كل ما يجري من حولك

لإغاثة الإنسانية: عوائق العدوان مستمرة

523

 

مرّت فترة الهدنة التي أُعلن عنها سابقاً وهدفت إلى وصول المواد الإغاثية الإنسانية طبية وغذائية ومشتقات نفطية كلمح بالبصر لأن العدوان فرش أمامها العراقيل الكثيرة حتى أن المواد الإغاثية التي دخلت اليمن يسيرة جداً.. مما فاقم من معاناة الناس..

في التحقيق التالي نسلط الضوء على واقع سير أعمال الإغاثة الإنسانية والعوائق التي تواجهها.. في ظل إمعان العدوان في حصاره البري والبحري والجوي الخانق على اليمن.

الثورة : تحقيق/ طارق وهاس

تؤكد منظمة أوكسفام والتي تمثل اتحاداً دولياً لـ17 منظمة أن الناس يجبرون على شرب مياه غير آمنة نتيجة لتفكك شبكات المياه المحلية وبذلك تصبح الأمراض خطرا حقيقيا يهدد حياة الناس.
كما حذرت المنظمة الإغاثية من وقوع كارثة صحية بسبب عدم حصول حوالي 16 مليون شخص في اليمن على مياه صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي.. مشيرة إلى أن الأمراض المتوقع انتشارها هي “الملاريا – الكوليرا – الإسهال”.

فيما تضيف تقارير أوكسفام بالقول: إذا لم يكن القتال ونقص الوقود والإمدادات الطبية وقلة النوم بسبب القصف وتصاعد الأسعار كافيا فإن أكثر من ثلثي سكان اليمن لا تصلهم مياه نظيفة.
هدنة للإغاثة.

الناطق الرسمي لوزارة الصحة الدكتور تميم الشامي أكد أن الهدنة التي أعلنها التحالف سابقا لم تكن سوى كذبة وقال بأنه تم استهداف خمسين هيئة صحية ما بين مستشفيات ومستوصفات ومراكز صحية في جميع أنحاء الجمهورية, وكان الاستهداف مباشراً لهذه المرافق, وحسب الشامي ترافق هذا مع توقف كل موارد الطاقة من محطات كهربائية ومولدات للمحطات الرئيسية وخطوط وشبكات الكهرباء تعرضت للتدمير وهذا عقد المشكلة أكثر خاصة في القطاع الصحي الذي يستقبل المرضى والجرحى والحالات الإسعافية ولا يستطيع تغطية هذه الكارثة الإنسانية.

وحول المواد الإغاثية التي دخلت مع الهدنة السابقة قال: إن المنظمات الدولية مثل اليونسف واليونسكو والصليب الأحمر وغيرها من المنظمات تتحدث أن الهدنة كانت لمد المساعدات الإنسانية لليمنيين ولكن لم يصل من هذه المساعدات إلا ما يقارب الـ5% فقط وهذه النسبة لا تغطي المساعدات الطبية الإنسانية للمواطنين مما تسبب بارتفاع نسبة عدد الوفيات كل يوم.

كما أوضح تقرير لوزارة الصحة العامة أن استمرار تدمير القطاع الصحي يستهدف البنية التحتية الأساسية لحياة الإنسان خاصة الأجيال القادمة, مما أدى إلى توقف العمل وإغلاق كامل لـ44 مرفقا صحيا بسبب مغادرة الكادر الطبي هربا من نيران القصف.

مبادرات

فيما ترى الدكتورة أنجيلا أبو أصبع رئيس مبادرة “معا نحيا” بأن الحصار لعب دوراً كبيراً في إعاقة وصول الإغاثة الإنسانية مما جعل الشعب اليمني يعاني أكثر إضافة إلى التقصير من المنظمات الداخلية تجاه الأعمال الإغاثية.

وعن المبادرة التي ترأسها قالت بأنهم يقومون بجهود ذاتية لمد يد العون والمساعدات الإنسانية وأن المبادرة من مرحلتين وتتركز في المناطق المتضررة من العدوان الذي استهدف سكان فج عطان وجبل نقم, “حيث يقوم أعضاء الحملة بالذهاب إلى مكان النازحين ومنها المدارس والمساجد وتوزيع أساسيات المعيشة مما يتوفر لدينا من مواد غذائية وبطانيات وملابس إلى حين عودتهم إلى منازلهم إذا عاد هناك منزل أصلا لهم”..

وعن المرحلة الثانية قالت أبو أصبع: إنها تركز على دعم قدم من بعض التجار عبارة عن مواد غذائية سيقومون بتوزيعها, لكنها لفتت إلى مشكلة المشتقات النفطية التي تتوفر بصعوبة مما يعيق سرعة إغاثة المنكوبين.

وحملت الأحزاب السياسية مسئولية ما وصل إليه البلد من عدوان وطالبت الجميع بالجلوس على مائدة حوار يمني يمني .

منظمة اليونسف

فيما يؤكد محمد الأسعدي المتحدث باسم منظمة اليونسف أن الأعمال الإغاثية ليست بطيئة بالمطلق, وهناك استجابة سريعة وعاجلة تقوم بها المنظمات ومن ضمنها اليونيسف في المناطق التي يسهل الوصول إليها والتي تعتبر نسبياً أيسر مقارنة بمناطق أخرى, لكنه لفت إلى صعوبة تقييم الاحتياجات الإغاثية وأعداد المتضررين والتي قال: إنها بسبب اتساع رقعة المواجهات المسلحة والقصف الجوي مما يضاعف من المخاطر الأمنية على العاملين في المجال الإنساني أيضا إلى جانب انعدام المشتقات النفطية وانقطاع التيار الكهربائي وتأثر شبكة الاتصالات والحصار الداخلي والخارجي وكلها عوامل قد تساهم في بطء الاستجابة.

ويوضح الأسعدي: المساعدات الإغاثية والإنسانية مهما كثرت لا يمكن أن تكون بديلاً للسلع التجارية المستوردة من مواد غذائية أساسية وأدوية ومستلزمات طبية ووقود وغير ذلك.

مبيناً أن هناك ما يقرب من مليوني طفل لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة بسبب الحرب وهناك 19 مدرسة على الأقل تضررت أو دُمرت وكذا 16 مستشفى أو مرفقاً صحياً.

المعاناة بالأرقام

وتابع الأسعدي: وبحسب تقديرات منظمات إنسانية هناك ما يزيد عن 500 ألف نازح داخلي معظمهم من الأطفال والنساء كما أن لدينا من قبل هذه الحرب 800 ألف طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد, و160 ألفاً منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم منذ 26 مارس وحتى 20 مايو الماضي و135 طفلاً على الأقل قُتلوا و260 آخرين أصيبوا أو شوهوا.

إعاقة أعمال الإغاثة

ومن جمعية الهلال الأحمر اليمني تحدث محمد الفقيه ـ مدير البرامج والمشاريع ـ بالقول: ما تم عمله من قبل الجمعية لم يلب الطلب بسبب ازدياد الاحتياجات اليومية ولكن الإغاثة الداخلية تحاول جاهدة مساعدة المواطنين, ويرى الفقية بطء الأعمال الإغاثية بصعوبة الوصول إلى المناطق المنكوبة وقلة المواد في الأسواق وانعدام الوقود وكلها عوامل ـ حسب قوله ـ أعاقت الإغاثة الإنسانية: وناشد الفقيه جميع الأطراف التعاون مع جمعية الهلال الأحمر لتخفيف معاناة النازحين بسبب العدوان السعودي.

You might also like