شعب يسخر من قاتليه
تزداد جرائم العدوان ضراوة وتوحشا، ويزداد الشعب اليمني صمودا وثباتا..وبرغم المكابدة والمعاناة جراء تفاقم آثار تداعيات العدوان والحصار، إلا أن شعبنا يحاول جاهداً التكيف مع مختلف المتغيرات والمستجدات متسلحاً بعزيمة وإرادة صلبة، يجد المرء ترجمتها في سير الحياة اليومية التي لم تتوقف حركتها طوال يوميات العدوان منذ نحو ثمانية أشهر. يواصل اليمني حياته غير آبه بغارات العدوان والقذائف الصاروخية التي تنهال على قرى ومدن اليمن صباح مساء، وهو بذلك يسخر من قاتليه الذين توهموا أن حربا عشواء بهذا القدر الضخم من الفتك والإمعان في التوحش ، كفيلة بكسر إرادة اليمنيين وإعادتهم إلى بيت الطاعة السعوأمريكي، لكنهم أكتشفوا متأخرين شعبا يتأبط الإرادة والكرامة، ولا يقبل الهزيمة والإذلال. وبقدر ما يوغل التحالف العدواني في جرائمه، بقدر ما يزداد شعبنا صلابة وصبرا وعزما على مكافأة معركة الكرامة بما تستحقه من تضحيات جسيمة في المال والأرواح والممتلكات الشخصية والعامة. يئن شعبنا من وطأة الحصار والحرب، ومن جور وفجور العدوان، ويعاني كل حين من تردي الخدمات وغلاء المعيشة، وتمادي إعلام العدو في التضليل وقصف العقول، لكن وعيه بحقيقة العدوان وما يحاك لليمن من مؤامرات يجعله متيقظاً على الدوام، ومتحفزاً للمواجهة بمختلف صورها وأشكالها. التحق الآلاف من الشباب بجبهات القتال والإمداد، وسارعت آلاف النسوة لدعم القوافل الغذائية والأعمال الإنسانية، وانخرط المئات من الأطفال في مسيرات ووقفات احتجاجية ضد العدوان والمرتزقة، وشهدت العاصمة صنعاء عشرات التظاهرات المليونية استجابة لنداء الوطن والقيادة الثورية. القبيلة اليمنية هي الأخرى سجلت حضورا مدهشا في مواجهة العدوان، وتوجت مواقفها بالحملة المليونية للتوقيع على ميثاق الشرف في نجاح مبهر ينطوي على رسالة مفادها أن الشعب اليمني جاهز لحرب طويلة المدى، لا نهاية لها إلا بانتصار الإرادة اليمنية وانكسار عاصفة العدوان. جبهة القتال في العمق السعودي تكشف هي الأخرى عن فارق شاسع بين بسالة المقاتل اليمني على ندرة ما بحوزته من عتاد عسكري، مقارنة بالعدو الذي تتوافر له الأسلحة الحديثة الفتاكة والغطاء الجوي ورقابة الأقمار والرادارات، ومع ذلك يسجل الجيش واللجان الشعبية تقدماً مضطرداً في جيزان ونجران وعسير، ولولا أن قرار الانتقال إلى مرحلة الخيارات الإستراتيجية لم يتخذ بعد، لشهدنا مفاجآت كبرى فيما يتعلق بهذه الجبهة تحديدا. وتتعدد صور الإبداعات والتضحيات والمواقف البطولية التي تحكي في مجملها قصة شعب تحدى همجية قاتليه ومرغ أنوفهم في التراب!