مطالبات بتخصيص كميات كافية من المشتقات للآبار الارتوازية ومحطتين للوايتات
عطشــى في جحـيم البحـث عن الماء
> مواطنون: نطالب اللجنة الثورية العليا الالتفات إلى زحام المواطنين على الآبار والمساجد.
> أصحاب الوايتات يطالبون شركة النفط تخصيص أكثر من محطة وكميات كافية للوايتات ضمانا لأسعار معقولة.
* في سوق البياضي جوار الجامع الصغير تحكي الصورة في هذا التحقيق المصور أنبوب ماء علق مهمة عطائه حتى إشعار آخر.. ليبدو المكان فارغاً حتى من البشر، فيما سكان الحي عادوا بعربياتهم و”دِبَابِهم” فارغة كفراغ هذا المكان الذي اكتفى بأنبوب “بومبته” الفارغ يحكي لكل عابر حكاية حياة كان يضج بها سوق البياضي حي الكويت، لقد رحلت الوايتات وأغلقت حمامات المسجد وبقيت أنابيب فارغة لتدل على حياة كانت تعمر المكان.. لكن الأمل بل الواقع يحكي أن عودتها مرهون بعودة الديزل الذي سيروي ظمأ البومبة..
* “كان هنا ماء”. هكذا تحكي الصورة.. فيما تحاول الساعات العصيبة والمؤلمة أن تقرع أجراس الشهرين، وصنعاء صامدة، فأطفالها ونساؤها ورجالها الذين يتقاطرون عطشى على المساجد وأماكن الآبار الارتوازية التي أوقفها إجبارياً انعدام المشتقات النفطية، مخلفاً أسراباً من البشر يسجلون أرقى صور الصبر والتحمل في طريق البحث عن دبة الماء..
ففي حي القاع والحصبة والكويت وهائل وحتى حواري صنعاء القديمة، وكل أحياء العاصمة ثمة قصص مأساوية، تندى لها الإنسانية في طريق البحث عن دبة الماء، وهو ما دفع بفاعلي الخير من أرباب الأعمال في القطاع الخاص تحويل قاطرات الديزل إلى أساطيل إنقاذ أهالي صنعاء بالمياه..
* “الماء لم ينضب بعد من آبار صنعاء، رغم المخاوف التي بثها الباحثون والدارسون، بفقر قاع صنعاء مائياً، لكن ما يحصل هو أن العاصمة جفت من الديزل وتقطعت بأهلها السبل، تحت الحصار المطبق الذي فرضه العدوان، لما يقارب الشهرين، غير أن الهدنة الأخيرة أعادة للحياة رمقها..” ..
هذا ما يقوله المواطن علي الهمداني في حي الكويت، موضحاً أن الحصار فشل في إلى مبتغاه في يرى تماسك اللحمة الاجتماعية تنهار ويترك الناس بيوتهم ومدنهم ويتشردون، على أبواب القرن الأفريقي، أو الحدود الخليجية.. لقد انتصروا وأثبتوا أن عندهم القدرة على التكيف مع مختلف الظروف، وأنهم لن يعدم حيلة في مواصلة الحياة والصمود والإعداد للانتصار على هذا العدوان، إن عاجلا أو آجلا..
* الهمداني وآلاف المواطنين من سكان صنعاء يؤكدون أن أزمة الماء والمشتقات رغم ضراوتها ورغم أن الوايت وصل إلى 15 ألف ريال في بعض الأوقات إلا أن ذلك لم يزد اليمنيين إلا إصراراً على الصمود.. فلسان حالهم يقول: “لن يجبرنا العدوان على الفرار بحصاره الظالم لكن الماء وحده سيخرجنا للبحث عن الحياة لنا ولوطننا وأجيالنا القادمة”..
وطالبوا اللجنة الثورية العليا بتوجيه شركة النفط اليمنية، للالتفات إلى الزحام على الآبار والمساجد من المواطنين الباحثين دبة الماء الذي أصبح كالمشتقات، وذلك من خلال تخصيص كميات من المشتقات الكافية لـ مضخات الآبار الارتوازية في العاصمة، وعدم إغفال هذه الآبار كونها أساس بقاء الحياة في العاصمة، وأساس حياة الفقراء الذين يدفعون من 10-15 ألف ريال قيمة الوايت الماء، وفي بعض الأحيان لا يحصلون عليه.. وهي نفس الدعوة التي وجهها أصحاب الوايتات مطالبين بتخصيص محطة أو محطتين للوايتات، ومنددين بسياسة شركة النفط اليمنية في التعامل والاهتمام مع كل المنشآت وتخصيص حصص لها، في الوقت الذي تتوقف فيه محطات المياه والتعبئة..
* الهدنة التي شهدتها الأزمة خلال الفترة الماضية خففت العبء كبيراً ، أعادت الأمل بعودة الآبار والبومبات الإرتوازية إلى واجهة الحياة اليومية.. لكنها لم تنه الأزمة بل ضاعف قصف ما بعد الهدنة معاناة الناس، وأعاد الأمور إلى مربع التعقيد ومراحل التفاقم الجديد، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من الفقراء –الذين يتشبثون بالبقاء في العاصمة رغم الحصار المطبق على اليمن والعاصمة بالذات منذ ما يقارب السبعين يوما- إلى مغادرة منازلهم والنزوح من الظمأ، قبل النزوح من آلة الحرب..
الثورة : تحقيق/ محمد محمد إبراهيم