كل ما يجري من حولك

تأريخٌ حافلٌ بالإجرام حول العالم وتستمر أمريكا بقتل الشعب اليمني ( رصد كامل لجرائم أمريكا في العالم )

471

متابعات../ تقرير

خلالَ القرن الماضي وحتى يومنا هذا، لا تمُــرُّ سنةٌ دون أن تتدخَّلَ الولايات المتحدة الأَمريكية في الشؤون الداخلية لدول العالم وتتحرك عسكرياً ضد الحركات أَوْ الثورات المناوئة لها.

وتكرَّسَ التدخل الأَمريكي في دول العالم كله تحت شعارات مختلفة، فتارة ترفع أَمريكا شعار “الدفاع عن الديمقراطية”، وأحياناً شعار “صد الخطر الشيوعي، كما رفعت أَميركا شعار “إمبراطورية الشر” في بداية الثمانينيات ضد ثوار الساندنيستا في نيكاراغوا، و”الحرب على الإرْهَـاب” بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001، ثم شعار مواجهة “محور الشر” ويعني العراق وإيران وكوريا الشمالية، ثم أَخيراً وليس آخر شعار نشر وتوطين الديمقراطية بما يسمى بمشروع الشرق الأَوْسَـط الكبير.

والمتتبعُ لمسار السياسية الخارجية الأَمريكية يستنتج الحقيقة الدامغة وهي أن التدخلَ في السياسة الداخلية للدول الأُخْـرَى هو نموذج أصيل في السياسة الأَمريكية.

وعقب كُلّ ثورة في العالم لا يتبنى أحرارُها السياسَة الأَمريكية تسارع واشنطن للتدخل مباشرة في قمعها، ومن أبرز هذه الثورات التي وقفت واشنطن حائط صد ضدها الثورة في الهندوراس عام 1905، وتدخل القوات الأَمريكية في الثورة في جمهورية الدومينيكان عام 1907، وقمع الثورة المناهضة للولايات المتحدة في الفلبين عام 1911.

وهذه فقط نماذج للتدخل في قمع الثورات في العالم خلال القرن العشرين، مع أن القرن الماضي كان قرن احتلال وغزو أَمريكي لمعظم دول العالم، بما فيه الصين وروسيا والفلبين وبنما وغيرها من دول العالم.

وللولايات المتحدة الأَمريكية أساليبُ متعددة في التدخل في شؤون الدول الأُخْـرَى، فتارةً تلجأ لدعم الانقلاب العسكري، وتارة تعمد إلَـى التدخل المباشر عسكرياً.

ومن أمثلة الانقلاب العسكري: سوهارتو في إندونيسيا عام 1965 الذي وصل للحُكم بعد انقلاب دموي شهد مصرع ما يقارب المليونين من الفلاحين الفقراء في إندونيسيا.
أيضاً من أهم أمثلة الانقلاب العسكري نجدُ انقلابَ الجنرال أوجستو بينوشيه ضد الرئيس الشيلي سلفادور إييندي عام 1973، الذي أدَّى إلَـى مصرع الرئيس ومقتل الآلاف من المواطنين الشيليين والأُورُوبيين وحتى الأَمريكيين في “إستاد الموت”. وكان ذلك من أجل تغيير الحكومة اليسارية في شيلي.
والأمثلةُ على الانقلابات العسكرية التي دبرتها المخابرات الأَمريكية في كُلّ قارات العالم لا تعدّ ولا تحصى، بل إن المنطقة العربية شَهِدت العديد من تلك الانقلابات ومحاولات الانقلاب على الأنظمة التي كانت تعتبرُ في هذا الوقت أنظمة معادية، وفقاً لمبدأ فوستر دالاس “من ليس معنا فهو ضدنا”!!. وأشهرها كما يعرف العراقيون انقلاب 8 شباط 1963 الذي اعترف فيه قادةُ البعث أنهم جاءوا للحكم بقطار أَمريكي ضد توجهات الجنرال عبدالكريم قاسم الوطنية.
أما النموذجُ الآخرُ لواشنطن وهو نموذج التدخل العسكري المباشر، نجده في العديد من الدول وعلى امتداد قارات العالم كذلك.

ومن أشهر أمثلته الدومينكان.. تلك الجمهورية الصغيرة في أَمريكا الوسطى التي تشتهر بإنتاج الموز والنفط، التي حاولت في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي اتباع نموذج مستقل في التنمية، متأثرة بعض الشيء بالنموذج الكوبي الذي بدأ مع ثورة كاسترو في 1959.
وبالطبع لم تسمح الإدارة الأَمريكية بأن يكون فضاؤها الخلفي مثار الاضطرابات وموطن القلاقل، وإذا كان التدخل العسكري ضد كوبا قد فشِل في خليج الخنازير 1961 وتصاعدت الأزمة مع الاتحاد السوفيتي وقتها، فإن الدومينكان لم تكن تحظى بالتأييد السوفيتي نفسه، كما كانت المصالح الأَمريكية فيها أكبر. ولذا تدخّلت قوات مشاة البحرية الأَمريكية في الدومينكان، واحتلت سان دومنيجو العاصمة، وأطاحت بالحكومة الوطنية.
وتستحق كوبا منا وقفة.. فعلى الرغم من فشل الغزو العسكري المباشر وفشل الانقلابات المدبرة المتكررة – بل وربما بسبب هذا الفشل – وضعت الخارجية الأَمريكية بالمشاركة مع وزارة الدفاع خطة تهدف إلَـى غزو ساحق لكوبا.

وكانت المشكلة في مبررات الغزو؛ وكانت المبررات هي محور الخطة؟! ولم يكشف عن هذه المبررات إلا مؤخراً بعد 40 سنة من وضع الخطة ذاتها.
كانت المبررات هي إثارة الذعر وسط الشعب الأَمريكي عن طريق موجة من الانفجارات المزيفة والمدبّرة لكي يتم إلصاقها بكوبا، ولكي يتم تصوير كوبا في وضع من يريد غزو أَمريكا!! وتكشف الوثائق السرية التي خرجت للنور مؤخراً، عن أن واضعي الخطة توقعوا خسائر بشرية في صفوف الشعب الأَمريكي تصل إلَـى عدة آلاف نسمة، لكنهم رأوا أن هذا ثمن بخس من أجل تطهير القارة الأَمريكية من فيروس الشيوعية اللعين!

لم تنفذ تلك الخطة؛ لأن كيندي الرئيس الأَمريكي وقتها اعترض عليها بشكل شخصي، وهاله ما فيها من إرْهَـاب وفظاعة.

إلا أن نموذج التدخل لم يقتصر فقط على التدخل العسكري، فهناك أيضاً التدخل السياسي والدبلوماسي والضغط المادي، وهو ما حدث مع إيطاليا عام 1976، فبعد أن سجلت استطلاعات الرأي أن الحزبَ الشيوعي الإيطالي في سبيله لإحراز نصرٍ مدوٍّ في الانتخابات، وبعد أن خطَت سياسة الحل الوسط التأريخي – التي اقترحها زعيمه الشهير إنريكو برلنجر المسمى بأبي الشيوعية الأُورُوبية – خطوات واسعة نحو إنجاز مذهل، أعلنت الخارجية الأَمريكية صراحة أنها لن تسمح بوصول الشيوعيين للحكم، سواء في شكل ائتلاف أَوْ في شكل حكومة يسارية، بل قيل وقتها إن ثمة انقلاباً عسكرياً كان يدبّر في إيطاليا لو حدث ونجح الشيوعيون، وفشِل التدخل الدبلوماسي والمالي الأَمريكي.

ملك آل سعود.. خادم أَمريكا في اليمن

وكما سارعت واشنطن في التدخل لقمع الثورات المناوئة لها في معظم دول العالم خلال القرن الماضي، تدخلت لإحباط ثورة 21 سبتمبر في بلادنا والتي قادها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وفقدت فيها أَمريكا مصالح كبيرة داخل بلادنا.

ومن خلالِ متابعة التصريحات للمسؤولين الأَمريكيين يتضحُ جلياَ الحرص الأَمريكي على إفشال ثورة 21 سبتمبر والقضاء عليها في مهدها، لكن واشنطن تركت المجال للسعودية لقيادة التحالف وإيهام العالم بأن العدوان على اليمن هو سعودي خليجي لا علاقة لأَمريكا به سوى في الجوانب اللوجستية.
وكحال جميعِ التدخلات العسكرية، صدرت عدة تبريرات من قبل المسؤولين الأَمريكيين، والتي كانت متناقضة أَحياناً في دعم العدوان على بلادنا، فقد زعم مجلس الأمن القومي أن الغرض كان “الدفاع عن الحدود السعودية وحماية الحكومة الشرعية باليمن”، بينما أشارت وزارة الخارجية إلَـى أن الهدف هو “تعزيز التحول السياسي السلمي ومشاركة مخاوفهم بشأن الأعمال العدوانية للحوثيين”، حيث قالت في بيان يوم 27 مارس إن الولايات المتحدة دعمت مجلس التعاون الخليجي؛ لأنه “يستجيب لطلب من الرئيس عبدربه منصور هادي، وهو الرئيس الشرعي لليمن”. إلا أنه من المفترض أن إدارة أوباما لن تدعم تدخلا في مصر لتعيد رئيسها المنتخب ديمقراطياً، محمد مرسي.

ثم تدخل البيت الأبيض بثقله، حيث وضع المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز إطاراً عاماً لهدف الحملة وهو “الدفاع عن الحدود السعودية”، ومنع تأسيس فرع للقاعدة في الملاذ الآمن بشبه الجزيرة العربية.

لاحقا، غير السكرتير الإعلامي الأول، جوش إيرنست، الرسالة، حيث زعم أن الهدف كان “محاولة جمع كُلّ الأطراف، الذين وقع بينهم خلاف شديد للغاية في اليمن، حول مائدة المفاوضات لمحاولة تعزيز استقرار الوضع في البلاد”.

وفي غضون ذلك، حاول المشرعون في الكونجرس وضع إطار للمشكلة كتصنيفها كمشكلة صديق ضد عدو، حيث صرح السيناتور الجمهوري ريتشارد بور بأن التدخل كان ضرورياً؛ لأن الدول العربية “لا يمكنها السماح لإيران بتوسيع نفوذها في اليمن.. نحن نطلق عليهم الحوثيين، ولكنهم يمثلون إيران”.

ويزدادُ التأكيدُ على أن العدوان أَمريكي بامتياز هو ما صرح به المتحدث باسم وزارة الخارجية الأَمريكية جيف راثكي قبل أشهر حين قال: “لا نريد لذلك أن يكون حملة عسكرية مفتوحة النهاية”، فكلمة “لا نريد” لها دلالة على أن أَمريكا هي رأس الحرب في هذا العدوان.

قيادة الثورة.. التعرف على العدو مبكراً

وقبل التأكيدات الأَخيرة للأَمريكان واعترافهم بالمشاركة المباشرة في العدوان على بلادنا، كان السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد ثورة 21 سبتمبر قد أشار إلَـى ذلك في أكثر من خطاب، موضحاً أن أَمريكا تحارب في اليمن ويُدفع لها المال مقابل ذلك.

وقال قائد الثورة في خطاب المولد النبوي الشريف لهذا العام: إن أَمريكا تحارب في اليمن مقابل أن تكسب ولو مالاً وحتى لو لم تكسب إلا قيمة سلاحها الذي يقتل به أَبْنَـاء الشعب اليمني.. مبيناً أن السعودي والإماراتي وغيرهم من داخل الأُمَّـة يتحركون جنوداً مجنّدةً لأَمريكا وإسرائيل خداماً طيعين مذعنين ويتفانون ويبذلون كُلّ جهودهم ويسخرون كُلّ إمْـكَاناتهم لتنفيذ مؤامرات أَمريكا وإسرائيل في المنطقة.

وأضاف السيد عبدالملك أن المأساة أيضاً أن هؤلاء الخدام يقدمون لأَمريكا وإسرائيل المال حتى لا تخسر شيئاً ولا تقدم ولا تخسر دولاراً واحداً، وهي تقتل وتشارك معهم في قتل أَبْنَـاء الأُمَّـة في اليمن وغير اليمن.. مُشيراً إلَـى أن ما تقدمه أَمريكا وإسرائيل هم يحصلون على مقابله مكاسب مادية أو سياسية من هنا أَوْ هناك.

وأمام كُلّ هذه المؤشرات لم يعد خافياً على أحد التدخل الأَمريكي المباشر في بلادنا وقيادته للعدوان مع عدم التبرير لملوك السعودية والخليج أَوْ العفو عن خطاياهم، فهم اليد التي تبطش بها أَمريكا والعين التي تبصر بها أَمريكا والأذن التي تسمع أَمريكا.

التدخلات الأَمريكية باستخدام القوة حتى نهاية الحرب الباردة

– في عام 1903 غزت القواتُ الأَمريكية هندوراس.

– في عام 1904 احتلت القواتُ الأَمريكية هاييتي حتى سنة 1934م.

– في عام 1918 إنْزَال قوات المارينز في روسيا لمحاربة الثورة البلشفية.

– في عام 1932 إنْزَال قوات أَمريكية في السلفادور.

– في عام 1947 التنكيل الأَمريكي بالقوى الوطنية في اليونان وَمقتل أكثر من 154 ألف شخص.

– في عام 1950 تدخلت أَمريكا اثر النزاع بين الكوريتين عبر غارات همجية على المدن.

– في عام 1958 إنْزَال قوات بحرية على السواحل اللبنانية وَدخلت بيروت وَضواحيها.

– في عام 1969 استمر التدخل الأَمريكي في كمبوديا ستة أعوام ذهب ضحيته مليون قتيل.

– في عام 1961 – 1975 تدخل الأَمريكي السافر طويل الأمد في فيتنام وَكان غصة في حلق أَمريكا.

– في عام 1980 أَمريكا تقدم الدعم المسلح لعصابة الكونترا في نيكاراغوا.

– في عام 1982 قوات بحرية أَمريكية تقصف بيروت وَمواقع لبنانية أُخْـرَى.

– في عام 1983 قوات أَمريكية تغزو جزيرة غرينادا.

– في عام 1989 القوات الأَمريكية تغزو بنما.

ثانياً: التدخلات الأَمريكية غير المباشرة

– في عام 1948 تدخل المخابرات المركزية الأَمريكية في الحياة السياسية في إيطاليا.

– في 3 آذار 1949 المخابرات الأَمريكية تدير انقلاباً عسكرياً في سورية بقيادة حسني الزعيم وَقد دُبّر قتله لتمرده عليهم.

– في عام 1952 أَمريكا تدعم الجنرال (باتيستا) للانقلاب في كوبا.

– في عام 1963 قتلت المخابرات الأَمريكية رئيسَ وزراء فيتنام.

– في عام 1965 دعمت المخابرات الأَمريكية سوهارتو للوُصُول إلَـى الحكم في إندونيسيا.

– في عام 1967 قامت المخابراتُ الأَمريكية باغتيال الثائر البطل تشي غيفارا.

– في عام 1973 تقوم بدعم انقلاب الجنرال بينوشيه ضد الرئيس التشيلي سلفادور.

– في عام 1979 قتلت المخابرات الأَمريكية (باك جون مي) رئيس جمهورية كوريا الجنوبية.

ثالثاً: التدخلات الأَمريكية عقب الحرب الباردة

– في 17 /كانون الثاني/1991 حشدت الولايات المتحدة /527/ ألفاً من القوات في الخليج العربي في عملية أطلق عليها عاصفة الصحراء ضد العراق وَكانت للأسف بمساعدة قوات عربية من بينها السعودية.

– في الفترة (1992-1994) تدخل أَمريكا في الصومال وَأرسلت قرابة (28) ألفاً من قواتها.

– في عامَي /1994-1995/ تدخل أَمريكا في يوغسلافيا.

– في 20 آب 1998 أَمريكا تشن هجمات صاروخية على أهداف في أفغانستان وَالسودان.

– في آذار 1999 القوات الأَمريكية تقصف يوغسلافيا.

– في عام 2001 القوات الأَمريكية تحتل أفغانستان.

– في 20 آذار 2003 القوات الأَمريكية تشن حرباً على العراق وَتحتله.

*صدى المسيرة- أحمد داود

You might also like