كل ما يجري من حولك

السيد نصرالله: الحرب على اليمن أمريكية والسعودية أداة فقط، والمراد إخضاعها لأمريكا ولتبقى في دائرة هيمنتها

604

 

أكد أن الجبهة المعادية ليس قائدها البغدادي ولا الظواهري والجولاني ولا سلمان بن عبدالعزيز

السيد نصرالله عشية ذكرى عاشوراء:

الحرب على اليمن أمريكية والسعودية أداة فقط، والمراد إخضاعها لأمريكا ولتبقى في دائرة هيمنتها

 

متابعات- محمد الباشا

أكد الأمينُ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحربَ على اليمن هي حرب أميركية، عندما يريدون إخضاع اليمن ليس للسعودية فقط، إنما يريدون إخضاعها لأمريكا ولتبقى في دائرة الهيمنة الأميركية.

 وقال السيد حسن نصر الله خلال مشاركته شخصياً مساء الجمعة في ليلة ذكرى عاشوراء: “نجدد صرختنا العالية واستنكارنا للعدوان الأميركي السعودي على شعب اليمن المظلوم”، مديناً “الاستباحة السعودية لكل المحرمات في اليمن”.

وتابع “نفخر بالصمود الأسطوري للشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية؛ لأن دماءهم الزكية ستنتصر على سيوف الطغاة”.

 مضيفاً: “هم أرادوا لهذه الحرب ـ هذه حقيقتها ـ أن تأخذ بُعداً طائفياً، وبُعداً مذهبياً، وبالتحديد أن تتحول إلى حرب سنيّة شيعيّة لكن لم يتوفقوا في هذه الإطار بسبب وعي العديد من الحكومات ووعي الشعوب ومواقف العلماء ومواقف النخب السياسية والقوى السياسية التي رفضت هذا التوصيف لهذا الموقف. وبالتأكيد كان للعلماء السنة الصادقين والمخلصين وللقوة الإسْـلَامية السنيّة على امتداد العالم الإسْـلَامي، الفضل الأكبر في عدم السماح بأن تتحول هذه الحرب إلى حرب سنية شيعية”.

وذكّر السيد حسن بما اجترحه إمام المسجد الحرام، في بداية حرب اليمن، الذي يجب أن يكون داعية سلام ووفاق ووحدة، حين قال: الحرب مع اليمن هي حرب مع الشيعة.

وتساءل: “لماذا حرب مع الشيعة؟؛ لأنه مطلوب أن تتحوّل إلى حرب طائفية ومذهبية، وحتى يجد التنابل وجيوش التنابل مرتزقة ومتطوعين ليقاتلوا بالنيابة عنهم، هذه الحقيقة. المطلوب كان في سورية وفي العراق ومنذ أشهر في اليمن، أن تستفز مشاعر المسلمين السنّة والشباب السنّة، ويقال لهم هذه معركة الشيعة والسنة وتعالوا قاتلوا، قاتلوا بالنيابة عن الملوك وعن الأمراء وعن الكروش وعن أصحاب مليارات الدولارات وعن ناهبي الشعوب، وفي نهاية المطاف، نتيجة هذه المعركة هي لأميركا”.

وقال نصر الله: علينا أن نعرفَ حقيقة المعركة الآن، هي معركة بين جبهتين، تلك الجبهة قائدها ليس أبو بكر البغدادي ولا أيمن الظواهري وليس أبو محمد الجولاني ولا سلمان بن عبدالعزيز، ولا فلان ولا فلان، قائدها الأميركي والإدارة الأميركية، وكل من معهم، وفي هذه الجبهة، يقف كُلّ من يرفض الخضوع للإرادة الأميركية. هذا هو التوصيف الحقيقي لما يجري الآن في منطقتنا. ما أشبه اليوم بالأمس.

وأوضح أنه “يقال لنا إما أن تخضعوا لأميركا ولمشروعها وأن تقبلوا بإسرائيل وتقبلوا بأدواتها وتقبلوا بسيطرتها وتكونوا عبيداً لها، وإما أن نعلن عليكم الحرب والحصار والعقوبات ونضعكم على لوائح الإرهاب ونرسل إليكم الانتحاريين إلى مساجدكم وحسينياتكم وكنائسكم ومدارسكم وأسواقكم، والانتحاريون الجاهزون هم كثر، أليس هذا هو الذي يقال لنا الآن؟ إما أن تخضعوا وإما عليكم أن تتحملوا تبعات الموقف، موقف عدم الخضوع، موقف الحرية وموقف الاستقلال وموقف السيادة، أليس هذا الذي قيل للحسين عليه السلام في كربلاء، ألم يُقَل للحسين وأصحاب الحسين والنساء مع الحسين، ألم يُقل لهم إما أن تقبلوا بالبيعة ليزيد ولابن زياد ولو كان في هذا خطر على دينكم وإسْـلَامكم وأمتكم مع كُلّ ما يمثله يزيد من استبداد واستكبار وطغيان وفساد، إما أن تفعلوا ذلك أو تقبلوا أن تكونوا عبيداً ليزيد بن معاوية، وإما أن نقتلكم ونقطع رؤوسكم ونفجر أجسادكم وننهب أموالكم ونسبي نساءكم، أليس هذا الذي حصل؟”.

وأكد سماحته أن “الذي يراهن على تعبنا وتراجعنا في معركتنا ضد المشروع التكفيري فليسمع إن هذه المعركة نؤمن بها ونخوضها عن بصيرة وسنكملها وننتصر بها أن شاء الله وهذه المعركة لا يمكن أن نتركها أو نتخلى عنها أو نتراجع عنها ومن يفكر أن يتراجع فهو كمن يترك الحسين ليلة العاشر في منتصف الليل”.

وأشار السيد نصر الله إلى أن الإدارة الأميركية تريد تدمير مجتمعاتنا وهي تريد أن نخضع لها وأن نقبل “إسرائيل” دون معارضة أو مقاومة لها ومن لا يقبل فسيكون أمام حرب متعددة الأشكال من الولايات المتحدة الأميركية، لافتاً إلى أن من يكون حراً ويأخذ قراراته على اساس مصلحة دولته ومجتمعه وأمته غير مقبول أميركياً.

وأضاف أن الأميركيين يريدون النفط والغاز والحكومات الأُخْــرَى لا تستطيع أن تسعّر أسعار النفط وعندما تريد أميركا توجيه ضربة ضد الدول الأُخْــرَى كإيران وروسيا وغيرهما تأمر دول النفط العربية بتخفيض أسعار النفط حتى لو لحقت بها خسائر فادحة.

وشدد السيد نصر الله على أن “إسرائيل” أداة تنفيذية في مشروع الهيمنة الأميركية على منطقتنا، مردفاً: “لو دخلت أميركا في مشاكل معينة هل سيكون لـ”إسرائيل” هيمنة على منطقتنا؟ هذا لن يحصل لأن “إسرائيل” أداة تنفيذية فقط”.

وإذ لفت إلى أن أميركا لا تريد في منطقتنا أصدقاء؛ لأنهم قد يزعجونها في بعض المواقف، اعتبر أنه في مشروعها لا فرق بين المذاهب في ضرب الدول التي تريد أن تكون قوية، مشيراً إلى أنه من غير المسموح في مشروع الهيمنة الأميركية أن تصبح أية دولة كمصر أو باكستان أو أية دولة أُخْــرَى، قوية فتشن عليها الحروب مباشرة أو بالواسطة كما فعلوا مع إيران في حرب صدام حسين.

وقال السيد نصر الله إن أية حركة سياسية لا تؤيد أميركا يتم وضعها على لائحة الارهاب وتصادر أموالها من أجل اخضاع الدول التي رفضت الخضوع للهيمنة الأميركية، منتقداً في المقابل الرعاية والدعم اللذين توفّرهما أميركا للأنظمة الديكتاتورية في المنطقة.

وتابع نصر الله أن أميركا عندما تريد الاعتداء على دولة وعلى شعب تخترع كذبة وتسوّق لها والمهم أن على قادة هذا الشعب والبلد أن يخضعوا لها، فهي سوّقت الأكاذيب الكبيرة حول البرنامج النووي الإيراني منها أن إيران صنعت سلاحاً نووياً واخفته وأصدرت عقوبات وفرضت حصاراً من قبل المجتمع الدولي لإخضاع الشعب الإيراني، معرباً عن أسفه لكون بعض العرب “أميركيين” أكثر من أميركا نفسها، قائلاً: لكن إيران لم تخضع وواصلت برنامجها النووي وذهبت أميركا للتفاهم مع إيران.

You might also like