الوهابية والمخدرات.. سلاح السعودية لضرب المجتمعات الإسلامية
جمال كامل *
منذُ تأسسها على ید المستعمر البريطاني في قلب العالم الإسلامي، على أطهر بقعة على وجه الأرض، كانت ومازالت السعودية، مصدراً لتصدیر الفتن الطائفية والتكفیر والتخلف والدمار والفوضى إلى المجتمعات الإسلامیة في كلّ مكان، تحت یافطة عریضة طویلة، هي الدفاع عن “التوحید والسنة” وفقاً للمذهب الوهابي الشاذ.
فعلت الوهابیة فعلها في المجتمعات الإسلامیة، وعلى مدى عقود طویلة، حیث دفعت المسلمین إلى أن یقتل بعضهم بعضاً، ولأتفه الاسباب، تحت شعار الدفاع عن التوحید والسنة والصحابة، فانشغل المسلمون في الكثیر من المجتمعات الإسلامیة، بهذه الفتنة ومازالوا، وهو ما جعلهم، یتخلفون عن ركب الحضارة ومسایرة الأمم الأخرى، التي انطلقت إلى الأمام في بناء مجتمعاتها وتحقیق الاستقلال السیاسي والاقتصادي والعلمي والتقني، بینما المسلمون، وبفضل الوهابیة، أخذوا ینتقمون حتى من تاریخهم واثارهم، حیث تم تدمیر الارث الخالد الذي تركه الأولون على ارض المسلمین، بطریقة مزریة وبائسة أضحكت وأبكت الشعوب الأخرى علینا.
لا نرید الخوض بالتفاصیل، ولكن هناك من الباحثین والمفكرین، یربطون تخلف السعودية وبعض الدول الخلیجیة، رغم العوائد النفطیة الغازیة الضخمة التي یمكن أن تشكل عنصرا قویا لإحداث نهضة علمیة واقتصادیة في هذه الدول، بانتشار الوهابیة في هذه الدول، وهو ما أصاب مجتمعاتها بالشلل التام وعطل كلّ عناصر الابداع فیها، بل أن الوهابية كما یرى هؤلاء الباحثون، بأنها السبب الرئیسي للأوضاع الاجتماعیة والاقتصادیة المزریة التي تعیشها افغانستان وباكستان، ولا تقوم قائمة لهذین البلدین، الا بعد التحرر من الوهابية المتخلفة.
ولا نكشف جدیدا أن قلنا إن كلّ المروجین للوهابیة في السعودية وخارجها، ومن خلال نظرة سریعة، لیسوا سوى اناس لا یمكن اعتبارهم أسوياء، فهؤلاء ینظرون إلى الحیاة والدین، نظرة في غایة البلاهة والغباء والتخلف، ویمكن اثبات ذلك من خلال التطبیقات العملیة لأفكارهم الممسوخة التي یقوم بها بعض الشباب وحتى الأحزاب والشخصيات السياسیة في مخالف انحاء العالم، فلا تجد سوى القتل والذبح والسبي واهانة المرأة واحتقار العلم والحضارة وعبادة السلاطین والملوك والترویج للاستبداد والعنف والتطرف والتكفیر، كما هی حال بعض المجتمعات الإسلامية التي ابتلیت بهذه الافكار وبالتكفیریین الذین یحملونها وبمشایخ الوهابیين الذین یروجون لها.
ونظراً إلى الوهابیة، عقیدة من الصعب أن تتقبلها العقول السویة، لذا تفتق العقل السعودي ومنذ فترة طویلة عن فكرة شیطانیة، اساسها الاستعانة بالمخدرات، من أجل ترویض العقول لقبول الوهابیة، وهذا ما حدث في أماكن عدیدة من العالم، وهو ما یفسر هذا العدد الكبیر من الانتحاریین في صفوف الجماعات الوهابیة التكفیریة، بشهادة الاطباء النفسیین وعلماء الاجتماع.
عملیة غسیل الدماغ التي یقوم بها السلاح السعودي، الوهابیة والمخدرات، تشرف علیها السلطات السعودية وفي أعلى المستویات، وآخر فضائح السعودية، حدثت یوم الاثنین 26 أكتوبر، عندما ألقت الأجهزة الأمنیة اللبنانیة القبض على أمير سعودي ينتمي إلى العائلة المالكة، أمير سعودي في مطار بيروت وبحوزته حبوب مخدرة.
وجاء في بیان أجهزة الأمن اللبنانیة: أن أمن المطار “أوقف الأمير السعودي عبدالمحسن بن ولید بن عبدالعزیز، و4 سعوديین آخرین برفقته، خلال محاولتهم تهريب من حبوب الكبتاغون المخدرة وكمیة من الكوكایین، كانت موضوعة داخل طرود ومعدة لنقلها على متن طائرة خاصة متجهة إلى السعودية”. وأكد المصدر الأمني أن عملیة التهريب التي تم احباطها، عبر مطار بيروت الدولي هي الاكبر حتى الان، بعد إحباط عملیة تهريب مشابهة لـ 15 ملیون حبة كبتاغون عبر مرفأ بيروت في ابریل 2014 كانت موضوعة داخل مستوعبات محملة بالذرة.
وذكرت الوكالة الوطنیة للإعلام أن طنین من الحبوب المخدرة، كانت ضمن أربعین حقیبة، على متن طائرة خاصة بالأمير السعودي، متجهة إلى الریاض.
الملفت أن السلطات السعودية، التي تحاول عبر الوهابیة، إظهار نفسها على انها “حامیة الإسلام”، وان الملك السعودي هو “ولی الأمر” والخروج علیه كفر ورده، بینما كلّ افعال ال سعود، تتناقض بشكل كامل مع الإسلام وتعالیمه السامیة، وما یحدث الیوم في العالمین العربی والإسلامي، بسبب السیاسیة السعودية التابعة لأمريكا والصهیونیة العالمیة، تؤكد هذه الحقیقة، لذا فلا استقرار ولا تقدم للشعوب العربیة والإسلامیة مع وجود الوهابیة والصهیونیة.
* شفقنا العربي