حياة حمدي البكاري في خطر.. بقلم/محمد عايش
مافيش حد يفرج عنه خاطفوه فيدعي فوراً أن خصومهم هم من خطفوه وبهذه الفجاجة التي لم يصدقها أحد؛ إلا إذا كان فعل ذلك تحت التهديد، وأحسبه تهديدا مستمرا حتى اللحظة.
ألتمس العذر لصديقي، لأنه ليس من مصلحة أي ضحية أن يتستر على جلاديه إلا إذا كان المسدس مصوبا على رأسه.
قال إنه “إختراق أمني” من قبل الحوثيين، ثم قال إن خاطفيه عجزوا عن إخراجه من تعز!!
يعني عرفوا يخترقوا المقاومة بكلللللها وما عرفوا يهربوا من تعز؟!!
وبعدين ليش يغادروا به تعز؟!
الحوثيون يعتقلون ويعترفون ويبقون على معتقلي تعز في تعز!!
ثم حمدي البكاري يقنعنا عبر “الجزيرة” كل يوم إن الحوثيين محاصرين لتعز، وفجأة يقول الآن إن الحوثيين ما قدروش يهربوه من تعز!!
يعني “الحوثيين” عرقلهم حصار “الحوثيين”!!
كيف هذه؟ أشتي أفهمها!!
قال، مخاطباً جمهور المتضامنين معه، إن ضغطهم كان السبب في الإفراج عنه!
ولكن الجميع، الجميع بلا إستثناء بمافيهم الجزيرة وزملائه في الجزيرة، ظلوا، ولو على إستحياء، يحملون “المقاومة” مسؤولية إختطافه، ويضغطون على “المقاومة”، ويشرشحون بـ”المقاومة”..
هذه أول مرة في التاريخ يكون فيها الضغط مسلطاً على طرف فيتأثر به طرف آخر معادي أصلا للطرف الأول! الضغط على “المقاومة” أدى إلى تجاوب “الحوثيين”؟!!
كيف تركب هذه؟ أشتي أفهمها!!!!!
ثالثا أو رابعاً أو كم ما أشتيتم: من متى الحوثيون يكترثون للضغوط؟!
الحوثيون يعتقلون الدكتور الجنيد في تعز من أشهر، وقد ضغط العالم كله على شانه ومافيش فايدة، ومثله عشرات المعتقلين، بينهم صحفيين تسبب إعتقالهم في إدراج منظمة “مراسلين بلا حدود” للحوثيين كثاني أكبر جماعة منتهكة للحريات الصحفية في العالم بعد داعش، ومع ذلك لم تهتز للحوثيين شعرة ولم يفرجوا عن أحد!
فكيف سيفرجون عن معتقلٍ العالم كله يحمل عدوتهم اللدودة (المقاومة) مسؤولية إختطافه؟!
أشتي أفهمها هذه أفهمها!!!
الحوثيون يعتقلون وينتهكون الحريات الصحفية، لكن تبرير ساحة العصابات في تعز والتستر عليها جريمة أخطر، لأنها تحول جميع الصحفيين إلى مشاريع ضحايا، يسوقون أنفسهم وبأقدامهم إلى مهالك هذه العصابات، بعد أن يكون حمدي وغيره قد طمأنوهم: لا تقلقوا ليس هناك خطر عليكم إلا من الحوثي، أما “المقاومة” فتأخذكم بالأحضان.
أقلقتنا عليك المهم يا حمدي ولازلت شخصيا قلقا.
أو أن “الجزيرة” أجبرتك على هذه الرواية، وليس مستبعدا، فالكذب بالنسبة للجزيرة أصبح نمط حياة ولم يعد مجرد إضطرار سياسي.