الـرياض.. يومٌ حافلٌ بالصفعـات (تقرير)
متابعات/ خاص
- في الصباح كانت وسائلُ الإعلام تتحدّثُ عن وعيد إيراني للرياض على خلفية المصادقة على حُكم قضائي بإعدام العلامة النمر. وبعد ساعات كانت فضيحةُ أمير سعودي تفوحُ من مطار بيروت بعد ضبط كمية كبيرة من المخدرات. وما إن حل المساء حتى جاء الخبر الدامي من نجران، التي تعرض أحد مساجدها لتفجير انتحاري أودى بحياة ثلاثة من المصلين وعشرات الجرحى في حصيلة أولية.
يومٌ حافلٌ بالصفعات التي توالت على نظام آل سعود، فالإرهاب الذي ترعاه الرياض يرتد عليها في منطقة استراتيجية جغرافياً واجتماعياً، فمسجدُ المشهد الذي استُهدف اثناء صلاة المغرب يعد ثاني أكبر مسجد لأبناء الطائفة الإسماعيلية في المنطقة، والذين يصل عددهم إلى نحو اثنين مليون نسمة.
وسبق أن أعلن تنظيم داعش مسئوليته عن استهداف مساجد شيعية بالسعودية هذا العام، ما يعني أن الرياضَ تعيشُ على صفيح ساخن بالتجاذبات الطائفية التي يفاقم من حدتها أن النظام السعودي ماضٍ في غيه بشأن قضية العلامة الشيعي نمر النمر.
فقد رفضت المحكمة العليا بالسعودية طعناً على الحكم الصادر ضد العلامة النمر والمعتقل منذ 2012. وقال شقيقه محمد النمر لرويترز إن الحكمَ تم تأييدُه بعد جلسة لم يخطر محاموه أو عائلته بها مسبقاً. وأصبحت حياته الآن معلقة باحتمال صدور عفو عنه من الملك سلمان.
وحذر محللون سياسيون متابعون للشأن الشيعي بالسعودية من احتمال حدوث احتجاجات واسعة إذا تم تنفيذ إحكام الإعدام. وقتل أكثر من 20 (شيعياً) في احتجاجات في منطقة القطيف الشيعية بين عامَي 2011 و2013 على التمييز الطائفي ودور الرياض في إنهاء المظاهرات التي شهدتها البحرين ومصير سعوديين محليين محتجزين من قبل.
ويقول محللون إن نمر كان يعتبر لوقت طويل أعلى علماء الشيعة في القطيف صوتاً وعلى استعداد لانتقاد آل سعود والدعوة مباشرَةً لإجراء انتخابات ولكنه كان حريصاً على تجنب الدعوة للعنف.
وحذّر حسين أمير عبداللاهيان نائب وزير الخارجية الإيراني في مقابلة مع التلفزيون الحكومي أمس الأحد “إن إعدامَ الشيخ نمر معناه أن السعودية ستتكبد تبعات كبيرة”.
اليوم الاثنين اتهم الأمن اللبناني رسمياً أميراً سعودياً بتهريب المخدرات. وأعلن مصدر أمني لبناني في بيان رسمي، أن أمنَ مطار بيروت الدولي، أوقف الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد بن عبد العزيز المنتمي إلى العائلة المالكة، وبحوزته حبوب مخدرة.
وقالت مصادر إعلامية إن السلطات ضبطت شحنة مخدرات تبلغ 2 طن معبأة في كراتين على متن طائرة خاصة، تابعة للأمير السعودي.
وجاء في البيان أن أمنَ المطار “أوقف الأمير السعودي عبدالمحسن بن وليد بن عبد العزيز، و4 سعوديين آخرين برفقته، خلال محاولتهم تهريب كمية من حبوب الكبتاغون المخدرة وأخرى من الكوكايين، كانت موضوعةً داخل طرود ومعدة لنقلها على متن طائرة خاصة متجهة إلى السعودية”.
فضيحة ثالثة مدوية عاشتها الرياض خلال 24 ساعة، لكنها لا تقل سوءا عن فضيحتها وجريمتها الدائمة منذ بدء عدوانها على اليمن الذي يدخل اليوم شهره الثامن.