اليمنيون يحتفلون مع سائر المسلمين بعيد الأضحى المبارك
حيث أدوا صلاة عيد الأضحى المبارك واستمعوا إلى خطبتيها التي تناولت الدلالات والمعاني السامية لعيد الأضحى المبارك وما شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين من أيام يعظمونه فيها ويهرعون إليه يذكرونه ويظهرون فضله وإحسانه فيهللون ويكبرون ويفرحون ويستبشرون ويحمدونه سبحانه ويشكرونه أن جعلهم من أهل الايمان وأمتن عليهم بخاتم الهداية والقرآن فكانوا خير أمة أخرجت للناس.
واستعرض الخطباء فضائل وعظمة هذه الأيام المباركة التي يغفر الله ذنوب التائبين ، بحيث يلتقي فيها المسلمون على صعيد المحبة والإخاء ويتبادلون حديث الود والصفاء ، فتقوى صلاتهم وتتوثق أخوتهم فيحمدون الله عز وجل على نعمة الاسلام التي جمعتهم برباطها وألفت بين قلوبهم وشدة بعضهم إلى بعضا بحبل الايمان فأصبح مثلهم في المودة و التراحم كمثل الجسد الواحد أو كمثل البنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
وأشاروا إلى أن عيد الأضحى المبارك، هو عيد الايمان الكامل بمواعيد الله وبشاراته وأمره ونهيه، وعيد البر والبذل والعطاء والكرم وتلاقي القلوب على الحب والوئام .. لافتين إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل الاعياد والمواسم الدينية في الاسلام تجديدا لإيمان المؤمنين ودعوة لضعاف الإيمان للعودة إلى زمرة المؤمنين والتقرب بالعمل الصالح حيث يفيض الله رحماته في هذه المواسم فضلا منه وكرما .
وتطرق الخطباء إلى ما شهده اجتماع ضيوف الرحمن يوم عرفة لأداء ركن الحج الاعظم، الذي يعتبر مؤتمرا سنويا يجمعهم من شتى بقاع الارض ليتعرفوا أحاسيسهم ويبثوا أوجاعهم في مهبط الوحي ومنزل النبوة ويشهدوا الله على ان يكون عملهم لله وجهادهم في سبيل الله .
وأعاد خطباء عيد الأضحى المبارك الذاكرة في الوقوف في عرفة بالمؤتمر الاول ليوم الوداع الذي تقرر فيه دستور الحريات الانسانية الطبيعية وشرعه النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم بفضل الله ووحيه.
وتناولت خطبتي العيد سنة خليل الرحمن سيدنا إبراهيم عليه السلام، في الأضحية عندما رأى بالمنام أنه يذبح ولده والذبيح يقول مسلما لأمر الله يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني انشاء الله من الصابرين، في امتثال نموذجي لأمر الله في الصبر والتسليم والإستجابة، ولكن رحمة الله سبقت وفدته بذبح عظيم .
وأوضح الخطباء أن الاسلام عقيدة وعمل نافع وكل ما عداه غرورا ولهوا كاذب فالإسلام جهاد وتضحية وعزة وكرامة ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. مستشهدين بقول الله سبحانه وتعالى ” وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ” .
كما أشاروا إلى أن موسم الحج وعيد الأضحى أتى هذا العام وأهل اليمن يتعرضون لعدوان غاشم وظالم من قبل ما اسموه بالتحالف العربي، معتبرين هذا الاعتداء طامة ما بعدها طامة حين قرر العرب ان يبتهلوا ويظهروا للعالم جبروتهم وأن يثبتوا أن لديهم جيوشا مجهزة بأحدث الاسلحة لم توجه ضد عدوا للإسلام ولا محتلا لديار المسلمين ولا مغتصبا لمقدساتهم، فالعدو الصهيوني يسرح ويمرح ويقوم باتخاذ الاجراءات التي من شانها تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى والعرب في سكرتهم يعمهون.
وعبروا عن أسفهم أن توجه هذه القوة الضاربة والشدة والبأس ضد أخوتهم في الاسلام والعروبة وأحفاد الأنصار ويمن الايمان والحكمة، وفلسطين تعم تحت وطئه الاحتلال لأكثر من ستة عقود والقدس تشكوا التهويد والمسجد الأقصى يوشك أن تهد أركانه وكل هذا لم يستعد القادة الاعراب أن يحركوا طائرة واحدة ولا بارجة ولا دبابة وهذا إن دل على شي فإنما يدل على أنهم مجرد أدوات بيد الدول الاستعمارية لا يملكون من امرهم شيئا .
وذكر الخطباء أن المسلمين أصبحوا مجرد قصورا وأشكالا جوفا، أضاعوا المعاني الحقيقية لدين الله، بعيدون كل البعد عن جوهر الاسلام .. مؤكدين أنه لا مخرج لهذه الأمة إلا بالرجوع الى الله والتوبة الصادقة والإقبال على رب الأرباب في هذه الايام المباركة التي يضاعف الله فيها الاجور ويعفوا ويتجاوز عن الخطايا .
واختتم الخطباء بالدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلاد والعباد وأن يهيئ أسباب النصر والفلاح ويرد عن الجميع كيد الكائدين وحقد الحاقدين وعدوان الظالمين وشر الخلق أجمعين أنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير .