كل ما يجري من حولك

القرآن ينفي صفة الإيمان عمن أيد العدوان

520

عدنان الجنيد.. 

الكلُّ يعلمُ قطعاً بأن الاستكبارَ العالمي له أيادٍ في المنطقة، وعبرَ أياديه وأجندته يقومُ بتنفيذ مخططاته الجهنمية وبرامجه الفتنوية وتحقيق أهدافه الشيطانية، وذلك من خلال إذكاءِ نار الحروب بين أبناء الوطن الواحد وإثارة الفوضى وزرع الطائفية والمناطقية بين أبناء الشعوب ليقتل بعضهم بعضاً.. كُلّ هذه الأمور تحدث في بلداننا العربية والإسلامية؛ لغرض أن تنشغل الشعوب مع أنظمتها بالقضايا الداخلية عن قضيتهم المركزية (فلسطين) وتظل إسرائيلُ تنعمُ بالأمن والأمان..، هذا وإنَّ أخلصَ أيادي الاستكبار في المنطقة والذين عبرهم استطاع الاستكبارُ العالمي أن يحقق أهدافه الخبيثة كاملة هم آلُ سعود العبيد المخلصون لأمريكا وإسرائيل، فهم نسخة من أسيادهم، قال تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهودَ والنصارى أولياء بعضُهم أولياءُ بعضٍ ومن يتولهم منكم فإنه منهم]، وآل سعود قد تولوا النصارى واليهود وصاروا يأتمرون بأمرهم ويسيرون على نهجهم ويعملون كُلّ ما يُرضي أسيادهم، ولهذا أصبحوا منهم لقوله تعالى [ومن يتولهم منكم فإنه منهم]، فهم أعداء الله ورَسُــوْله، أولاً لموالاتهم للاستكبار العالمي، وثانياً: لقيامهم بالمجازر الإجرامية وتصديرهم الإرهاب لجميع البلدان الإسلامية والإنسانية، ومَن يستقرئ تأريخَ آل سعود لسوف يجده مليئاً بسفك الدماء ونهب أموال المسلمين، ناهيك عن إزالتهم للآثار النبوية وتهديمهم لأضرحة وقباب الرموز الدينية والإسلامية، وما فعلوه حاضراً في شعبنا اليمني من المجازر الجماعية للأطفال والنساء والرجال لهو دليل وشاهد على صدق ما سطّره التأريخ عن جرائمهم السابقة في حق المسلمين. إن الله تعالى يقول [لتجدن أشدَّ الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا]، فأشد الناس عداوة للمسلمين هم اليهود وآل سعود (مشركي العرب)، فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم كما جاء في الأحاديث. وآل سعود كانوا عكس ذلك، أشركوا بالله بموالاتهم لليهود والنصارى ونبذوا كتاب الله تعالى. وكفروا بأنعم الله تعالى وأنفقوا أموالهم لحرب الإسلام والمسلمين ودعموا بها قوى الشر المعتدين، واليوم نجدهم صبوا جام غضبهم على اليمن فأحرقوا الحرث والنسل.. قتلوا الأطفالَ الرُّضَّع والنساء الوضّع والشيوخ الركع، وجرائمهم معروفة عبر الزمن، وآخرها ما ارتكبوه من مجازر في حق أهل اليمن وما زالوا مستمرين في عدوانهم وإن شاء الله ستكون نهايتهم قريبة؛ لأن الظلم له ناموس كوني إذَا زاد عن حده انقلب على أصحابه. وهنا نقول لمَن يؤيدون العدوان السعودي على بلادهم: ألم تقرأوا قوله تعالى [لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حاد الله ورَسُــوْله]، ومن مفهوم المخالفة أن الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر هم الذين يوادون من حادَّ الله ورَسُــوْله.. إذاً الذين يوادون أولياء الشيطان قد تجردوا عن صفة الإيمان بدليل هذه الآية من القُــرْآن، فكيف بمن زاد على ذلك وأيّدهم على ضرب بلاده، ورضي بجرائمهم، واستباحتهم لدماء شعبه؟! فالذين يحادون الله ورَسُــوْله هم المخالفون لأمر الله ورَسُــوْله الذين قتلوا المسلمين وسفكوا دماء المؤمنين ووالوا أمريكا وإسرائيل.

 إن تأييدَكم للعدوان وفرحكم واستبشاركم به هو عين الموادة لأعداء الله ورَسُــوْله؟ فأين الإسلام من هؤلاء الذين تؤيدونهم على ضرب بلادكم وشعبكم؟ كيف تؤيدون آل سعود وهم قوم غضب الله عليهم قال تعالى [ومَن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنمُ خالداً فيها وغضب الله عليه]، فكيف بمن قتل الألوف من المؤمنين؟! إنكم تخالفون أمرَ الله بموالاتكم لأعداء الله وتأييدكم لعدوانهم على بلدكم، قال تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم]، وقال الله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء]، فلا تخرجوا أنفسكم من صفة الإيمان بتأييدكم وموالاتكم للشيطان، وإذا كان الحديث يقول- بما معناه- من أعان على قتل أخيه ولو بشطر كلمة كان شريكاً في قتله فكيف بمن يؤيد قتل الملايين من شعبه؟! كيف تؤيدون آل سعود على قتل شعبكم وتدمير بلادكم وقد لعنهم الله (ألا لعنة الله على الظالمين)، وهل هناك أظلم من آل سعود؟! فقد أفسدوا الأرض، وأحرقوا الحرث والنسل (وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)، لقد آذوا رَسُــوْل الله -صلى الله عليه وآله وسلم – حتى بعد موته، ففي عام 1344 هجرية قام آل سعود بهدم جميع آثار الرَسُــوْل -صلى الله عليه وآله وسلم -وهدموا قبورَ وأضرحة آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم، سواء التي في مكة أو في المدينة.. فاحتقارُهم من شأن رَسُــوْل الله في كتبهم ظاهر، وخطيبُهم بذلك مجاهر.. قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا).

إن آل سعود قد فاقوا وزادوا على الظالمين بارتكابهم للفواقر العظيمة والجرائم الشنيعة والأعمال الإرهابية المريعة، في المنطقة وفي العالم الإسلامي، فلا تجد فتنة إلا وهم سببها أو لهم يد فيها، وما من منكر نهى عنه القُــرْآن إلا وقد فعلوه، ولا محرَّم حرّمه الله في كتابه إلا وقد استحلوه.. فكيف بعد هذا تؤيدونهم على احتلال بلدكم وقتل شعبكم؟! إن الله أمركم أن لا تطيعوا الغافلين والمسرفين قال تعالى [ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا] وقال تعالى [ولا تطع أمر المسرفين].. والآيات كثيرة في القُــرْآن تأمرنا بالتبرؤِ من الطواغيت والظالمين وعدم طاعتهم والخنوع لهم، وقد استعرضناها مع الشرح في مقالنا الموسوم ((تنزيه الحسين عن بعض الروايات القادحة في أسباب نهضته))، والذي تم إنزاله في هذه الصحيفة المباركة (صدى المسيرة) في عددها السابق، وهنا نقول لمن أيد العدوان: كيف تدّعون الإيمان وأنتم تخالفون القُــرْآن وتعصون أوامرَ الرحمن وتتبعون أولياءَ الشيطان الذين أمركم الله بقتالهم لا بتأييدهم وموالاتهم قال تعالى [فقاتلوا أولياءَ الشيطان]، وقال تعالى [وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنة]؟!.

كان الأولى بكم أن تجاهدوا أعداء الله ورَسُــوْله، بل حتى يكون جهادكم لهم أحب إليكم من كُلّ شيء [قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشون كسادَها ومساكنُ ترضونها أحبَّ إليكم من الله ورَسُــوْله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتى يأتيَ اللهُ بأمره واللهُ لا يهدي القوم الفاسقين]، فانظروا كيف حكم الله عليكم بالفسق وتوعدكم بالعقاب فيما إذَا كانت هذه الأصناف المحبوبة المذكورة في الآية أحب إليكم من الله ورَسُــوْله وجهاد في سبيله.. لكن للأسف صرتم كذلك بل وأصبح آلُ سعود أحبَّ إليكم من الله ورَسُــوْله وجهاد في سبيله، فواليتم المجرمين وعاديتم المؤمنين وشاركتم – بتأييدكم – قتل إخوانكم اليمنيين.

 فيا أيها المؤيدون للعدوان إن تأييدكم للعدوان هو عين رضاكم بما يقترفونه من جرائم إنسانية بحق شعبكم، ورضاكم هو عين مشاركتكم لهم في عدوانهم، كيف تؤيدون أعداء الله؟ أم كيف تؤيدون من آذوا رَسُــوْل الله؟ كيف تؤيدون من أهانوا كرامتكم وقتلوا أطفالكم وهتكوا أعراضكم ودمروا أرضكم وخربوا تراثكم؟! أين إنسانيتكم؟ أين عزتكم ونخوتكم وكرامتكم؟! عودوا إلى رشدكم، واتركوا عمالتكم وخيانتكم لوطنكم؟! دافعوا عن أرضكم، وحرّروا بلدكم؟ وسجّلوا لأنفسكم موقفاً يذكركم به التأريخُ وإلا ستلحقكم لعنات الأجيال وسيذكركم التأريخُ بخيانتكم لشعبكم ووطنكم.. هذا وفي العدد القادم (الخميس) سنتناول حكم القُــرْآن في مَن ساعد العدوان.

You might also like