يوميات نازح حرب.. الطفلة “غدير” التي رضعت رأس أفعى!
كتب/ نعمان الحذيفي:
هناك العديد من القصص المؤلمة والمحزنة التي عايشتها خلال نزوحي من الحرب.. ومن أكثر هذه القصص، قصة الطفلة المهمشة غدير .م . ن . البالغة من العمر سنتين، والتي كان والداها بعد نزوحهما من تعز قد اتخذا من إحدى المساكن المهجورة بقرية الرميد بلاد الحذيفي مديرية العدين بإب مسكناً لهما..
وذات مساء من أيام النزوح الموحشة، وبينما كانت الأم خارج المنزل تقوم بغلي الماء على أعواد الحطب استعداداً لتجهيز الرضاعة لطفلتها والتي استيقظت من نومها لتتحسس وسط الظلام عن رضاعتها، فالتقطت بيدها شيئاً ما كان بالقرب من خدها لتضعه في فمها ظناً منها بأنه رأس رضاعتها دون أن تعلم بأن ذلك الشي هو رأس أفعي سامة..
وما هي إلا ثوانٍ معدودة حتي سمعت الأم صرخة الطفلة الأخيرة لتهب إلى داخل المنزل وعلى ضوء مصباح الولاعة الباهت لتقوم بأخذ طفلتها ـ وهي في حالة تشنج ـ إلى الخارج لتصيح “ساعدوني.. أنقذوني.. ابنتي الله يعلم ما حصل بها يا خلق الله”.. فهبينا لنرى ما بالطفلة فوجدنا لون بشرة وجهها قد تغير وتميل إلى الاخضرار لنشاهد آثار لدغة الأفعى بين فكيها.. فقمنا بإيصالها إلى الوحدة الصحية، ولكن بعد أن فارقت الحياة متأثرة بسم الأفعى، وما أكثر الأفاعي والثعابين في قريتنا المهجورة، ولاسامح الله من كان السبب وحسبي الله ونعم الوكيل..