صفقات بيع السلاح الغربي للسعودية.. وجه جديد من أوجه العدوان على اليمن
منذ أن بدأت السعودية عدوانها على اليمن والأنظار متجهة إلى الدور الذي يلعبه المحور الغربي في ذلك إن كان على مستوى الدعم السياسي واللوجستي أو الدعم العسكري الذي تلقته السعودية من هذه الدول.
وصفقات الأسلحة خير شاهد ودليل على تورط الغرب في الحرب على اليمن، بل ذهب البعض لإعتبارها حربا بالوكالة تقودها السعودية لصالح الدول الغربية صاحبة المنافع والمصالح في منطقتنا. فمن شركاتهم النفطية والتجارية إلى القواعد العسكرية والتي ترى الدول الغربية أن لا مجال لحمايتها إلا من خلال قمع أي حركة شعبية طامحة إلى التحرر، والقضاء على الفكر الإستقلالي بإستخدام أدواتهم في المنطقة والمتمثلة ببعض الحكومات التي تشكلت تحت رعايتهم.
صفقات أسلحة جديدة للسعودية
على مر السنوات عقدت السعودية صفقات شراء أسلحة مع الدول المصدرة للأسلحة وخصوصا بريطانيا وأمريكا وفرنسا وغيرها، إلا أن الأعوام الأخيرة شهدت إرتفاعا في نسبة شراء الأسلحة من قبل السعودية، حتى أنها مؤخرا صنفت بالمرتبة الأولى للدول المستوردة للسلاح، فمن صفقة إقتناء مائة زورق نفاث من صنع الماني بقيمة مليار و٩٠٠ مليون دولار إلى صفقة حول مئات دبابات ليوبارد من صنع ألماني لتجهيز قواتها البرية، وتتحدث أنباء عن أن الرياض تخصص سنويا قرابة عشرة ملايين دولار في صفقات أسلحة معلنة وغير معلنة تستفيد منها صناعة السلاح البريطاني والأمريكي. هذا بالإضافة إلى صفقات الأسلحة والطائرات الحربية التي تحصل عليها من أمريكا. وآخر هذه الصفقات المنوي إنجازها ما أعلنت عنه وزارة الدفاع البريطانية عن نية لديها تزويد السعودية بمجموعة صواريخ جديدةPVY ٤ والتي يمكن تحميلها للطائرات المقاتلة وإصابة أهدافها بدقة، هذا النوع من الصواريخ كان قد عرض في وقت سابق من العام الماضي في معرض للأسلحة في أبوظبي والتي جلبت أنظار السعودية لشرائها، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الصواريخ بإمكانه حمل رأس ٥٠٠ كيلو من المواد المتفجرة والتي تعد قدرة تدميرية كبيرة كونها قابلة للحمل على متن الطائرات الحربية.
إدعاءات غربية تناقضها مجريات الأحداث اليمنية
الدول الغربية وبالرغم من كل إعلامها الذي عمل ولا زال يعمل على الترويج بأنه أداة السلم والحريات في العالم، وأن هدفهم هو محاربة الإرهاب والتصدي للفكر الإرهابي، إلا أن الأيام تكشف يوما بعد يوم القناع عن الحكومات الغربية ومخططها التدميري في المنطقة، ففي الشأن اليمني يبرز أحد وجوه زيف إدعاءات الحكومات الغربية والتي يمكن تفصيله في النقطتين التاليتين:
– كل التجهيزات والإمكانات العسكرية التي حصلت عليها السعودية من الدول الغربية والتي لا زالت تحصل عليها بل ازداد حجمها ونوعها في السنوات الأخيرة ليأتي آخرها عزم وزارة الدفاع البريطانية تزويد السعودية بصواريخ PVY ٤ كلها تستخدم اليوم في عدوان السعودية على اليمن وشعبه، تظهر دور الدول الغربية الإستعمارية الداعمة الأساس للعدوان على اليمن، فهذه الدول لم توفر جانبا أي دعم عسكري تسليحي للسعودية بل لكل الدول المشاركة في العدوان.
– الدعم العسكري التسليحي وغيره الذي تقدمه الدول الغربية المدعية شعار الحرية من خلال دعمها بعض الحكومات العربية كالسعودية وغيرها عنوان بارز لدعم الحكومات التي لا تتمتع بأي صبغة ديمقراطية، فهي حكومات ديكتاتورية ملكية عائلية لا حرية فيها لغير العائلة الحاكمة، وبالتالي هو خلاف الإدعاءات الغربية، بل أن الدول الغربية وكما أشرنا تعمل على القضاء على أي حركة ديمقراطية تحررية واليمن هو مصداق واقعي جديد للتناقض الغربي.
إن الدعم الغربي للسعودية هو وجه جديد من أوجه عدوان الحكومات الغربية بالوكالة في منطقتنا، وهو الذي يتطلب وقفة دولية جادة ومسؤولة، وأن تتخذ العدالة الدولية مجراها في مساءلة الحكومات الغربية الشريكة في العدوان.