كل ما يجري من حولك

صدق اليمانيون وكذبت المملكة – صحيفة أمريكية | الولايات المتحدة تشارك بشكل مباشر في العدوان السعودي على اليمن

489

 

متابعات | اليمن :

كشفت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الولايات المتحدة شاركت في تدخل عسكري آخر في الشرق الأوسط من خلال بيان صحفي صادر عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي.

المشاركة هذه المرة في اليمن

ففي وقت متأخر من مساء الأربعاء 25 مارس، نشر البيت الأبيض بياناً جاء فيه: “لقد أعطى الرئيس أوباما إذناً بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعمليات العسكرية التي تقودها دول مجلس التعاون الخليجي في اليمن”.

وتشير صحيفة “فورين بوليسي” الأمريكية، أنه لم يكن هناك خطاب من الرئيس أو وزير الدفاع خلال ساعات المشاهدة القصوى، حيث إنهما الوحيدان في سلطة القيادة الوطنية اللذان يملكان القدرة على توجيه أوامر للجيش الأمريكي بالانخراط في أي أعمال عدائية. ولم يصدر بيان من وزارة الدفاع، الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن تلك القوات المسلحة التي تقدم الدعم لدول مجلس التعاون الخليجي، أو تعقيب من القيادة المركزية الأمريكية، القيادة القتالية التي تشمل مساحتها الجغرافية دول مجلس التعاون الخليجي واليمن نفسها.

وبدلاً من ذلك، فقد أخبرنا المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بكل بساطة.

ووفقاً للصحيفة، أكد مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق أن مساعدة الشركاء الخليجيين في حملتهم بالحرب على اليمن ليس أكثر من مجرد توفير الدعم اللوجستي، على حد قول العميد مايكل فانتيني، مدير قسم الشرق الأوسط في مكتب مساعد وزير الدفاع لشؤون الأمن الدولي، خلال حديثه أمام إحدى جلسات الاستماع في الأسبوع الفائت.

كما أعلن مجلس الأمن القومي أن قوات الولايات المتحدة لم تشارك في عمل عسكري مباشر في اليمن.

لكن لا ينبغي لنا أن نخطئ، فالولايات المتحدة تقاتل في هذا التدخل وبشكل مباشر.

فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن الولايات المتحدة تقدم المعلومات الاستخباراتية المرتبطة بقائمة الأهداف، كما كشفت ذلك في تقرير لها نقلاً عن مسؤولين أمريكيين قولهم: “إن المخططين العسكريين الأمريكيين يستخدمون المعلومات الاستخباراتية والصور الحية التي توفرها طلعات المراقبة الجوية على اليمن لمساعدة السعودية في تحديد الهدف ومكانه وموعد قصفه”.

ويتم توفير مثل هذه الأشرطة المصورة عبر طائرات أمريكية بدون طيار، كما أفادت التقارير بأن الطائرات الأمريكية التي يقودها طياروها طُلب منها في الوقت الحاضر عدم الطيران في المجال الجوي اليمني.

لكن هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح: هل تساعد الولايات المتحدة بالأشرطة المصورة كوسيلة لتوجيه الضربات التي تتسبب في سقوط ضحايا مدنيين وأبرياء؟

ففي كلتا الحالتين، فإن المساعدات أخذت، وبشكل واضح، طابعاً أبعد من مجرد الدعم “اللوجستي والاستخباراتي”.

لقد أعلنت وزارة الدفاع السعودية أن فرق البحث والإنقاذ الأمريكية على متن طائرة هليكوبتر من طراز “إتش إتش – 60″ التي أقلعت من قاعدة في “جيبوتي” أنقذت طيارين سعوديين في خليج عدن الأسبوع الفائت.

كما لا ننسى أن الولايات المتحدة تزود الطائرات المقاتلة السعودية بالوقود الجوي، وذلك وفقاً لمسئولين أمريكيين كانوا صرحوا لوكالتا رويترز واسوشييتد برس بهذه المعلومات – بشرط عدم كشف هويتهم – نظراً لحساسية الأمر.

وقال المسئولون، إن الولايات المتحدة تساعد السعودية في مراقبة قوات الحوثيين والحدود السعودية مع اليمن.

مؤكدين أن القوات البرية السعودية تتخذ وضعاً دفاعياً على طول حدود اليمن.

لقد أصبح هذا هو النمط الروتيني لرئيس جاء خطابه الافتتاحي عام 2013 تحت عنوان “عشر سنوات من الحرب تنتهي الآن”.

واستهلت إدارة أوباما فترتها بعمليات عسكرية في ليبيا وسوريا والعراق وتمددت الى أفغانستان تقريباً من دون نقاش عام أو دور رسمي للكونجرس، وهو الوضع الذي يمكن تلخيصه في أن الشعب الأمريكي وممثليه المنتخبين قد قبلوا ضمنياً هذه التدخلات المتكررة والحرب على الإرهاب بشكل عام.

مبررات وأسباب

مثل كل التدخلات العسكرية، كان هناك الكثير من المبررات، في بعض الأحيان بدت متناقضة، التي يقدمها المسؤولون الأمريكيون.

واكتفى بيان مجلس الأمن القومي بالقول: “الدفاع عن الحدود السعودية وحماية الحكومة اليمنية الشرعية.

في حين ذكرت وزارة الخارجية أن القصد كان “تعزيز الانتقال السياسي السلمي وتبادل القلق إزاء الأعمال العدوانية من الحوثيين”، مؤكدة في 27 مارس أن الولايات المتحدة تدعم دول مجلس التعاون الخليجي التي استجابت لطلب من الرئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي.

ويبدو أن إدارة أوباما لن تدعم تدخلاً في مصر لاستعادة الرئيس المنتخب ديمقراطياً محمد مرسي.

ثم يقدم البيت الأبيض، مع نائب السكرتير الصحفي إريك شولتز، مبرراً آخر للحملة بأنها: “للدفاع عن حدود المملكة العربية السعودية”، ومنع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من اتخاذ اليمن كملاذ آمن.

وفي وقت لاحق، حول جوش آرنست، السكرتير الصحفي والمتحدث باسم البيت الأبيض، الرسالة مدعياً أن الهدف كان محاولة جمع الطرفين اللذين يبديان خلافاً كبيراً في اليمن حول طاولة المفاوضات في مسعى لتحقيق استقرار الوضع في هذا البلد.

ومن غير الواضح بالتحديد من سيجلس حول تلك الطاولة، حيث لم تُبذل جهود واضحة منذ بدء العملية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي أو المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر أو ممثلي الحوثيين لاستئناف المفاوضات.

وفي الوقت نفسه، حاول المشرعون في “الكابيتول هيل” عرض القضية كما لو كان الأمر مسألة صديق ضد عدو.

وقال السيناتور الجمهوري ريتشارد بور، مبسطاً الصورة، إن هناك حاجة إلى التدخل، لأن الدول العربية لا يمكن أن تسمح لإيران بانتزاع موطئ قدم في اليمن، نحن نسميهم الحوثيون، ولكنها في الحقيقة إيران.

أما النائب الديمقراطي عن كاليفورنيا آدم شيف، فقد شدد على ضرورة دعم السعوديين لأن ذلك قد يعطي السعوديين بعض الراحة أنه حتى في حالة عدم توصلنا إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، فإن هذا لا يعني أننا لن نكون على استعداد لمواجهة ايران في الوقت الذي تحاول فيه توسيع نفوذها الشائن للغاية.

وادعى النائب الجمهوري عن أوهايو جون بوينر، أن الهدف كان حماية المملكة العربية السعودية لأراضيها وتأمين حدودها. وأخيراً، أيد النائب الجمهوري عن كاليفورنيا إد رويس ما تقدمه الولايات المتحدة من دعم، مؤكداً أن الحرب الأهلية تهدد المصالح الأمنية الوطنية لشركائنا الإقليميين والولايات المتحدة.

أهداف غير معلومة

ولم تحاول وزارة الدفاع الأمريكية، على الأقل، ترتيب الأمور. وكان الجنرال لويد أوستن، قائد القيادة المركزية، صريحاً عندما سئل عن غرض الحملة، حيث قال: “أنا لا أعرف حالياً الغايات والأهداف المحددة للحملة السعودية، وأود أن أعرف حيث إن ذلك يجعلنا نقيم احتمالات النجاح.

وعلى الرغم من الاعتراف المذهل أنه لا يعرف الهدف من وراء التدخل، كما أنه لم يعرف بالأمر إلا قبله بساعات قليلة، إلا إنه أعلن بحماسة تأييده له.

الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية لم تشر إلا شيء بسيط إلى هدف حماية حدودها، حتى إن سفيرها لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير، أشار إلى أن الهدف من التدخل كان حماية الشعب اليمني من المنظمة الراديكالية المتحالفة مع إيران وحزب الله، والتي بسطت سيطرتها فعلياً على مناطق في البلاد والدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن.

كما أنها لفتح الطريق أمام محادثات سياسية بحيث يمكن لليمن أن يستكمل فترته الانتقالية والتحرك نحو ما هو أفضل. كما قال الجبير أيضاً عن هذه الحرب التي هي بالوكالة: “أحب أن لا نسميها حرباً بالوكالة لأننا نقوم بذلك لحماية اليمن”.

وباختصار، تقدم الولايات المتحدة دعماً تشغيلياً للتدخل الذي تقوده السعودية في اليمن لأهداف حد زعمها:
– حماية حدود المملكة العربية السعودية وإثبات التزام الحليف الأمريكي بالوقوف في صفها.
– صد تنظيم القاعدة والقضاء عليه باليمن ومنعه من الحصول على ملاذ آمن.
– توفير الحماية للمدنيين باليمن.
– جعل الدول الأعضاء بمجلس التعاون الخليجي أقل توجساً من التوصل لاتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي.
– وقف تزايد النفوذ الإيراني بشكل عام.
– حماية مصالح الدول المجاورة لإيران.
– رعاية انتقال سياسي سلمي لضمان استعادة الحكومة اليمنية للسلطة.

كل هذا على الرغم من حقيقة أن قائد القوات الأمريكية في المنطقة يجهل “الأهداف والغايات المحددة” لتلك البلدان من وراء قصف اليمن.

هذا غير معقول

ومن اللافت للنظر أن الإدارة لا تزال تدافع عن ادعاء أوباما أن استراتيجية إزاحة الإرهابيين الذين يهددوننا مع دعم شركاء في الخطوط الأمامية هي استراتيجية تم تحقيقها بنجاح في اليمن.

ويتشبث المتحدث باسم البيت الأبيض بهذا التصريح معتبراً أن اليمن ليس استراتيجية بناء أمة، لكنها استراتيجية مكافحة إرهاب، في حين أضافت وزارة الخارجية: إنه نجاح استمر لسنوات عديدة بسبب جهودنا الرامية إلى دحر ومكافحة تنظيم القاعدة في اليمن.

وبعيداً عن هذين التصريحين الرسميين، فإنه من الصعب أن تجد شخصا داخل الحكومة الأمريكية يوافق على هذه الخطة بشكل غير رسمي.

تلك الطائرات بدون طيار بمجرد أن تجبر الإرهابيين على الخروج إلى العراء تقوم على الفور بإمداد الطيارين السعوديين بالفيديوهات المباشرة لحركتهم. هذا الشريك على خط المواجهة في المعركة ضد تنظيم القاعدة، الرئيس هادي، في منفاه الآن في الرياض. وهذا يؤكد أنها استراتيجية لم تحقق نجاحاً.

ويتم النظر إلى اليمن حصرياً من خلال عدسة أهداف مكافحة الإرهاب الأمريكية، وبالتالي يتم تصنيفها على أنها سياسة خارجية ناجحة، ويعد هذا بلادة وغباءً في الإحساس تجاه حالة الفوضى التي يعانيها اليمنيون الآن فحسب، ولكن أيضاً قصر نظر لا يمكن تصديقه، إن لم يكن خداعاً صريحاً.

ومن غير المعقول تماماً أن سبعة مبررات وأهداف سوف تتحقق في اليمن. وهناك ادعاء كاذب نغذيه نحن بأنفسنا، ألا وهو أن كل هذه الأهداف ستتحقق قريباً. لقد أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية جيف راتكه يوم الجمعة: “نحن لا نريد أن تكون هذه الحملة العسكرية مفتوحة”.

بالطبع، لا أحد يريد ذلك، على الرغم من أن قادة حملة القصف تعهدوا أن الحملة لن تنتهي حتى يستسلم الحوثيون ويسلموا سلاحهم. ومما لا شك فيه، أن الكثير من البنية التحتية العسكرية والمدنية التي سيطالها التدمير ستكون بحاجة ماسة لإعادة بنائها. وفي الواقع، هناك حاجة لبناء الأمة من جديد.

ترجمة خاصة لـ”خبر” للأنباء

You might also like