كل ما يجري من حولك

رئيس اللجنة الثورية العليا: الخيارات الإستراتيجية كفيلة بأن تجعل العدو يراجع حساباته ألف مرة

542

 

أجرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية حواراً مع رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي تحدث فيه حول المستجدات الأخيرة التي يمر بها البلد، وكشف موقفه من مختلف القضايا..

ولما حمله هذا الحوار من مضامين ارتأت “صدى المسيرة”  إعادة نشره..

 

أجرى الحوار/ علي جاحز

– السعودية احتفلت وَهادي وَحكومته احتفلوا بما أسموه تحرير عدن.. مَا الذِي حدث في عدن؟، ومَـا هُـوَ الذي جعلكم تفقدون سيطرتكم عليها؟.

– ما حدث وَيحدث في عدن تصعيدٌ خارجي مصحوبٌ بحرب إعْـلَامية وقصف جوي وَبحري مكثف، وقد استغل العُـدْوَان فترة الهُدنة التي دعت إلَـيْـهَا الأُمَـم المتحدة، وَنحن عندما نوافق على أَي شيء نسعى لتطبيقه في الميدان عبر إرْسَـال رسائلنا إلى الجهات المعنية، وَلذلك استغلت مثل هذه الحالة عندما رأوا وَلاحظوا أن الجيشَ وَاللجانَ في حالة انتظار للهُدنة استغلوا هذه الفرصة، وَبدأوا بإنْـزَال بري وَبحري غزاةً لمدينة عدن، وَفشلت مهمتهم التي أعلنوها وحددوا زمانها وَمكانها، وهم تحدثوا إعْـلَامياً أَكْثَـر مما فعلوا وَالشَّـعْـب يعي ذلك، والشَّـعْـب على مستوى كبير من الوعي لدرجة أَنَّـه لم تصدمه المواقف التي كان يتحدث بها هادي وَبحاح وَغيرهما ممن فقدوا شرعيتهم وأَصبحوا مطلوبين للعدالة..

– السعودية وحلفُها يراهنون على انهياركم في الجنوب.. على ماذا تراهنون في المحافظة على عدن سيما في ظل كُلّ هذا التحشيد وَالقصف؟.

– نراهن على الوعي الشَّـعْـبي وَالجماهيري لدى الشَّـعْـب الـيَـمَـني الذي يعي جيداً أن هذه المشاريع أتت للتقسيم للتجزئة للتفتيت للنيل من أمنه وَاستقراره من كرامته وَعزته وَأرضه وَسيادته، وهذه الشعارات التي ترفعُها دول العُـدْوَان وَيطلقونها بين الحين وَالآخر ليست واقعية؛ لأنهم ينطلقون لهدم كُلّ مقومات الدولة ويسعون لخلق فوضى بين الشَّـعْـب الـيَـمَـني للحيلولة دون بناء دولة نظام وَقانون، بل هم يبحثون عن اختلاق المشاكل وَالأَزمات وَكانوا يقفون وراء كُلّ الأَزمات وَالحروب الماضية.

– في ظل الضخ الإعْـلَامي وَتعدد المصادر والأخبار وَتناقضها.. هل يمكن أن تطلعونا وَالقراء مَـا هُـوَ الوضع العسكري في المدينة؟.

– الوضع في عدن مبشر وَجيد جيداً وبعكس ما يروج له إعْـلَام العُـدْوَان، وَستلاحظون في الأَيَّـام المقبلة ما يبشر الجميع وَيعيد للشَـعْـب استقلاله وَاستقرارَه بإذن الله.

– ما هي خياراتكم؟.

– لكل حادث حديث..

– تحدث رئيس المجلس السياسي عن ما يجري في عدن بكونه مؤامرةً على القضية الجنوبية وَعلى ميناء عدن لافتاً إلى دور الإمَارَات في هذه المؤامرة.. من الذي يتآمر على القضية الجنوبية؟، وَلماذا يريدون أن يتآمروا عليها؟، وما الذي يجعل الإمَارَات تخشى من ميناء عدن؟.

– يتآمر على القضية الجنوبية زعماء 7/7 وزعماء حرب 94م، وأنت حين تلاحظ المتواجدين في الرياض ستجد أنهم علي محسن الأَحْمَـر وَهادي وَغيرهم من زعماء حرب 1994م وهم من يتآمر الآن على الجنوبيين لإجهاض قضيتهم وَحرمانهم من حقوقهم المشروعة ومطالبهم العادلة، ويجري تفخيخ الجنوب بالقاعدة بشقيها داعش وَالظواهري الذين هم امتداد لميليشيات الإصْـلَاح لكي يتم إضعاف الجنوبيين أَصحاب المطالب العادلة.. بالنسبة للإمَارَات ليست بمفردها بل العُـدْوَان كله يستهدف الـيَـمَـن كله وإن كانت الإمَارَات تصدرت، ولكن العُـدْوَان كله يستهدف الـيَـمَـن وَلا يستهدف لأجل موانئه البحرية فقط، وإنما لأجل كرامته وَاستقلاله وَثقافته الرافضة للعُـدْوَان الأجنبي بكله ورفضه للوصاية التي تم إلباس الشَّـعْـب بها من خلال المبادرة الأَمريكية الخليجية التي رفض الثوار القبول بها وَاستمروا في النضال الثوري حتى انتصرت الثورة في 21 سبتمبر وَأسقطت هذه المشاريع من خلال اتفاق السلم والشراكة.

 

– هل تعتقدون أن السعودية عاجزة بالفعل عن إعَـادَة هادي إلى عدن؟، وما الذي تريده من صناعة أَطْـرَافٍ متناقضة في عدن، جزء منها مع الوحدة وَجزء ضدها وَجزء مع هادي وجزء ضده؟.

– بإمكانكم أن تضعوا استبياناً لتعرفوا كيف ينظر الشَّـعْـب لهادي، لم يعد مرحباً به، لا داخلياً ولا دولياً. هادي أَصبح خارج اللعبة اليَـوْم. والسعودية تدرك ذلك ولا تحرص على إعادته، بل تريد تدمير الـيَـمَـن.

تريد السعودية تنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة التي كانت أَمريكا قد أعلنت عنه في السابق، وهو مشروع تفتيتي يهدف لإدخال المنطقة في صراعات وانقسامات ليس في الـيَـمَـن وحسب بل يجري تنفيذه في كُلٍّ من العراق وَسوريا وَغيرها، والسعودية أَدَاة تنفذ هذا المخطط الأَمريكي في أَكْثَـر من مكان في المنطقة وَمنها الـيَـمَـن.

 

– ما سر ظهور داعش والقاعدة في مقدمة صفوف القوات التي تقاتل لصالح العُـدْوَان وَتسمِّي نفسَها المقاومة؟.

السر هو ارتباطُها بالسعودية التي ترتبط بدورها بأَمريكا، وَنحن نعتبر أن أَمريكا هي من يقود المعارك في الـيَـمَـن.

 

– لكن هناك يسار وَليبراليون وَقوميون يقاتلون مع ما يسمى المقاومة.. كيف انسجموا مع القاعدة؟.

– هؤلاء مرتزقة، يُفترض أن تسأل كيف انسجموا مع السعودية أَوَّلاً، وكيف انسجم فكرٌ اشتراكي (فصائل الحراك الجنوبي) مع نظام استبدادي رجعي!!.

 

– ما هو الوضع العسكري للجيش وَاللجان الشَّـعْـبية في كُلّ البلاد اليَـوْم؟، وهل هناك انجازات فعلاً أم أنها انجازات إعْـلَامية كما يقول الطرف الآخر؟.

– الجيش وَاللجان هم من يمتلك زمام المبادرة، وَهم من يخطط وَينفذ وَيرد في الوقت وَالمكان المناسبين، وَبإمكانك أن تزور الجبهات وَتشاهد من الانجازات الشيء الكثير وَالطيب.

 

– استلمتم السلطة من بعد استقالة الرئيس وَالحكومة في مطلع العام الجاري.. ماهي مهام اللجنة الثورية تحديدا اليَـوْم؟.

مهام اللجنة الثورية محددة في الإعْـلَان الدستور، وَقد توقف تنفيذ الإعْـلَان وفق توجيه من قائد الثورة السيد عبدالملك لإعطاء فرصة للمبعوث الدولي جمال بن عمر وَفريقه وَللأَطْـرَاف للتوصل إلى حل عبر الحوار، وقد كانت الأَطْـرَاف على وشك التوصل إلى حل بالفعل برعاية الأُمَـم المتحدة لولا تدخُّل العُـدْوَان، وهو ما أوضحه السيد المبعوث الدولي في إحاطته الأخيرة، وَعلى المجتمع الدولي الوقوف مع الشَّـعْـب الـيَـمَـني وَثورته بدلاً عن التعاطي مع الغزاة المعتدين.

 

– لكن الإعْـلَان الدستوري حَدَّد للجنة الثورية مدةً لحسم الأُمُـوْر وتشكيل حكومة وَمجلس رئاسي؟.

كان الإعْـلَان قد حدد عامَين للحكومة التي كانت ستُشكل لكننا توقفنا عن أَي عمل ثوري؛ لنترك فرصة لتتوصل القوى السياسية إلى توافق، وكان قد حصل التوافق بين القوى تحت سقف الإعْـلَان الدستوري، ولكن العُـدْوَان وجد أن الـيَـمَـنيين على وشك الانجاز السياسي الحقيقي تحت مظلة الأُمَـم المتحدة سيُفضي إلى حل حقيقي سيُخرِجُ الـيَـمَـن من أزمته تَدَخَّلَ لإفشاله.

 

– كيف تديرون الأُمُـوْرَ في صنعاء وَبالتالي بقية مرافق الدولة؟.

– المؤسساتُ لا تزال قائمة وَتتحَـرّك بشكل طبيعي، والقائمون بالأعمال في الوزارات يتحَـرّكون كُلٌّ من جهته وَيتواصلون بالمختصين في مكاتب الوزارات في المحافظات بشكل طبيعي، تستطيع أن تقول إن الوضعَ مستتب والعمل قائم وَالحمد لله، ولا زالت الدولة حية وَالهُوية الوطنية تجمع هذه المؤسسات.

 

– كيف تتواصلون مع المؤسسات الحكومية في الجنوب خصوصاً سيما في ظل الخلافات وَالحروب مثل عدن وَحضرموت؟، وكيف يتم إرْسَـالُ الرواتب وتدفق الأموال من وإلى تلك المحافظات؟.

بعضُ المحافظات وضعها وضع عسكري أصلاً، والوضع العسكري له آلياته، ومع ذلك نبعث فِرَقاً بين الحين وَالآخر لمعالجة بعض الأُمُـوْر في تلك المحافظات مثل إصْـلَاح الكهرباء وَالمياه في عدن مثلاً أرسلنا فرقاً من صنعاء؛ لأن الفرق العاملة هناك تم تهديدها من قبل القاعدة ومرتزقتها بالتصفية أن هي تحَـرّكه لخدمة المواطن ولإعَـادَة الخدمات للمواطنين هناك، بالنسبة للرواتب وَالأموال فقد تم وضعُ آلية بالاتفاق مع البنك المركزي، ويجري التعامل عبر البريد أَوْ عبر شركات صرافة وَغير ذلك من الطرُق، والجميع يستلمون رواتبهم، وَلا أَعتقد أن هناك أَحداً لا يستلم راتبه في الشمال وَالجنوب.

 

– صنعاء العاصمة ومحيطها لا تزال بعيدةً عن الحرب الداخلية.. ما هي التهديدات التي تواجه الاستقرار في العاصمة إضَـافَـة إلى القصف؟، وهل بالفعل هناك محاولاتٌ لنقل المعركة إليها؟، وهل لديكم خطة وقُدرة للحيلولة دون حدوث ذلك؟.

التهديداتُ هو الحصار الخانق الشامل الذي تقوده السعودية وأَمريكا وَحلفاؤها في المنطقة، وَأَعتقد أن الوضعَ هادئ وقوي هنا ولا يمكن أن ينقلوا المعارك إلى هنا، هم يتوجهون توجهاً آخر، إلَّا إذا اتجهوا نحو خيار الدمار الشامل، فربما، وبإذن الله أن هناك تدابيرَ لمنع ذلك بتكاتف الوطنيين وَالشرفاء من الشخصيات الاجتماعية الهامة من مشايخ وعقال العاصمة، وهناك شخصيات سياسية قوية وَفاعلة وَمؤثرة تتحَـرّك من جهتها وَكُلٌّ يتحَـرّك هنا من موقعه لتقوية الجانب الأمني في العاصمة وفي كُلّ المدن، ومجموع جهود وَوعي الجميع من مشايخ وَأَفْـرَاد وَشخصيات اجتماعية وَسياسية يمكنه أن يقف بوجه هكذا مخططات وَيفشلها.

 

– ماذا عن الوضع الأمني للعاصمة؟.

– فشَلُهم في الجبهات جعلهم يعودون إلى مربع العمليات الإجْـرَامية وَالاغتيالات، كنا في الماضي نجدهم حين يفشلون في الجبهات يلجأون لاستهداف المدنيين واغتيال القيادات مثل الدكتور جدبان وَالدكتور أحمد شرف الدين وَغيرهم أثناء حكم هادي وَفي أَيَّـام الحوار الوطني، أما اليَـوْم فهناك لجنة أمنية عليا معنية بمتابعة هذه الأَشياء ولديها خططها التي تتعامل مع هذه الأُمُـوْر في إطارها، وما دام الجهاز الأمني قائماً بذاته فهو المعني، وأَعتقد أَنَّـه وَخلال الأَيَّـام المقبلة سيزول هذا الوضع الأمني، وعلى الجميع أن يرصد وَيتابع وَيتعاون للحد من هذه الاختلالات؛ لأن الإجْـرَام يستهدف الجميع.

 

– كان قد ترددت أَنْبَـاء عن مشاورات لتشكيل مجلس رئاسي وَحكومة وحدة وطنية ومن قبل صرحتم لنا أَنتم أنكم بصدد تشكيل حكومة طوارئ.. أَيْنَ وصلت تلك المشاورات؟.

– لا زالت المشاورات جارية وَأَعتقد أنها قد اقتربت من الانتهاء، وستسمع في الأَيَّـام القريبة القادمة أن الحكومة قد خرجت إلى العَلَن وَقد أعلنت أَسماءها إن شاء الله.

 

– هل صحيح ما يقال إنكم تعيقون تشكيلَها حتى تنتهوا من السيطرة على مفاصلها عبر تثبيت كوادر موالية لكم في الأَمَـاكن الهامة؟.

ضاحكاً: ليس صحيحاً وَنحن لا نسيطر على مفاصل الدولة على الإطْـلَاق، كُلّ أَبْنَـاء الشَّـعْـب الـيَـمَـني يعملون في أَمَـاكنهم في الدولة، وَلو دققت لوجدت أن مفاصل الدولة تديرها رجال الـيَـمَـن من كُلّ المشارب وَالتوجهات.

 

– ضرب العُـدْوَان السعودي معسكراً كان قد أعلن تأييدَه لشرعية هادي في منطقة العبر بمحافظة حضرموت خلال شهر رمضان.. برأيكم مَا الذِي دفع العُـدْوَان ليضربَ المعسكر؟، وما هي دلالات وَخلفيات تلك الضربة؟.

– إستهدافُ الـيَـمَـن وَالمواطن الـيَـمَـني هو نهج وَفكر لدى قادة العُـدْوَان، وَلا غرابة في أن يقصفَ هنا أَوْ هناك، وَالشَّـعْـب الـيَـمَـني مستهدف بكل أطيافه، وَعلى الجميع أن يعيَ أَنها مؤامرة على الجميع؛ لأن الهدف تفتيت الـيَـمَـن وَتفكيكه وخلق الحروب وَالصراعات، وبالنسبة لخلفيات استهداف المعسكر أَعتقد أن هناك خلافات بين قادة العُـدْوَان أَوْ أن هناك نوايا مبيتة لخلط الأَوْرَاق وهناك في السياسة وَالصراع أَشياء لا يمكن الإفصاح عنها، وفي الواقع فإنها ذاتُ دلالات على فشل عسكري للعُـدْوَان وعدم معرفة وَتقييم صحيح للواقع، كان هناك بالفعل بعضُ الأَحرار داخل المعسكر رفضوا الدخول في خندق المواجهة لأَبْنَـاء بلدهم، وَهذا شيء إيْجَـابي جداً، وَالذين ذهبوا مع العُـدْوَان هم جماعة الإخوَان بجناحها العسكري وَالتي تمثل القاعدة بشقيَها الداعشي وَالظواهري مفردة من تنظيمهم العالمي في الجمهورية الـيَـمَـنية.

 

– كنتم قد تحَـرّكتم باتجاه العبر قبيل الضربة السعودية على المعسكر.. لماذا لم يستمر التحَـرّك باتجاه حضرموت؟.

العملُ العسكري له سياساته وَخططه وَوفق ظروفه، الجيشُ وَاللجان في الـيَـمَـن هم من يحددون الزمان وَالمكان.

 

– هناك معسكرات تُنشأ وَيتم دعمها وَتدريبها يومياً في حضرموت وَفي الحدود معها جهة السعودية؟.

مستقبل حضرموت هو مستقبل الـيَـمَـن بكله، وهو بحاجة لينضويَ تحت دولة وَحكومة ذات كفاءات تنهج نهج القانون والسياسة الحكيمة في إدَارَة البلد، هذا هو ما يحتاجه الشَّـعْـب الـيَـمَـني الذي لا يمكن أن يواجَهَ بالخيار العسكري، فالـيَـمَـنيون لا يحتاجون الخيارات العسكرية بل يحتاجون إلى سيادة القانون وَدولة مدنية عادلة تحمل مواصفات الحكم الرشيد الذي يكفل المواطنة المتساوية لجميع الأَفْـرَاد ولا يلغي أَحداً وَلا يقصي أَحداً، وَأَبْنَـاء حضرموت الجيدون وَالكفاءات كُثْرٌ بكل تَأكيد، ولن يستطيع أَحد القفز عليهم، بل هم من سيُدير أَنفسَهم تحت حكومة تكنواقراط إن شاء الله وهم يمثلون في أغلب الحكومات.

 

– أعلن الناطق الرسمي لأَنْصَـار الله عن عمليات ستغير المعادلة، وقبل ذلك كان السيد عبدالملك زعيم الجماعة قد أعلن عن خيارات استراتيجية.. ما هي طبيعة تلك الخيارات؟، وهل ستكون داخلية أم خارجية؟، ومَـا هُـوَ الذي يجعلكم تثقون بفاعلية خياراتكم في الوقت الذي يشكك البعض ويقول إنها مجرد حرب نفسية وَتخدير للشَـعْـب؟.

نتركها للأَيَّـام القادمة، وستكون مفاجئة للعدو، وَهي خيارات بالفعل إستراتيجية كفيلة بأن تجعل العدو يراجع حساباته، ألف مرة، وكانت خياراتنا عندما أعلنا قبل 21 سبتمبر الماضي خيارات استراتيجية سبقها تشكيك كبير يقول إن خياراتنا لا تجدي- وَأنت تابعت ذلك، ولكن خياراتنا نجحت وَالثورة انتصرت وَالحمد لله.

 

– مَـا هُـوَ الأُفُق للحرب وكيف تقيمون نتائجها إلى الآن؟.

إذا لم يشعر الـيَـمَـنيون بضرورة الوعي بتوحدهم وَتكاتفهم ستستمر الحرب والتعويل الكامل هو على وعي الشَّـعْـب بالخطر وفهم أن هذا العدو الذي يحاصرهم وَيقتل أَبْنَـاءهم ونساءهم وَأطفالهم يجب أن يواجه في كُلّ المجالات وليس العسكرية وَحسب، وعلى الجميع أن يتحَـرّكوا في كُلّ المجالات بوعي وهمة واستشعار للخطر المحدق بالشَّـعْـب وَالوطن الذي تكرسه وَتسعى إليه السعُودية وَأَمريكا، وبضغط الأَحرار في العالم وفضح جرائم العدو الذي يقتل المدنيين بالسلاح المحرم وَهذا سيجعل أَمريكا تراجع حساباتها، فهي من يعطي الضوء الأخضر وهي من يدير المعركة وَهي من رسمت وَخطَّطت تزود العُـدْوَان ببنك المعلومات، وَهي من يحدد الأَهْـدَاف وتقدم الدعم اللوجستي وَالاستراتجي؛ لذلك هي من يقود المعركة وَمعركتنا معها وَهي تديرها من خلال أَدواتها، وَتقييمنا لنتائج الحرب هي إيْجَـابية وَحقّق الشَّـعْـب وَالجيش واللجان الشيء الكثير، ويكفي الشَّـعْـب الـيَـمَـني صموده الذي أفشل أَهْـدَافهم وَمخططاتهم، وصموده من أجل حريته وَاستقلاله وَكرامته، وَهو ما لا يروق لدول العُـدْوَان في المنطقة التي لا تحب الديمقراطية ولا تراعي حقوق الإنْـسَان.

 

– في ظل ضبابية الموقف الدولي وَتفاوت الموقف الداخلي هل يمكن أن تتنازلوا إذا لم تتنازل السعودية وَحلفاؤها؟.

– عماذا نتنازل، نحن مستعدون للذهاب لبحث مستقبل الـيَـمَـن في كُلّ الاتجاهات من أجل الـيَـمَـن وَليس من أجل العُـدْوَان وَلا من أجل مصالح دول العُـدْوَان، نحن دعونا في أَكْثَـر من مرة أن تكون هناك لقاءات بين الأَطْـرَاف الـيَـمَـنية السياسية وَلوترك للسياسيين فرصة أن ينفردوا بقرارهم دون تدخل الآخرين لوصلنا إلى حلول سليمة وَواضحة وَعادلة لكل أَبْنَـاء الشَّـعْـب الـيَـمَـني، وعبر صحيفتكم ندعو الجميعَ أن اتركوا الشَّـعْـبَ الـيَـمَـني بمفرده ليقرر مستقبلَه ومصيره، وستجدونه يخرج بحل كبير وَسليم ونحن حاضرون لأية حلول سليمة وَعادلة تترجم تطلعات الشَّـعْـب في حاضره ومستقبله.

You might also like