سلاح الصواريخ اليمني ينهي أسطورة (الحرب السعودية الخاطفة)!
متابعات../
قياساً بتكتيك “الحرب الخاطفة” الذي أعلنته قيادةُ تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأميركي في حربها على الـيَـمَـن والتي قالت إنها لن تتجاوزَ بضعة أيام، بدا أن سلاح الصواريخ الـيَـمَـني قد أخَلَّ تَمَـاماً بمعادلة هذه الحرب بعدَ ما تصدّر هذا السلاح بأنواعه الموَجّهة والتكتيكية والهجومية والمضادة للدروع والباليستية، جبهات الحرب الداخلية التي سجلت ضربات نوعية ضد معسكرات تحالف العدوان والمرتزقة وكذلك في الجبهة الحدودية، حيث تعرضت القوات السعودية المسنودة بالمرتزقة لهزات كبيرة نتيجة الاستخدام النوعي للجيش واللجان الشعبية لهذا السلاح الفتاك.
وفي الأيام الماضية بدا سلاحُ الصواريخ لدى الجيش واللجان الشعبية معادلاً موضوعياً لسلاح الطيران الغائب كلياً بعدَ ما تصدر قائمة الأسلحة المستخدمة في أكثر العمليات العسكرية التي دكّت معسكرات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في محافظات مأرب والجوف وتعز ولحج؛ ليبلغ استخدام هذا السلاح مداه في العمليات الكبيرة التي استهدفت بالصواريخ الباليستية بعيدة المدى المصنعة أو المطوّرة محلياً قواعدَ عسكرية كبيرة ومنشآت في العمق السعودي.
ووجّهَ الجيشُ واللجان الشعبية بسلاح الصواريخ ضربات قاسية لقوات الغزو التابعة لتحالف العدوان كبدتها خسائر هائلة وأرغمتها على سحب كثير من كتائبها التي زجّت بها في الأراضي الـيَـمَـنية، كما أرغمها على تفكيك العديد من معسكراتها الرئيسية، بل وأصابت في مرات بعض تشكيلات العدو العسكرية في جبهات الداخل وفي الجانب السعودي من الحدود بالشلل الكامل.
ويقول الخبراء العسكريون: إن القوة الصاروخية الـيَـمَـنية استطاعت في فترة وجيزة أن تقلب موازين معادلة الحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأميركي على الـيَـمَـن منذ تسعة أشهر، سواءٌ عبر مخزونها من الصواريخ المدفعية التقليدية أو منظومتها الصاروخية المصنعة والمطوّرة محلياً.
وبحسب الخبراء فقد بدا ذلك واضحاً مع تدشين الجيش واللجان الشعبية خطواتهم الأولى ضمن ما سمّوه” الخيارات الاستراتيجية” والتي قالت قيادة الجيش بأنها وضعت في إطارها 300 هدف في الأراضي السعودي وعشرات الأهداف في الجبهات الداخلية في مرمى نيران الجيش واللجان الشعبية ضمن منظومة متكاملة من عمليات الردع والمواجهة المباشرة رداً على تعنّت تحالف العدوان برفضه المبادرات الأممية لوقف النار ورفع الحصار واستمراره في شن الغارات الجوية على الأهداف المدنية في سائر المدن الـيَـمَـنية.
تدارك الخسائر
وتسبّبت عمليةُ “عاصفة الحزم” في أيامها الأولى أواخر مارس الماضي باختلال كبير في ميزان القوة لصالح تحالف الحرب بقيادة السعودية، بعدما دمر في غاراته الأولى المنظومة الدفاعية للجيش الـيَـمَـني بدعم لوجيستي وعملاني ومخابراتي أميركي وهي العملية التي حيدت كليا المنظومة الدفاعية الـيَـمَـنية ومهّدت الطريق لآلاف الغارات الجوية التي استهدفت تشكيلاته الحربية البرية والبحرية ووصلت حتى نهاية الشهر الثامن إلى حوالي 35 ألف غارة.
ويقول خبراءُ في مركز الدراسات العسكرية التابع لرئاسة الجمهورية إن الجيش وبمساندة اللجان الشعبية استعاد عافيته مع بدء وحداته الهندسية المتخصصة في التصنيع الحربي بصنع منظومة صواريخ محلية وإدخالها الخدمة في العديد من الجبهات الداخلية والحدودية، وهي الترسانة التي لعبت دوراً مؤثراً في وقف زحف تحالف العدوان وارباك تشكيلاته التي كانت تدير حرباً سهلةً في ظل التفوق الكبير في السلاح البري والجوي والاسناد المعلوماتي الأرضي والفضائي عبر الأقمار الصناعية.
وظهرت هذه الترسانةُ إلى السطح بإعلان وحدة الصناعات الحربية إنتاج صواريخ من طراز “النجم الثاقب 1″ بمدى 45 كيلومتراً والتي أعلن دخولها الخدمة في 26 مايو 2015 بعد شهرين من إطلاق تحالف العدوان السعودي عملياته الحربية، في أول خطوة تكتيكية اخترقت الحصارَ الذي فرضه تحالف العدوان ومكّنت الجيش واللجان الشعبية من أول سلاح فتَّاك كان له دور كبير في دك تحصينات العدو في وخطوطه الدفاعية على الشريط الحدودي.
وتلا ذلك إعلانُ وحدات التصنيع الحربي للجيش واللجان الشعبية إنتاج طراز ثانٍ من صواريخ “النجم الثاقب 2 “بمدى 75 كيلو متراً ودخوله الخدمة.
وفي 7 يونيو 2015 أعلنت وحدة الصناعات الحربية في الجيش إنتاجَ طراز جديد من الصواريخ المحلية الصنع حمل اسم “الصرخة “بمدى 17 كيلو متراً.
وفي 23 نوفمبر من العام نفسه أعلنت وحدة التصنيع الحربي إنتاج ثالث منظومة صاروخية محليا وحملت اسم “زلزال 1 “و” زلزال 2″ بمدى 15 كيلو متراً وقدرة تدميرية عالية ودخلت الخدمة رسمياً في عملية قصف استهدفت موقع القرن العسكري السعودي في جيزان.
المرحلة الباليستية
واحرزت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية تقدما نوعيا بعد إعلان وحدة التصنيع الحربي إنتاج صاروخ باليستي مطور محليا من طراز “قاهر 1″ بعيد المدى وإدخاله الخدمة منتصف الشهر الجاري بعمليات نوعية بلغت حتى ست عمليات استهدفت مواقع عسكرية ومراكز حيوية واستراتيجية في الأراضي السعودي.
وشكل هذا الطراز من الصواريخ البالغ مداه 300 كيلو متر، إضَــافَـة نوعية للقوة الصاروخية المساندة للجيش واللجان الشعبية في المعارك التي يخوضونها في الجبهات الداخلية وكذلك في الجبهات الحدودية والجبهات الساحلية.
وجاء ذلك فيما ظلت الصواريخُ الباليستية من طراز “سكود “الروسي وكذلك الصواريخ الروسية من طراز “توشكا” طوال الأشهر الماضية سلاحاً فتاكاً بيد قوات الجيش الـيَـمَـني واللجان الشعبية
التي استطاعت أن تديرَ هذا النوع من الأسلحة بكفاءة عالية تجسّدت في العمليات التي استهدفت أكبر القواعد العسكرية التابعة للجيش السعودي في محافظة خميس مشيط وقاعدة الملك خالد الجوية وقاعدة السليّل بوادي الدواسر والعشرات من قواعده العسكرية ومواقعه المنتشرة على طول الخط الحدودي في مناطق نجران وجيزان وعسير وصولا إلى منفذ الطوال.
وتجسدت كفاءة قوات الجيش والجان الشعبية في استخدام هذا النوع من الصواريخ في العمليات النوعية المنفذة في الجبهات الداخلية والتي استهدفت معسكرات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته في معسكري صافر وتداويل بمحافظة مأرب، فضلاً عن تجمعاتهم في مناطق أُخْــرى متفرقة.
ويقول الخبراء العسكريون إن منظومة الصواريخ التي أعلن الجيش واللجان الشعبية تصنيعها أو تطويرها محلياً كان لها وقْعُ المفاجأة على تحالف الحرب الذي تقودُه السعودية، ما أرغمها على اتباع خطوات تكتيكية بديلة تبدو حتى الآن عاجزة كلياً عن مواجهة هذه الترسانة الفائقة الذي يراهن الجيش الـيَـمَـني عليها في نقل معطيات هذا العدوان إلى مربع آخر لم يكن يوماً ضمن توقعات غرفة عمليات التحالف.