السعودية وخطة الكماشة
متابعات – العملية النوعية التي قام بها الجيش اليمني منذ أيام باستهداف معسكر لقوات التحالف في مدينة صافر بصاروخ توشكا أدى الى مقتل ما لا يقل عن ٦٠ جندياً وضابطاً خليجياً والتي أدت الى زعزعة القوات الغازية وتشتيتها، شكلت صدمة لدى السعوديين والإماراتيين كانت كبيرة جداً إذ أن تأثيرها النفسي كان أكبر بكثير من تأثيرها الميداني ما دعا السعودية الى التهويل بإرسال المزيد من القوات والتجهيزات العسكرية الى اليمن للسيطرة على مدينة مأرب، إذ يعتقد الخبراء بأن السعودية الآن تحتاج الى انتصار نفسي بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها لرتق التصدع الذي حصل في جبهتها ولإعادة هيكلة قواتها.
الضربة الإستباقية التي قام بها الجيش اليمني وأنصار الله من خلال استهدافهم للمعسكر أفشلت المخطط الذي رسمته قوات التحالف لغزو مدينة صنعاء، المخطط الذي يقوم على حصار مدينة صنعاء من ثلاث جهات ووضعها بين فكي كماشة حيث تقوم قوات التحالف بالتقدم باتجاه مدينة صنعاء من ثلاثة محاور:
المحور الأول: التحرك من طرف الجنوب للسيطرة على مدينة تعز وإب ومن ثم مدينة ذمار وصولاً الى صنعاء، ولم تستطع القوات الغازية التقدم من هذا المحور بسبب المقاومة الشديدة التي واجهتها من قبل اللجان الشعبية والجيش اليمني بالإضافة الى عدم استطاعة قوات منصور هادي التقدم في مدينة تعز مما أدى الى إفشال التقدم من هذا المحور.
المحور الثاني: التحرك من الغرب باتجاه صنعاء، حيث قامت المقاتلات السعودية بقصف عنيف لمدينة الحديدة ومينائها لكي تستطيع سفنها الحربية القيام بإنزال بحري على شواطئ مدينة الحديدة ولكن السفن الحربية السعودية لم تستطع القيام بذلك نتيجة غزارة نيران أنصار الله والجيش اليمني.
المحور الثالث: يبدأ بإدخال قوات عسكرية سعودية عبر الحدود اليمنية السعودية الى حضرموت التي تقع تحت سيطرة عناصر القاعدة الموالين للسعودية وبعد ذلك تقوم القوات بالتحرك باتجاه مدينة مأرب ومن ثم صنعاء، لم تواجه القوات المتقدمة من هذا المحور أي مقاومة تذكر حتى وصلت مأرب حيث أنها لم تستطع التقدم في مدينة مأرب بسبب المقاومة الشديدة للجان الشعبية المدافعة عنها، وبذلك يكون مخطط السيطرة على مدينة صنعاء قد فشل وما يفسر فشله هو التهويل الإعلامي المكثف والتهديد والوعيد من قبل السعودية وطلب المساعدة من بقية الدول الخليجية لنصرتها.
في سياق متصل ذكرت قناة الجزيرة القطرية بأن قطر ارسلت ١٠٠٠ مقاتل بالإضافة الى ٣٠ طائرة أباتشي و٢٠٠ مدرعة الى اليمن واتجهت هذه القوات الى مأرب من أجل السيطرة عليها والتمركز فيها. وذكرت قناة العربية السعودية في تقرير لها بأن السودان سيرسل ٦٠٠٠ مقاتل الى اليمن للمشاركة في هذه الحرب، وكانت قد أعلنت الكويت في وقت سابق بأنها لن ترسل أياً من قواتها الى اليمن إلا أن جريدة السياسة الكويتية ذكرت بأن الكويت عازمٌ على إرسال قوات الى اليمن للمشاركة في الحرب الى جانب القوات السعودية.
في هذه الأثناء صرح مصدر مقرب من الرئيس المستقيل منصور هادي بأن هنالك ١٠٠٠٠ جندي جاهزون للمشاركة مع القوات السعودية في السيطرة على محافظة الجوف شمال اليمن، هذا وتأتي هذه التصريحات عن أعداد المقاتلين والحشد الذي تقوم به السعودية في سياق الحرب الإعلامية والنفسية التي بدأتها منذ أيام لرفع الروح المعنوية لدى قواتها بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها التحالف بأكمله على يد أنصار الله والجيش اليمني باستهداف معسكرهم بصاروخ أرض أرض من نوع توشكا والذي أدى إلى مقتل أكثر من ٦٠ جندياً خليجياً بينهم ٤٥ جندياً وضابطاً إماراتياً.
في سياق متصل أكد عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله ضيف الله الشامي أن “القوة التي يسعى التحالف السعودي إلى حشدها في اليمن لن تغيّر في مسار العمل والمواجهة اللذين خطط لهما الجيش اليمني واللجان الشعبية ” وأضاف بأن دخول القوات القطرية الى ساحة المعركة لن يغير شيئاً وليعلموا بأنه لن يتم استقبالهم بباقات من الزهور وسيتم التعامل معهم كما تم مع من سبقهم.
في المقابل شهدت مناطق يمنية كثيرة قصفاً عنيفاً من قبل طائرات الجيش السعودي وتكثيف الضربات الجوية على العاصمة لم يستثن المنازل السكنية الآهلة بالسكان، بل تم قصفها بضراوة وبشكل عنيف وفوق رؤوس اطفالها ونسائها، حيث استشهد العشرات ولم يبق من سكان هذه المنازل إلاّ الأشلاء يتم جمعها من بين الركام حيث شنت أكثر من عشر غارات على صنعاء ومدينة يريم شمال محافظة إب مما أدى الى استشهاد اثني عشر شخصاً وجرح تسعة وثلاثين آخرين، الغارات استهدفت ايضا مديريّتي الزاهر ومكيراس في محافظة البيضاء وسط اليمن ومديرية صرواح في محافظة مأرب.
* الوقت