كل ما يجري من حولك

علي العماد يكتب عن: رسائل أَمريكية

507

 علي العماد.. 

الإعلانُ الصريحُ والمباشِرُ لكيري وزير الخارجية الأَمريكي الذي أكد فيها أن بلاده تشارك السعودية حربَها ضد ما أسماه المتمردين الحوثيين يكشفُ الكثيرَ من الحقائق والرسائل منها:-

الرسالةُ الأولى لأنصار الله: إطلاق صفه المتمردين الحوثيين على مكون أنصار الله هي رسالة سياسية بغرَض التفاهم السياسي، وعسكرية تؤكد حقيقةً أزليةً أن الحربَ الأَمريكية العسكرية على الـيَـمَـن بدأت مع جيل الصرخة الأوائل عام 2004 وإن بأدوات ومبررات مختلفة محلية الصنع كحروب صعدة الست ودماج وحرب شيخ السنة أَوْ إقْليْمية باسم الشرعية والمقاومة، أَي أننا كأَمريكان الفعل والمفعول به.

الرسالة الثانية إقْليْمية: تعمد أَمريكا إلَى الإيحاء بأنها بوصلة المنطقة بين الحلفاء والخصوم، فبعد التفاهُمات الغربية الإيرانية التي أصابت ملوكَ النفط وداعش بحالةٍ من الذعر تقومُ أَمريكا بإرسالِ رسالة سياسية قوية لحلفائها مفادُها: نحن معكم في مترس واحد.

الرسالة الثالثة دولية: فمشاركة الأَمريكيين المباشِرة في العُـدْوَان على الـيَـمَـن سيخفف من الضغط الشعبي والسياسي على ملوك داعش الكُبرى الذي بدأ يتبلور لدى كثيرٍ من شعوب العالم، خُصُوْصاً في أوروبا وبعض المنظمات الدولية وغيرها.

الرسالة الرابعة عسكرية: وهي عبارةٌ عن محاولة أَمريكية للضغط السياسي والعسكري على القوى الوطنية الـيَـمَـنية لتقديم تنازُلات عسكرية وسياسية.

الرسالة الخامسة استراتيجية: المقصودُ منها استكمال مخطَّط تقسيم المملكة إلَى ثلاث دويلات (الشرق الأوسط الجديد)، يسبقها استنزاف مواردها ويعزز ذلك حالة المكابرة والعناد لدى ملوك داعش الكبرى رغم الإخفاقات العسكرية وخاصة في العمق السعودي الذي يعتبر بمثابة انتحار إذا ما طال وتمدد؛ لأنه سيفتح الشهية للحركات الثورية ضد نظام آل سعود.

أخيراً نلاحظ ومن كُلّ ما سبق أن الدوافعَ والأسبابَ والاستراتيجياتِ للعُـدْوَان هي أَمريكية بامتياز وإن ألبسوها ثوبَ عُثمان أَوْ هادي أَوْ تعز أَوْ حروب صعده والتمرد، فالحرب في حقيقتها كونية اقتصادية رأسمالية استعمارية في مواجَهة مشروع يحمل هُويةً وطنيةً وقوميةً، ويسعى لتصيح المفاهيم والقيم عبرَ بناء دولة قوية مستقلة تؤمن بأبنائها وتعتز بتأريخيها وتبني مستقبلها بقدرات ذاتية واستقلالية كاملة.

You might also like