النازيّة بثوبها الجديد – العباءة وَالعقال
الشيخ عبدالمنان السنبلي
قصفوا بوابةَ الاتصالاتِ العسكرية بقنبلة فراغية هزّت أرجاء العاصمة صنعاء.. قصفوها وَهم يعلمون أن أمامَ هذه البوابة على بُعد بضعة أمتار من الجهة المقابلة يقعُ مستشفى السبعين الخاصة بالنساء وَالولادة وَالأطفال.. سُحقاً!!
وَنحن على بُعد عشرات الكيلومترات من موقع الانفجار كدنا نُصعق من قوة وَحجم الانفجار، فكيف بالرضع وَالخُدَّج – وَهم بالعشرات – الموجودين داخل حضَّانة المستشفى؟!! كيف بالنساء اللواتي أتاهن المخاض أَوْ اللواتي في غُرَف العمليات أَوْ غُرَف الرقود؟!! كيف بالأطفال النازلين في المستشفى وَالموبوئين بإمراضٍ وبائية جاءت بها العاصفة؟!!
حدثنى أحد الأصدقاء العاملين في المستشفي أن هنالك حالات وفاة قد حدثت بين الأطفال الموجودين في حضّانة المستشفي بفعل قوة الصعقة التي خلفها ذلك الانفجار..
يا الله.. ما هذا الإجْـرَام؟! أي إسلامٍ وَأي دينٍ هذا الذي يحركهم وَيدفعهم لهكذا إجْـرَام؟!
أي شريعةٍ تلك التي تُجيز لهؤلاء النكرات أن يقتلوا النساء وَالأطفال وَالمكفوفين في مراكز تطبيبهم وَتأهيلهم؟!!
إن كان هذا هو الإسلام الذي جاء به محمد بن عبدالله (ص)، فأنا أول الكافرين به!! وَلكن حاشا أن يأتي بهكذا إسلام من قال: من فجع هذه الحمامة بوليدها.. ردوا إليها وَليدها.. وَمن قال: أشققت عن قلبه يا أسامة؟ اللهم أني أبرأ إليك مما فعل أُسامة.
هيهات أن يأتي بهكذا دين من قال وَهو يتحدث عن غير المسلمين (فما بالك بالمسلمين): لا تقتلوا امرأةً وَلا طفلاً وَلا شيخاً وَلا راهباً في ديره، وَلا تقطعوا شجرةً وَلا تكرهوا أحداً أن يُبدّل عقيدته..
هيهات أن يأتي بشريعة الغاب هذه التي تُقتلُ فيها قصفاً وَإبادةً أحياءٌ وَأُسَرٌ بأكملها ليس لهم ذنبٌ إلَّا أنهم نائمين وَهاجعين في مخادعهم من قال: لئن تُهدمُ الكعبةُ حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم امرئٍ مسلم.. وَالقائل: إن دماءكم وَأموالكم وَأعراضكم حرامٌ عليكم كحرمة يومكم هذا.
أيها النازيون وَالفاشيون الجدد اللابسون رداء الإسلام زوراً وَبهتاناً.. لقد قتلتم من الـيَـمَـنيين المسلمين الموحدين ظلماً وَعُـدْوَانا مالم يقتل الصهاينة من الفلسطينيين خلال سبعة وَستين سنة، فلا تتحدثوا اليوم عن الإسلام وَلا تتكلموا عن قيَمه وَتعاليمه السمحاء ولا تدّعوا تمثيله، فإن البعد بينكم وَبينه قد تجاوز بعد المشرقين.
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)..