أطفال اليمن ضحايا تحت القصف والمجتمع الدولي غير مبالي في ندوة بصنعاء
وأوضحت أن اليمن شهد طوال الستة الأشهر الماضية عدوانا وحربا غاشمة استهدفت سيادته وانتهكت حرماته بأبشع أنواع الجرائم المتعمد من قبل تحالف دول العدوان بقيادة المملكة السعودية مع سبق الإصرار والترصد بعيدا عن الضمير الإنساني والأخوة العربية والضوابط والقوانين الدولية .
وقالت ” بداية حرب النظام السعودي الإجرامية على الشعب اليمني بحجة شرعية يدعونها من الباطل ويأتون بها فرضية لكي تخدم مصالحهم وتخضع اليمن إلى وصايتهم الأبدية التي يريدون منها تقسيم الوطن الواحد إلى مناطق يعبث بها سياسيا وطائفيا ومذهبيا وتحطيم النسيج الإجتماعي بين أبناء البلد الواحد “.
وأكدت الدكتورة إيمان أبو هادي أن الحرب القاسية والمجرمة يدفع ثمنها الأطفال .. لافتة إلى أن العدوان إنما هو في سياق مؤامرات وأجندات سياسية دنيئة تبيد شعب بأكمله ويذهب الأطفال ضحايا الاستثمار السياسي القذر الذي تم إعداده من قبل هذا التحالف المرتبط بالخونة والعملاء والمرتزقة.
وناشدت المديرة التنفيذية لمنظمة عين الأحرار للحقوق والحريات والرقابة الانتخابية، الضمير العالمي والإنساني بإيقاف نهر الدم الذي يسفكه العدوان السعودي بحق المدنيين المسالمين وخصوصا الأطفال والنساء .. داعية جميع الأطراف للعودة إلى طاولة التفاوض والحوار السلمي الذي يفضي إلى الخروج بالوطن من الأزمة الراهنة.
عقب ذلك بدأت محاور الندوة باستعراض عدد من أوراق العمل، حيث تناولت الورقة الأولى التي قدمها الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان الدكتور تميم الشامي، بعنوان سياسة العدو يدفع ثمنها أطفال اليمن، الأضرار والمخاطر النفسية والجسدية على الأطفال جراء العدوان السعودي الغاشم.
واستعرض الدكتور الشامي مظاهر الضغوط النفسية على الأطفال بسبب النزاعات المسلحة والقصف الجوي من قبل العدوان السعودي على اليمن .. مبينا عدد من الأعراض التي تظهر على الطفل الذي يعاني من الضغوط النفسية ومنها الإضطرابات النفسية والعصبية والبدنية واضطرابات النوم وتراجع التحصيل التعليمي.
وأكد الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان أن الأطفال الذين يعانون الضغوط النفسية يمكن مساعدتهم بأساليب متعددة من خلال تدريبهم على كيفية التنفس العميق والتحدث إليهم حول المواقف المحتمل حدوثها والتعامل مع مسبباتها وتوعيتهم بردود الفعل الجسمية للضغوط النفسية وكيفية التعامل معها سيما في مراحلها الأولى.
فيما تطرق عضو الهيئة الاستشارية بوزارة حقوق الإنسان الدكتور عبدالفتاح الزبيب في ورق العمل المقدمة للندوة إلى موقف القانون الدولي تجاه استهداف العدوان للمدنيين وخصوصا الأطفال .. لافتا إلى أن الدول العربية المشاركة في العدوان مصادقة على اتفاقيات جنيف الأربع والبرتوكولات الملحقة بها.
واستعرض موقف القانون الدولي الإنساني من العدوان على اليمن من محورين الأول، موقف اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين عام 1949 ونصه أن القانون الدولي حظر في هذه الاتفاقية جميع أنواع الاعتداء بالقتل أو التعذيب على المدنيين وكذا استهداف المنشآت المدنية وقوافل الإغاثة ومنع وصولها للمدنيين.
وقال ” إن المحور الثاني يتعلق بموقف البرتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف بشان ضحايا النزاعات المسلحة الدولية ونصه حماية المدنيين وفقا للبروتوكول وتمييز الأطراف المسلحة بين المدنيين وغيرهم “.
في حين رأى نائب رئيس اللجنة التحضيرية لاتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالفتاح حيدرة أن وسائل الإعلام المحلية والخارجية انتقلت خلال الستة الأشهر الماضية إلى الاتجاه المغاير بعيدا المهنية والمسؤلية الاجتماعية بعد انخراطها في دهاليز السياسة والمصالح الضيقة.
ولفت في ورقة عمله بعنوان “تضليل الإعلام الخارجي على جرائم العدوان ضد أطفال اليمن” ، إلى بعض من سمات الإعلام التي برزت خلال المرحلة الراهنة في التضليل المتعمد وتشويه الحقائق وإثارة النعرات بين أبناء الوطن .
وأكد أن وسائل الإعلام سعت خلال المرحلة الماضية إلى تغييب المشاركة الجماهيرية والاستخفاف بعقلية الجماهير اليمنية واكتفت بإظهار الشخصيات التي تثير قرف الجمهور من الرياض والقاهرة.
تخلل الندوة عرض بروجيكتر عن جرائم العدوان السعودي بحق أطفال اليمن، وقصيدة شعرية للشاعرة إشراق الحملي، بالإضافة إلى رسالة أطفال اليمن إلى المجتمع الدولي قرأتها رئيس حكومة أطفال اليمن أمة الله عبد المغني.
تضمنت الرسالة استغاثة إنسانية عاجلة من حكومة أطفال اليمن إلى المجتمع الدولي وأحرار العالم والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالمطالبة بإيقاف العدوان السعودي وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب اليمني من قبل تحالف دول العدوان السعودي ولا سيما الأطفال والآثار النفسية جراء العدوان الغاشم.
حضر الندوة وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع الشباب أحمد العشاري وعدد من الأكاديميين والمثقفين والعلماء والإعلاميين والشباب والفتيات والأطفال.