وهناك أفراد وهُم أتباعُ المادة، وهناك مشايخ ولكنهم المعتمدون في حياتهم على المادة التي تُصرَفُ لهم من السعودية، ولا يريدون أن يتركوها، غيرَ أن هناك مشايخَ كانت لهم رواتبُ من السعودية، ولكنهم أحرار شرفاء، على سبيل المثال الشيخ محمد علي بن سالم طعيمان الجهمي يُعتبر من أكبر قيادات الإصلاح وله راتب من السعودية ولأبيه أَيْـضاً راتب لكته ترك راتبه وراتب أبيه وهو الآن في الصفِّ الأمامي للمواجهة وغيره كذلك، وأما هؤلاء فهم عائشون على الدعم السعودي.
– في اجتماعكم الأخير وجّهتم دعوةً لهؤلاء المرتزقة بسرعة البحث لهم عن مخرج.. ماذا لو لم يستجيبوا؟ وكيف ستتعاملون مع مَن ترك جبهات القتل بعد هذه الدعوة وعاد إلى منزله؟
أنا من ألقى الكلمةَ في الاجتماع وقلت لهم بالحرف الواحد: أنصحُكم أن تبحثوا لكم عن مخرج، إن سمعتم نصيحتي فلتقبلوها وإن لم تسمعوها فافعلوا ما تفعلوا، فنحن قادمون والله لن تستطيعوا أمامَنا ثباتاً ولن تستطيعوا الصمود.
أما من استجاب لهذه الدعوة فسنترك هذا القرارَ للقيادة السياسية التي ناشدناها ألا تأخذَها بخائن ولا عميل رأفةٌ ولا رحمةٌ، ولا نريدُ في هؤلاء الذين خانوا وطنهم أكثر من شرع الله والقانون فقط وللشرع للقانون حكمُه في هؤلاء.
- منذ بداية العدوان والبعض يزايد بموقف أَبْنَـاء مأرب ويزعُمُ أنهم رحَّبوا بالغزاة إلى أرضهم لاستعادة الشرعية المزعومة للفار هادي.. كيف يتقبَّلُ الشيخ أو المواطن المأربي وجود الغُزاة وقتَلة اليمنيين على أراضيهم؟
مَن يزعُمُ بهم العدو هم مرتزقتُه المشترون بالريال السعودي، أما أَبْنَـاء مأرب مَن لم تؤثر بهم الأموالُ فيقولون للمعتدي الغازي وللمرتزقة الباقِيْن: سترَون أَبْنَـاء مأرب في الميدان، وتعرفون أَبْنَـاء مأرب عندما يُمَرِّغون أنوفَكم بالتراب، وعندما تُستأصلون وعندما تُطرَدون ويُستأصل عملاءَكم من مأرب.
- إلى ماذا إذن يهدف العدو بالسيطرة على مأرب واتخاذها منطلقاً لعملية غزو اليمن؟
أَهميّةُ مأرب الاستراتيجية أنها حدودية بالنسبة للسعودية وقريبة من السعودية؛ ولأنها غنية وفيها الكثير من الثروات، والسعودية تستميتُ على أن تسيطر على هذه المحافظة في السابق سياسياً، والآن سعَت في محاولة سيطرتها عليها بالأموال؛ ثم لأنها حاضنةٌ للإصلاح، وكما نعرف ليس هنا من مناطق حاضنة للإصلاح إلا مأرب وتعز، فمأرب بحكم اهتمام التيارِ الوهابي والإخواني بها وإرْسَـال المدرّسين وأخذ الطلاب من أَمَدٍ طويل مضى ويريدُها الخليج مصدراً لتصدير الوهابية.
- هل تستطيعون تحديدَ وقتٍ محدَّدٍ لعملية تحرير مأرب؟
لا نستطيعُ تحديدَ موعد المدة ولكن هذا يخضَعُ لطبيعة المعركة والخطط الاستراتيجية لها.
- بصفتك أحدَ كبار مشايخ مأرب المشارِكة في هذا الاجتماع.. ما هي الخطوة التالية؟
الخطوة التالية هي الحسم والتقدُّمُ مهما كان الثمن حتى تحرير مأرب.
- في ظلِّ معرفتكم وتقديركم لإمكانيات قوات الغزو.. ما هي الإمكانياتُ التي ستقدمها قبائل مأرب لعملية التحرير هذه؟
دعني أقول لك إن الكثيرَ من أَبْنَـاء مأرب هُم في الجبهات وفي الصفوف الأمامية، وما سيجري الآن هو تنفيذُ الحسم، وكما أسلفنا المقاتلون هم في الجبهات، ولكن الزخم الآن من المحافظات الأخرى سيكون بنكفنا وبندائنا لهم أكبر.
- ما هي الرسالةُ التي يَوَدُّ الشيخُ أحمد هيسان توجيهَها من خلال صدى المسيرة؟
الرسالةُ التي أرغَبُ أن أوجِّهَها وإن كان قد سبق توجيهُها هي إلى عُمَلاء العدوان، وَأقول لهم: نحن قرَّرنا تحريرُ مأرب وقولنا هو قولُ مَن لم يقولوا ما لم يفعلوا. وأقول لهم: إذا قلنا سنحرر مأرب فيقيننا بتحرير مأرب هو كيقيننا بوحدانية العزيز الجبار. وأقول لهم: عارُها وشنارُها وخزيُها الأبدي عليكم لا يطاق ولا يتصور.. أنصحُكم أن تفكّروا في هذا ألف مرة من الآن؛ لأنكم لن تجدوا مفراً من هذا؛ ولأن السعودية ذاتَها لن تجد لنفسِها منا مفرّاً أو مهرباً.. لا يغرَّنَكم أننا في الحادي عشر شهراً الماضية اقتصرنا على استراتيجية الدفاع، هو تكتيكٌ عسكريٌّ، نحن لسنا مستعدين للدفاع فحسب، نحن معدّون أنفسنا لأخذ ثأرِنا من آل مردخاي ومَن مع آل مردخاي، آل مردخاي لا يستطيعون أن يَنجوا بأنفسهم منا فكيف لهم أن يُنجوكم أنتم؟
عناوين جانبية
– أَهميّة مأرب الاستراتيجية أنها حدودية للسعودية وفيها الكثير من الثروات والمملكة تستميت في السيطرة عليها
– حدثت اجتماعات كثيرة لقبائل مأرب بعضها معلَن والبعض الآخر غير معلن وكان أول اجتماع بعد مصيدة توشكا للعدو في صافر
– ملح وفرضة نهم كانت البؤرةَ الأخيرةَ للغزاة والمرتزقة، وما حدث فيها لا يطاق لهم، والصليب الأحمر تسلم 242 من جثثهم
++++++
وجهوا رسالة أخيرة للمرتزقة قبل أن يطالهم غضب الجيش واللجان الشعبية
قبائل ووجهاء مأرب في لقاء موسّع لهم بصنعاء يعلنون حملة تحرير المحافظة من الغزاة والعملاء
صدى المسيرة- صنعاء:
عقد مَشَايخُ وقياداتُ وأعيانُ محافظة مأرب، صباحَ الخميس الآنف بالعاصمة صنعاء، لقاءاً تشاوُرياً طارئاً؛ لمناقشة مجريات الأمور في مأرب وتحرير مركَز مدينة المحافظة من الغزاة وأعوانهم من المرتزقة والعملاء.
وأعلن أبناءُ وقبائلُ مأرب، في لقائهم الطارئ الذي انعقد تحت شعار «مأرب التأريخ تقهر الغزاة» برئاسة محافظ مأرب الشيخ أحمد عبدالله مجيديع، عن انطلاق حملة تحرير مدينة مأرب ومعالمها التأريخية وتخليصها من أيدي الغزاة وأعوانهم من العملاء..معلنين براءتَهم من كُلّ العملاء والخونة.
كما أكّدوا وقوفَهم إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل اليمنية والشعب اليمني لحسم المعركة وفاءً للوطن ولدماء الشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن مأرب التأريخ والحضارة.
وإذ وجّه المجتمعون رسالةً أخيرةً إلى لفيف القبائل التي استأجرها العدوانُ للمقاولة ورفع أعلامه على مرتفعات المدينة، سُرعة مغادرة مأرب قبل أن يطالَهم غضَبُ الجيش واللجان الشعبية والرجال الشرفاء وينالهم ما لا تُحمد عقباه، عبّروا عن أملهم في أن يستوعبَ العملاءُ والمرتزقةُ هذه الرسالة.. داعين أبناءَ محافظة مأرب ومَن تربطُهم أواصر القُربى والصحب واللحم والدم، عدَمَ إقحامِ أنفسهم في معركة خاسرة في مواجهة الشعب.
وأقر اللقاء التشاوري لأبناء وقبائل مأرب، تشكيل لجنة لمتابعة ما جاء في بيان الصادر عن اللقاء، تتكوَّنُ من محافظ مأرب الشيخ أحمد عبدالله مجيديع وعدد من المَشَايخ والوجهاء والقيادات بالمحافظة إلى جانب قيادة الجيش واللجان الشعبية وممثلو القبائل والشعب اليمني.
+++++++++++++++++++ ++++++
الجماهيرية المحتشدة في مسيرة “تحرير الوطن مسؤوليتنا جميعاً”:
حاضرون مع قبائل مأرب كتفاً بكتف لتطهير المحافظة من الغزاة ومرتزقتهم
صدى المسيرة- خاص
خرجت جماهيرُ الشعب اليمني، عصر أمس الجمعة، في مسيرة حاشدة تحت عنوان :(تحرير صنعاء مسؤوليتنا جميعاً).
وطالب عشراتُ الآلاف من المواطنين المحتشدين في شارع مأرب بالعاصمة صنعاء، بسرعة الحسم وتحرير محافظة مأرب، مؤكدين أن تحرير كُلّ شبر في الوطن من الغزاة والمحتلين مسؤولية كُلّ مواطن يمني.
ولبَّـت الجماهير المحتشدة، نداءَ قبائل محافظة مأرب في لقائهم الموسع، والذي أُعْلِن فيه النفير العام لتحرير مدينة مأرب، مؤكدةً وقوف أحرار الشعب اليمني وقبائله إلى جانبهم لحسم المعركة وتطهير محافظة مأرب وجميع المحافظات من المحتل الغازي ومرتزقته.
وحيّت المسيرة في بيان صادر عنها، أبطال الجيش واللجان الشعبية وأبناء القبائل الشرفاء، لما يحققونه من انتصارات في ميادين العزة والشرف في مختلف الجبهات.
وإذ أعلن المحتشدون استمرارَهم في دعم الجبهات بالمال والرجال حتى تحرير كامل للأراضي اليمنية، طالبوا بفتح باب التطوع للالتحاق بمعسكرات التجنيد للمشاركة في أداء الواجب الوطني المقدس في الدفاع عن الوطن لصنع الانتصار القادم.
كما أكد المحتشدون أن لا خيار لهم إلا الاستمرار في الصمود والدفاع عن السيادة حتى ينال الشعب اليمني حريته وسيادته وتحرير كُلّ شبر من الغزاة والمحتلين وعملائهم.