كل ما يجري من حولك

غضب وانتقاد صهيوني.. الفاتيكان ينضم لـ135 دولة تعترف بفلسطين

548

 

 

وسط احباط وخيبة أمل إسرائيلية، واحتفال وترحيب شعبي فلسطيني، أعد الفاتيكان أول معاهدة يعترف بمقتضاها بدولة فلسطين رسميًا، لينضم بذلك إلى 135 دول تعترف بفلسطين رسميًا، آخرها السويد في 2014.

معاهدة الاعتراف بدولة فلسطين

أعلن الفاتيكان، الاتفاق مع الجانب الفلسطيني على نصّ اعتراف متبادل في انتظار التوقيع النهائي عليه من السلطات المختصة في البلدين، وأفاد “المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذا الإعلان جاء في نهاية جلسة جمعت مسئولين ممثلين عن الجانب الفلسطيني والكرسي الرسولي “حكومة الفاتيكان”.

93c2bd49968089db54edf86e64c967ca

يأتي الاعتراف من خلال اتفاقية جديدة تشرح بوضوح العلاقات الدبلوماسية للفاتيكان مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتنتقل إلى مستوى جديد من العلاقات التي تتناسب مع تسمية الدولة فلسطين والاعتراف بها، ومن المقرر أن يتم توقيع الاتفاق اعتبارًا من عطلة نهاية هذا الأسبوع، أثناء زيارة الرئيس الفلسطيني “محمود عباس” إلى الفاتيكان بمناسبة إعلان قداسة راهبتين ستصبحان أول قديستين فلسطينيتين في التاريخ المعاصر.

وأكد الفاتيكان في بيان له أن المحادثات مع الجانب الفلسطيني الذي حضر الاتفاقية جرت في مناخ ودي وبناء، مضيفًا أن الاتفاق يتناول “الجوانب الأساسية لحياة الكنيسة ونشاطها في فلسطين”، وأضاف “ما تم هو ثمرة اتفاق سابق بين الكرسي الرسولي ومنظمة التحرير الفلسطينية، أبرم في 15 فبراير 2000، حول تنظيم العلاقات الثنائية ولاسيما أنشطة الكنيسة في الأراضي الفلسطينية وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك”، وأضاف “العلاقات الرسمية بين الكرسي الرسولي، ومنظمة التحرير الفلسطينية، أعلنت لأول مرة في 26 أكتوبر 1994، وتم في وقت لاحق إنشاء لجنة ثنائية دائمة، خاضت مفاوضات أفضت لاتفاق عام 2000، وهو يسرد من بين أمور أخرى، العديد من القضايا المتعلقة بحياة الكنيسة”.

ترحيب فلسطيني

من جانبها قالت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “حنان عشراوي”، “اعتراف الفاتيكان بدولة فلسطين نرى فيه تشجيعًا كبيرًا، ليس لاعتبار سياسي فحسب، وإنما لاعتبار أخلاقي وإنساني وقانوني، وهو يحضر لعهد جديد سيرى فيه العالم أجمع فلسطين كدولة”.

1403281538

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن التوصل إلى المسودة الأولية للعلاقة بين دولة فلسطين والكرسى الرسولي، خطوة تخدم مصلحة السلام والاستقرار وتعزز التعايش السلمى وبناء الجسور بين الثقافات والحضارات والديانات المختلفة، وأضافت إن هذا الإنجاز يأتى بعد سلسلة اجتماعات بين الطرفين، قادها بالنيابة عن دولة فلسطين فريق عمل من وزارة الخارجية ودائرة شؤون المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية، وأكدت أن “هذه النتائج تأتى فى إطار التطور الطبيعى للعلاقات التاريخية بين دولة فلسطين والكرسى الرسولي، تأكيدًا على مكانة فلسطين الحضارية باعتبارها أرض الرسالات السماوية، ووطنا يجسد التآخى بين الأديان التى تشكل سوية النسيج الوطنى الفلسطيني”.

غضب صهيوني

 سادت مشاعر حسرة وخيبة أمل وإحباط في الأوساط الشعبية والقيادية الإسرائيلية، حيث انتقدت إسرائيل الفاتيكان ووصفت القرار بتوقيع معاهدة مع السلطة الفلسطينية للاعتراف رسميًا بفلسطين كدولة هو قرار “مخيب للآمال”، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية “ايمانويل نحشون”، “نشعر بخيبة أمل لقرار الفاتيكان، ونرى أنه لن يكون مفيدا في إعادة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات”، وأعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها ستبحث في “انعكاسات بيان الفاتيكان”، وقالت “هذه الخطوة لا تساعد عملية إحلال السلام إطلاقًا، بل تجعل السلطات الفلسطينية تبتعد عن المفاوضات المباشرة والثنائية”.

 اعتراف دولي يربك الاحتلال

كان الفاتيكان استخدم للمرة الأولى عبارة “دولة فلسطين” في فبراير 2013، على إثر قبول فلسطين كدولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة في نوفمبر 2012، وبذلك الاعتراف يكون الفاتيكان قد انضم إلى 135 دولة قد اعترفت بفلسطين رسميًا، قبل اعتراف الفاتيكان بالدولة الفلسطينية، وهو الاعتراف الذي ينتظر التوقيع، اعترفت 135 دولة بشكل رسمي بفلسطين.

جاء أول اعتراف رسمي بالدولة الفلسطينية في 15 عام 1988 من مجموعة من الدول أبرزها العراق واليمن وتركيا والكويت والبحرين والجزائر، وذلك بعدما أعلن الرئيس الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات” من الجزائر العاصمة استقلال دولة فلسطين بقرار من المجلس الوطني الفلسطيني في خطوة دراماتيكية آنذاك، تبعها في اليوم الثاني اعترافات مجموعة من الدول أبرزها السعودية والأردن وكوبا وقطر.

ياسر-عرفات

حتى نهاية عام 1988 كانت 83 دولة قد اعترفت بدولة فلسطين، ثم تواصل ذلك بشكل بطيء ومتقطع، ولكن بفضل الجهود الدبلوماسية الفلسطينية ارتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين بشكل لافت، إذ اعترفت نحو 18 دولة في فلسطين فقط في العام 2011 وتلاها دول أخرى، كان أخرها السويد أواخر العالم الماضي، وهو ما أدى إلى أزمة دبلوماسية مع إسرائيل، التي تسعى إلى إحباط اعتراف دول أوروبية أخرى بدولة فلسطين.

كما اعترفت 8 برلمانات أوروبية، أبرزها برلمانات إسبانيا وفرنسا والبرتغال، بدولة فلسطين، داعية حكوماتها إلى الاعتراف رسميا بها، وكان أخرها البرلمان الإيطالي الذي صوّت بأغلبية كبيرة على قرارا غير ملزم يحث الحكومة على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967.

هدير محمود ” البديل “

You might also like