محاولة إفشال مؤتمر جنيف: عدوان سعودي بلباس سياسي
السعودية تسعى إلى توسيع عدوانها على اليمن عبر إفشال الحلول السياسية
العهد : علي إبراهيم مطر
لم تكتف السعودية بعدوانها الدموي ضد الشعب اليمني. لم يكفها القتل والتدمير الذي تمارسه بحقد ضد الأبرياء، بل أنها تريد الاستمرار في هذا العدوان، الذي مضى عليه ما يقارب 3 أشهر.
تعاملت السعودية على أساس أن مؤتمر جنيف نزهة لممثليها، تسلحت بأموالها وجرائمها وبالغطاء الأميركي، كي تفشل المؤتمر الذي تعقده الأمم المتحدة مرة أخرى.
حاولت السعودية أن تضع العراقيل بوجه وفد أنصار الله، لمنعه من الوصول إلى جنيف والتأخر عن الموعد. يتصور المرء عند مراقبة تصرفات السعوديين أنه أمام استحقاق عادي أو جولة كرة قدم بين المنتخب اليمني والسعودي. ولم تعر السعودية أية أهمية إلى الدماء اليمنية التي تسقط على أبواب شهر رمضان المبارك.
تخطّى وفد القوى السياسية اليمنية الحواجز بعدما تعرضت طائرته لعراقيل في مطار القاهرة جراء ضغوط سعودية بالإضافة إلى تأخرها نحو 24 ساعة في جيبوتي. تخطى الوفد هذه العراقيل متسلحاً بصبره وصموده أمام هذا العدوان الغاشم، معتمداً على الانتصارات التي يحققها الجيش اليمني، والدماء الذكية التي تسقط من المدنيين، وبالتالي ذهب الوفد على أساس ضرورة بذل المساعي لصون أرواح الشعب اليمني وحفظ دمائه.
أسئلة برسم الأمم المتحدة
لقد مر الوفد اليمني فوق كل العراقيل التي وضعتها السعودية بوجهه، لكنه بالمقابل طالب الأمم المتحدة بتوضيحات حول عرقلة الطائرة المتوجهة إلى سويسرا من مطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى مسألة تواجد وفد للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي، الأمر الذي لم يكن ضمن مقررات المؤتمر المعلن من قبل الأمم المتحدة، وهذا من حقهم الطبيعي.
جنيف اليمني
هل تحاسب الامم المتحدة من يعرقل اعمالها ؟
لذلك هناك نقاط وأسئلة عديدة تسجل حول عمل الأمم المتحدة ويجب وضعها برسم الأمين العام بان كي مون، لا سيما أن هذه السابقة تحصل للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة وهذا معيب بحق المنظمة الدولية، لذلك نسأل:
ـ كيف قبلت الأمم المتحدة أن يتم وضع العراقيل بوجه الوفد اليمني، على الرغم من أن مؤتمر جنيف يتم تنظيمه من قبل المنظمة الدولية، وقد تم توجيه دعوة إلى الوفد اليمني عبر المبعوث الأممي إلى صنعاء اسماعيل ولد الشيخ؟
ـ هل تحولت المنظمة الدولية إلى ألعوبة في يد السعودية، من خلال الغطاء الذي تحصل عليه من قبل الولايات المتحدة الأميركية؟ وهل أن هذا الأمر سيمر مرور الكرام من دون محاسبة؟ من وضع العراقيل لإفشال سفر الوفد إلى جنيف وبالتالي إفشال المؤتمر؟
ـ هل الأمم المتحدة مشتركة في وضع هذه العراقيل؟ وهل كان هناك مسعى لاستخدام الموفد الدولي إلى صنعاء لإفشال المؤتمر؟
ـ ماذا لو أن القوى اليمنية هي التي وضعت العراقيل وليس السعودية؟
ـ يبدو منذ انطلاقة هذا المؤتمر أنه ولد ميتاً، فهل هناك نية لإنجاح هذا المؤتمر أما أن الفشل سوف يكون مصيره؟
ماذا عن خرق ميثاق الأمم المتحدة؟
إن ما تقوم به السعودية منذ عدوانها على اليمن يخالف ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص في الفقرة الرابعة من المادة الثانية على أن “يمتنع أعضاء الهيئة جميعاً في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد “الأمم المتحدة”، وهذا يحصل أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لم يتحرك إلا بعد ثلاثة أشهر من القتل الذي تمارسه السعودية بحق أبناء اليمن.
بعد إفشال مؤتمر جنيف أول مرة، ومن ثم محاولة إفشاله في المرة الثانية، يجب على الهيئة الدولية ان توقف السعودية عند حدودها، وان تسائلها، كونها تخالف ميثاق هذه الهيئة الذي ينص في الفقرة الخامسة من المادة الثانية على أن يقدّم جميع الأعضاء كل ما في وسعهم من عون إلى “الأمم المتحدة” في أي عمل تتخذه وفق هذا الميثاق، كما يمتنعون عن مساعدة أية دولة تتخذ الأمم المتحدة إزاءها عملاً من أعمال المنع أو القمع”.
أضف إلى ما تقدم، أن ميثاق الأمم المتحدة يؤكد على هذه المحاسبة، حيث تنص المادة السادسة من الميثاق على أنه “إذا أمعن عضو من أعضاء “الأمم المتحدة” في انتهاك مبادئ الميثاق جاز للجمعية العامة أن تفصله من الهيئة بناءً على توصية مجلس الأمن”.