“إنتفاضة السكاكين” تلمع بأكف فتية.. ردع من نوع جديد
الانتفاضة الثالثة تتصاعد: أيام رعب في إسرائيل العاجزة عن مواجهتها ونجدة “عربية صديقة” تضغط لوقفها
“إنتفاضة السكاكين” تلمع بأكف فتية.. ردع من نوع جديد
متابعات../ محمد الباشا
المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال تعم مختلف المناطق الفلسطينية المحتلة في إطار الهبّة الفلسطينية الشاملة احتجاجاً على الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية بحق المواطنين والمقدسات، فيما تستمر عملياتُ الطعن والدهس التي تستهدف الصهاينة.. “انتفاضة السكاكين” كما بات يطلق عليها ما زالت أحداثها مستمرة وفي تصاعد.
وفيما تشتعل شوارع القدس المحتلة ونقاط التماس مع الاحتلال بعمليات طعن المتتالية تشتعل مدن الضفة الغربية بمواجهات عنيفة مع الاحتلال تشي بواقع صراع جديد، تتواصل في غزة المواجهات في بيت حانون عند حدود قطاع غزة حيث يلقي الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة ضد جنود العدو الذين يردون بالرصاص، مَـا أَدَّى حسب مصادر طبية فلسطينية إلى أكثر من 30 جريحاً فلسطينياً.
الأحداث الآخذة في التطور أربكت المؤسسة السياسية والأمنية في تل أبيب. وشكلت نوعاً من الردع الذي أجبر رئيس وزراء الاحتلال نتيناهو على تعديل بعض قراراته ومحاولته تهدئة الأوضاع. كما بدأ نتنياهو سلسة اتصالات لفرض التهدئة.
المواجهات مع الاحتلال تعم المناطق الفلسطينية
3 صهاينة محتلين قُتلوا وأصيب أكثر من 30 بينهم 6 بحالة الخطر، صباح الثلاثاء، في 4 عمليات بالقدس وتل الربيع المحتلتين.
وقبلها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية إن مستوطنين قتلا وأصيب ما لا يقل عن 17 آخرين في عمليتي دهس وإطلاق نار داخل حافلة بالقدس في شارع “ملوك إسرائيل”.
وقام فلسطيني بحسب ما ذكرت مواقع صهيونية بدهس عدد من المستوطنين بالقرب من مستوطنة ملاخي غرب مدينة القدس المحتلة.
وبين موقع واللا أن “منفذي عملية القدس بالحافلة تبلغ أعمارهما ما بين 22 و24 أحدهما كان يطعن والآخر يطلق النار من مسدس”.
دهسٌ وطعنٌ وتصدٍ للرصاص.. جرأة أبطال
الفيديو الذي بثته مواقع العدو يظهر شجاعة وبسالة الشهيد أبو جمل ومحاولته مهاجمة رجل أمن صهيوني خلال إطلاقه النار عليه.
عملية دهس وطعن نفذها الشهيد علاء أبو جمل من جبل المكبر في القدس المحتلة وقتل مستوطناً صهيونياً وأصاب 7 آخرين بجراح متفاوتة بعضها خطيرة، قبل أن يقوم رجال أمن صهاينة بإعدامه.
كما قالت وسائل إعلام صهيونية إن اثنين أصيبا في رعنانا جراء عملية طعن أخرى، استشهد منفذها، وسبقها عملية طعن في ذات المنطقة.
وبعد عملية طعن رعنانا الأولى، قالت وسائل إعلام صهيونية أن قوات الاحتلال اعتقلت المنفذ، وإنه يجري ملاحقة شخص آخر كان يساعده.
وبينت لاحقاً أن قوات الاحتلال اعتقلت المنفذ الثاني أثناء عملية رعنانا الثانية، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبها وصفت صحيفة هآرتس المشهد بالقول: “يوم رعب في إسرائيل.. 4 عمليات في غضون ساعتين”.
دول “عربية” تضغط على الفلسطينيين لوقف الانتفاضة
موقع “واللا” العبري، في عدده الصادر الثلاثاء قال: إن دولاً عربية من بينها السعودية ومصر، توجهت لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحذرته من تداعيات “فقدان السيطرة” في الضفة.
وأشار الموقع إلى أن “ممثلي الدول العربية سيستغلون انعقاد اجتماع الجامعة العربية في القاهرة، للطلب من عباس العمل على وقف “تدهور الأوضاع”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن ممثل “الشاباك” الذي كان يتحدث في اجتماع للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن عقد مساء الأحد الماضي، قوله إن “عباس يقوم بإجراءات حثيثة لوضع حد للتدهور”.
على صعيد آخر، ذكرت صحيفة “هآرتس”، أن أجهزة أمن الاحتلال عاجزة تماماً عن مواجهة ثورة السكاكين؛ لأن جميع من يقومون بعمليات الطعن هم فتية يتحركون بشكل منفرد، الأمر الذي يجعل من المستحيل أن يتم جمع معلومات استخبارية مسبقة لإحباط هذه العمليات.
الصحيفة أشارت إلى أن جميع منفذي العملية، باستثناء واحد، تقل أعمارهم عن 20 عاماً، في حين أن معظمهم من مدينة القدس.
من جانبه، حمل الكاتب شفتاي بنديت الجماعات اليهودية التي تداهم المسجد الأقصى المسؤولية عن تفجر ثورة السكاكين.
وفي مقال نشره موقع “واللا” الإخباري، طالب بنديت بضرورة لجم هذه الجماعات التي يهدد سلوكها الأمن “القومي والشخصي” لـ”الإسرائيليين”.
تصاعد العمليات دليل على أن الانتفاضة ستستمر وتتواصل
“حركة الجهاد الإسلامي” أكدت أن تصعيد شباب الانتفاضة للعمليات البطولية والثورة ضد العدو والإرهاب الاستيطاني دليل على أن الانتفاضة ستستمر وتتواصل وأن كل الشعب بات مشاركاً فيها.
وقال المتحدث باسم الجهاد داود شهاب: “إن هذا اليوم مبارك حيث التصعيد الواضح للمواجهات والعمليات البطولية من شباب الانتفاضة والثورة ضد جيش العدو والإرهاب الاستيطاني المجرم”.
التحريض الإسرائيلي ارتفع 400% في أسبوع
بيّن رصد أجراه خبراء شبكات التواصل الاجتماعي، ارتفاعا حادا في نسبة التحريض على العرب خاصة منذ اندلاع الهبة الشعبية الأخيرة، إذ ارتفع عدد المنشورات التي تحرّض على العرب وتدعو بالموت للعرب، من 10 آلاف منشور محرّض إلى 40 ألف منشور ما بين 27 أيلول/سبتمبر إلى 4 تشرين أول/أكتوبر، أي ارتفاع بنسبة 400% خلال أسبوع.
ومن بين المنشورات التحريضية الأكثر تداولاً على شبكات التواصل الاجتماعي، كانت عبارات كـ”الموت للعرب” و”نكبة جديدة” بالإضافة إلى دعوات لمقاطعة المحال التجارية العربية والتسلّح في الشوارع.
ويبيّن الرصد الذي نشر نتائجه موقع “عرب 48” أن 40% من التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي تم رصده على موقع “فيسبوك”، و38% على موقع “تويتر”، بالإَضافة إلى 12% على مواقع تواصل مختلفة ومدوّنات.
ومن أكثر المنشورات التي لاقت رواجاً على “فيسبوك” كان صورة المجندّة الإسرائيلية التي كتبت على يدها “كراهية العرب ليست عنصرية، بل مبادئ”، حيث لاقت 20 ألف إشارة إعجاب حتى تمت إزالتها من الموقع. وفي المقابل، عندما ردّ عليها ناشط إسرائيلي في صورة مشابهة بالقول “المحبة والصبر، هم المبادئ”، تلقّى أكثر من 200 شكوى للموقع حتى تم حظر دخوله بتاتاً إلى الشبكة.
التحريض على العرب بدأ من المستوى السياسي الإسرائيلي
الرصد يؤكد الحالة العنصرية التي يعيشها الشارع الإسرائيلي، إذ في الآونة الأخيرة أخذت وتيرة الاعتداءات على العرب والتحريض تتصاعد بصورة ملحوظة، إذ يشير البحث إلى ارتفاع من 9 آلاف منشور محرّض بداية شهر أيلول/سبتمبر، إلى 40 ألف خلال شهر واحد.
ويجزم الرصد أن هذا التحريض على العرب، بدأ من المستوى السياسي الإسرائيلي، إذ تحوّلت جملة عضو الكنيست عن حزب “البيت اليهودي” ينون مغال، والتي قال فيها إنه “نستطيع الحديث عن نكبة أخرى، وليس انتفاضة ثالثة فقط”، إلى جملة من أكثر الجمل تدولاً على الشبكة.
فرصة ذهبية لإعادة فلسطين لصدارة العالم الإسلامي
مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية وأمين عام مؤتمر الانتفاضة والقدس، حسين شيخ الإسلام، اعتبر إلى أن ادبيات الغرب تصف الكيان الصهيوني، بأنه المتراس الاخير لحضارة الغرب أمام الإسلام، وأضاف: أن الانتفاضة الراهنة تشكل فرصة ذهبية لإعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة اهتمامات العالم الإسلامي”.
وتابع قائلاً: “انه من المؤلم جداً أن يقوم الصهاينة بقمع الشعب الفلسطيني هكذا، فيما القادة والملوك والامراء واولياء العهد في الدول الإسلامية يتطرقون إلى كل القضايا ما عدا المسجد الاقصى، وبطبيعة الحال فان هذا الامر يشمل ايضا الجماعات التي تدعي انها إسلامية لكنها منحرفة في الحقيقة”.
القضية الفلسطينية تمر الآن بمنعطف تأريخي فالمواجهة الآن مواجهة مصيرية، وهذه المرحلة التأريخية مرحلة حاسمة، وينبغي أن نعرف اين تكمن مشكلة العالم الإسلامي الراهنة.
وأكد على أن الممارسات الصهيونية تعتبر جرائم وفق القانون الدولي، و”أن من الواضح اليوم من هو الظالم ومن هو المظلوم وعلينا أن نحدد الموقف والاتجاه الذي نتحرك فيه في هذا المنعطف التأريخي”.